540 - أخبرنا محمد بن موسى بن الفضل قال: حدثنا محمد بن يعقوب الأموي قال: حدثنا العباس الدوري ، حدثنا أحمد بن حنبل المروزي قال: حدثنا [ محمد] بن المبارك قال: حدثنا سويد قال أخبرنا عثمان بن موهب ، عن موسى بن طلحة ، عن أبي اليسر بن عمرو قال: أتتني امرأة وزوجها بعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - في بعث ، فقالت: بعني [ ص: 140] بدرهم تمرا ، قال: فأعجبتني ، فقلت: إن في البيت تمرا هو أطيب من هذا فالحقيني. قال تعالي واقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل المقصود بطرفي النهار – عرباوي نت. فغمزتها ، وقبلتها ، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقصصت عليه الأمر ، فقال: " خنت رجلا غازيا في سبيل الله في أهله بهذا. " وأطرق عني فظننت أني من أهل النار ، وأن الله لا يغفر لي أبدا ، وأنزل الله تعالى: ( وأقم الصلاة طرفي النهار) الآية. فأرسل إلي النبي - صلى الله عليه وسلم - فتلاها علي. 541 - أخبرنا نصر بن بكر بن أحمد الواعظ قال: أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن محمد السجزي قال: أخبرنا محمد بن أيوب الرازي قال: أخبرنا علي بن عثمان ، وموسى بن إسماعيل ، وعبيد الله بن عاصم - واللفظ لعلي - قالوا: أخبرنا ابن سلمة قال: حدثنا علي بن زيد ، عن يوسف بن مهران ، عن ابن عباس: أن رجلا أتى عمر فقال: إن امرأة جاءتني تبايعني ، فأدخلتها الدولج ، فأصبت منها كل شيء إلا الجماع ، فقال: ويحك ، بعلها مغيب في سبيل الله ؟ قلت: أجل ، قال: ائت أبا بكر [ فأتاه] ، فقال مثل ما قال لعمر ورد عليه مثل ذلك ، وقال: ائت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاسأله.
تفسير الوسيط لـ طنطاوى ثم أرشد - سبحانه - عباده المؤمنين إلى ما يعينهم على الاستقامة وعلى عدم الركون إلى الظالمين، فقال: وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ، إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ، ذلِكَ ذِكْرى لِلذَّاكِرِينَ. والمراد بإقامتها الإتيان بها في أوقاتها كاملة الأركان والخشوع والإخلاص لله رب العالمين. والمراد بالصلاة هنا: الصلاة المفروضة.
قال تعالى: { وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ * وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [هود: 114 - 115]. قال السعدي في تفسيره: يأمر تعالى بإقامة الصلاة كاملة { طَرَفَيِ النَّهَارِ} أي: أوله وآخره، ويدخل في هذا، صلاة الفجر ، وصلاتا الظهر والعصر، { وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ} ويدخل في ذلك، صلاة المغرب والعشاء، ويتناول ذلك قيام الليل ، فإنها مما تزلف العبد، وتقربه إلى الله تعالى. { إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} أي: فهذه الصلوات الخمس، وما ألحق بها من التطوعات من أكبر الحسنات، وهي: مع أنها حسنات تقرب إلى الله، وتوجب الثواب، فإنها تذهب السيئات وتمحوها، والمراد بذلك: الصغائر، كما قيدتها الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثل قوله: "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان ، مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر"، بل كما قيدتها الآية التي في سورة النساء ، وهي قوله تعالى: { إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلا كَرِيمًا}.
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ ذلِكَ ﴾، أَيْ: ذَلِكَ الَّذِي ذَكَرْنَا. وَقِيلَ: هُوَ إِشَارَةٌ إِلَى الْقُرْآنِ، ﴿ ذِكْرى ﴾ عِظَةٌ ﴿ لِلذَّاكِرِينَ ﴾، أَيْ: لِمَنْ ذكره. تفسير القرآن الكريم مرحباً بالضيف
نزول الآية بسيدنا كعب وجميع المؤمنين وأشارت دار الإفتاء إلى أنه عندما نزلت الآية 114 من سورة هود، تساءل أبو اليسر كعب بن عمرو، إن كانت هذه الآية الكريمة التي أُنزلت موجهة خصيصا له، إذ ذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسأله: «أَلِي خاصة يا رسول الله ؟ فقال لا، بل لك ولجميع المؤمنين». كما تابعت دار الإفتاء المصرية أن الذنب الكبير الذي ارتكبه سيدنا كعب بن عمرو وند معليه هذا الندم الكبير، جاء كمنفعة لباقي أمة الإسلام جميعا، إذ أن الآية الكريمة جاءت مفتاح للنجاة من الذنوب والمعاصي، وباتت باب أمل أمام عدد كبير من العصاة.