مدخل يوضح استشاري الإرشاد الزوجي والأسري د. حمود القشعان (أن مفهوم الخيانة الزوجية لا يقتصر على النظرة التقليدية القديمة والتي تحدد الخيانة فقط بالاتصال الجنسي، فالخيانة تشمل كل ما من شأنه أن يوجد علاقة غير شرعية سواء بالكلمات أو المراسلات أو اللقاءات ذات الأهداف المشبوهة والتي يترتب عليها مشاعر جنسية وارتباطات عاطفية حتى وإن لم تصل إلى درجة الاتصال الجسدي. و إن الثورة التكنولوجية الحديثة وما صاحبها من سهولة وسائل الاتصال سواء عبر الهواتف النقالة أو عبر الإنترنت يمكن النظر إليها واعتبارها إحدى الوسائل والنماذج التي تدخل ضمن تعريف أنواع الخيانة. ( اعترف بأنني اكتب هذه المقالة واستعرض في ذهني صورا لعدد من النساء المقهورات في بيوتهن بسبب العيش مع زوج خائن وهي تعرف انه ما من حل فهو إما منكر وإما مجاهر دون اكتراث... وأؤكد ان ردود أفعال النساء ليست واحدة إنما تتوقف على وعي المرأة بذاتها وكرامتها لكن المؤسف ان دراسة حديثة نشرها موقع أمان على الانترنت أثبتت أن 86% من النساء اللاتي سئلن عن رأيهن في العنف ضد المرأة قد وافقن عليه بينما كانت نسبة الرجال 96%. والنساء كما يقول المستشار "عدلي حسين" لا يستنكرن وقوع العنف عليهن نظرا لسيطرة بعض الآراء الخاطئة الموروثة على أفكارهن مثل ظل رجل ولا ظل حيط وكذلك التفسير الخاطئ للدين.
وهذا يعني أن الخيانة الزوجية في الإسلام سواء كانت من جهة الزوج أو الزوجة ليس من الضروري أن تكون جسمية أو تلامسية مباشرة على المستوى الفيزيائي وإنما يمكن أن تكون خيالية أو تصويرية وفي هذه الحالة يزني الرجل بقلبه ولن يكون من قبيل المبالغة وصف الرجل بأنه "مريض"، وأنه لا يحمل أي شعور بالتقدير والاحترام لشريكة حياته بل إننا نجد في الفتوى الدينية تحريماً صريحاً. وهذا النوع من الخيانات الزوجية هو أسوء من الخيانة الحقيقية في عالم الواقع لأن ذلك يعتبر انتهاكا شعوريا وفكريا للثقة التي هي أساس العلاقة الزوجية الصحيحة التي يعبر عنها الإسلام على لسان الإمام جعفر الصادق بالميثاق الغليظ أي العقد المتين. ونحن ضمن هذه المعالجة بحاجة أيضاً إلى تحديد مفهوم الخيانة ،لأن البعض يحصرها في المجال المادي البحت وهذا غير صحيح فالخيانة تتجاوز ذلك لتشمل الجوانب الأخلاقية والنفسية والمعنوية فما يقوله البعض من إن الزوج في علاقة النت ومواقع التواصل الإجتماعي يحصل على الإثارة إما من خلال كلام أو مشاهد مثيرة. وكلها عملية تفريغ لشحنات مكبوتة أو تنفيس عن النفس ولا مشكلة في ذلك طالما أشبع الرجل رغبة زوجته وعاشرها معاشرة عادية فهو لذلك لن يكون خائناً.