فوائد الآية (( سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آيةٍ بينةٍ ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شديد العقاب)) والفرق بين القتل والإعدام وبيان خطأ تسمية عقوبة قتل النفس بالإعدام. حفظ Your browser does not support the audio element. ثم قال تعالى: (( سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية بينة... )) ، يستفاد من هذه الآية: بيان كثرة نعم الله على بني إسرائيل، لقوله: (( كم آتينهم من آية بينة)). مع القرآن الكريم: (سل بني إسرائيل) – مجلة الوعي. ومن فوائدها: تقريع بني إسرائيل الذين كفروا بنعمة الله وتوبيخهم، لأن المراد بالسؤال هنا سؤال استعلام ولا سؤال توبيخ؟ سؤال توبيخ. ومن فوائد الآية الكريمة: تحذير من تبديل نعمة الله عز وجل، لقوله: (( ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته)). ومنها: إثبات شدة العقاب من الله، لقوله: (( فإن الله شديد العقاب)) والعقاب في موضعه محمود؟ نعم، نعم محمود بل مأمور به (( فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله)) الرجم عقوبة نعم؟ عقوبة أيش؟ يسمونها متأخرين إعدام وهذا غلط عقوبة قتل، فيه فرق بين القتل والإعدام، إذا قتلنا واحد هل نحن أعدمناه؟ لا ، جسمه باقي لكن.
( وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ ءَامَنُوا) أي يستهزئون بهم لفقرهم وإعراضهم عن الدنيا وإقبالهم على الآخرة. ( وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) أي فوقهم لأنهم في عليين والذين كفروا في أسفل سافلين. وقد رويت روايات فيمن هم الذين يسخرون وممن يسخرون، أهُمْ رؤساء الكفر في مكة يسخرون من فقراء المؤمنين أم يهود في المدينة من فقراء المهاجرين أو غيرهم، وإن كان الأرجح أنها في اليهود لأن موضوع الآية السابقة فيهم، إلا أن العبرة ليست بخصوص السبب بل بعموم اللفظ، واللفظ عام يشمل الكفار المتصفين بتلك الصفات والذين يتصرفون تلك التصرفات.
( سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ) استفهام للتقريع والتوبيخ على طغيانهم وجحودهم وتركهم الحق بعد وضوح الآيات، وليس استفهاماً لأن يجيبوا فيعلم واقعهم من جوابهم، كما تقول لمخاطب: سل فلاناً كم أنعمت عليه، تريد توبيخ فلان وليس انتظار جوابه. ( كَمْ ءَاتَيْنَاهُمْ مِنْ ءَايَةٍ) كم خبرية، ولأن مميزها ( ءَايَةٍ) مفصول عنها بفعل متعدٍ فقد وجب الإتيان بـ( مِنْ) لئلا يلتبس المميز بمفعول ذلك المتعدي على نحو قوله تعالى: ( كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ) [ الدخان 25] ( وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ) [ القصص 58]… فلو لم تذكر ( مِنْ) وكانت الآية (كم آتيناهم آية) لالتبس موضع ( ءَايَةٍ) هل هو مميز ( كَمْ) أم مفعول ( ءَاتَيْنَاهُمْ). القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة البقرة - الآية 211. لقد بين الله في الآية الثانية سبب عدم اتباع الكفار للآيات البينات التي تأتيهم وهو تمسكهم بزينة الدنيا وزخرفها، فتصرفهم عن تدبر الآيات ومن ثم الإيمان. ليس هذا فحسب، بل إنهم ينظرون إلى المؤمنين الذين يتطلعون إلى الآخرة ولا يتعلقون بالدنيا فيسخرون من فقرهم. ثم بيّن الله سبحانه أن فقراء المؤمنين هؤلاء الذين يسخر منهم الكفار الذين زينت لهم الدنيا يكونون أعلى شأناً وأفضل منـزلة عند الله يوم القيامة فهم في جنات النعيم، وأولئك الكفار في جهنم وبئس المصير، فالمؤمنون فوقهم في الدرجات لأنهم في جنة عالية والكفار في نار هاوية.
4043 - حدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله. 4044 - حدثني موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط، عن السدي: " ومن يبدِّل نعمة الله " ، قال: يقول: من يبدِّلها كفرًا. 4045 - حدثت عن عمار، عن ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع " ومن يبدِّل نعمة الله من بعد ما جاءته " ، يقول: ومن يكفُر نعمتَه من بعد ما جاءته. --------------------- الهوامش: (1) انظر ما سلف معنى "الآية" 1: 106/ ثم 2: 397- 398 ، 553/ ثم 3: 184. ومعنى "بينة" في 2: 318 ، 397/ ثم 3: 249/ وهذا الجزء 4: 259 ، 260. (2) ما بين القوسين زيادة ، أخشى أن تكون لازمة حتى يستقيم الكلام. (3) انظر معنى "التبديل" فيما سلف 3: 396.