وأدعو طلاب المسلمين وعلماءهم للإكثار من مثل هذه الدراسات، كل حسب اختصاصه، فطالب علم النفس يمكنه أن يدرس تأثير تعاليم القرآن على الحالة النفسية للمؤمن، ونتائج الابتعاد عنها. الاضطرابات النفسية وعلاجها في القرآن الكريم (1). وطالب الطب يمكنه أن يدرس تأثير الأوامر والنواهي على صحة الفرد والمجتمع، وهذه أفضل وسيلة في عصرنا هذا لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم. فالنصرة لا تكون بمجرد الشعارات والكلام... إنما تحتاج لجهد وبحث ودراسة وإنفاق أموال، لأن مثل هذه الدراسات سوف تساهم في تصحيح نظرة غير المسلمين إلى الإسلام، وتساهم أيضاً في زيادة محبة المسلمين لدينهم وتعلقهم به واعتزازهم بهذا الدين الحنيف. وإليكم هذه الآيات الكريمات التي أترك لكم حرية التأمل والتدبر واستنتاج الفوائد في الدنيا والآخرة: 1- (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) [الأنفال: 2-4].
ب- النجاة من التعرُّض للسوء مستَقبَلاً: ﴿ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ ﴾ [الزمر: 61]. ذكر الله .. علاج للأمراض النفسية. ج- عدم الحزن على ما مضى: ﴿ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [الزمر: 61]. 2- الإحباط: ما أكثر الأحداث والمشاكل التي تعصف بإنسان اليوم، فتجد أنواعًا من الإحباط تتسرَّب إليه نتيجة عدم تحقُّق ما يطمح إليه، فالإحباط هو حالة يمر فيها الإنسان عندما يفشل في تحقيق عمل ما، قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الزمر: 65]. إن فقدان الإنسان للأشياء التي تعلَّق قلبه بها تعلُّقًا مَرَضيًّا، أو شعوره بصعوبة المحافظة عليها مما يعرِّضه لخسارتها في أيَّة لحظة - هما من أهمِّ مُسببات الإحباط النفسي، وفي طليعة الأشياء التي يتعلَّق بها الإنسان: الحياة والولد، والجنس والمال، وبقية زينة الحياة الزائلة. علاج الإحباط: يؤكِّد علماء النفس أن معظم الأمراض النفسية - وخصوصًا الإحباط - إنما تعود أسبابها لشيء واحد، وهو عدم الرضا عن الواقع والظروف المحيطة، وعدم الرضا عن النفس، والعلاج سهل يا أحبَّتي، فقد علَّمنا النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - دعاءً عظيمًا، ألا وهو: ((رضيت بالله تعالى ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبيًّا))؛ رواه أحمد.
أكدت دراسة علمية أن الإيمان بالله - عز وجل - والمحافظة على الصلاة وأداء الزكاة والصدقات وصوم رمضان والعمرة والحج وقراءة القرآن الكريم - علاج فعال لكل الأمراض النفسية التي قد تصيب الإنسان. وأوضحت دراسة أجرتها الطالبة " شاهيناز حسن مليباري " بعنوان " الوقاية والعلاج من الأمراض النفسية في ضوء السنة النبوية "، وحصلت بها على درجة الماجستير من جامعة " أم القرى " - أن أبرز الأمراض النفسية هي: القلق، والاكتئاب، والوسواس القهري، والصدع، والخوف من المرض، والأرق، والأمراض النفسجسمية. وأكدت الدراسة أن الإيمان بالله - عز وجل - هو أول وسيلة لتحقيق الوقاية والعلاج من المرض النفسي؛ فأول وسيلة تؤمن للإنسان أعلى مستوى من الصحة النفسية هي تحقيقه الكامل للتوحيد ومعنى الشهادتين، وابتعاده عن كل أبواب الشرك واجتنابه البدع والخرافات، فالإيمان بالله إذا ما بث في نفس الإنسان منذ الصغر فإنه يعزز ثقته بنفسه ويمنحه الثبات ويحميه من الحيرة والتخبط، ويكسبه مناعة ووقاية من الإصابة بالأمراض النفسية، قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} [الأنعام: 82].
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" لا إله إلا الله رب العرش العظيم الكريم لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم" رواه البخاري.
الثاني: إصابته بالشر: ﴿ وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا ﴾ [الإسراء: 83]. ولو سألنا علماء النفس عن أفضل علاج لهذه المشكلة، نجدهم يُجمعون على شيء واحد، وهو الأمل! إنَّ ما يتحدث عنه العلماء اليوم من ضرورة التمسك بالأمل وعدم اليأس، هو ما حدثنا القرآن عنه، لا بل وأمرنا به، والعجيب أن القرآن جعل من اليأس كفرًا! وذلك ليبعدنا عن أي يأس أو فِقدان للأمل؛ ولذلك يقول الله تعالى: ﴿ وَلا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 87]. كيف عالج القرآن اليأس؟ ماذا يمكن لإنسان فقَدَ الأمل من كل شيء أن يفعل؟ كيف يمكن له أن ينجح في الدنيا والآخرة؟ ينادي الله تعالى اليائسين الذين أسرفوا على أنفسهم، وارتكبوا المعاصي، يناديهم نداءً مفعمًا بالرحمة؛ يقول تعالى: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ﴾ [الزمر: 53، 54].
ذكر الله أكبر من أي شيء في هذه الدنيا، وهذه دراسة تؤكد أن الذي يبتعد عن ذكر الله سيكون فريسة سهلة للأمراض والهموم والاكتئاب… لنقرأ ونذكر الله تعالى ذكراً كثيراً…. دراسة إسلامية أكدت دراسة علمية أن الإيمان بالله عز وجل والمحافظة على الصلاة وأداء الزكاة والصدقات وصوم رمضان والعمرة والحج وقراءة القرآن الكريم، علاج فاعل لكل الأمراض النفسية التي قد تصيب الإنسان. وأوضحت الدراسة [1] بعنوان "الوقاية والعلاج من الأمراض النفسية في ضوء السنة النبوية" أن أبرز الأمراض النفسية هي: القلق، الاكتئاب، الوسواس القهري، الصداع، الخوف من المرض، الأرق. وأكدت الدراسة أن الإيمان بالله عز وجل هو أول وسيلة لتحقيق الوقاية والعلاج من المرض النفسي: فأول وسيلة تؤمن للإنسان أعلى مستوى من الصحة النفسية هي تحقيقه الكامل للتوحيد ومعنى الشهادتين وابتعاده عن كل أبواب الشرك واجتنابه البدع والخرافات. فالإيمان بالله إذا ما بثَّ في نفس الإنسان منذ الصغر فإنه يعزز ثقته بنفسه ويمنحه الثبات ويحميه من الحيرة والتخبط ويكسبه مناعة ووقاية من الإصابة بالأمراض النفسية. كان عليه الصلاة والسلام يقول لبلال بن رباح رضي الله عنه: (يا بلال أقم الصلاة أرحنا بها).
القرآن الكريم كلام الله شفاء من كل الأمراض الحسية والمعنوية، ما أحوجنا إلى العودة إليه والإستشفاء به وما ظهرت الأمراض النفسية والإكتئاب والقلق والخوف إلا عندما بعدنا عن كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم لذلك في هذا المقال دعوة لمعرفة أهمية القرن الكريم في شفاء جميع الأمراض وخاصة علاج الاضطراب النفسي بالقرآن، لعلنا ندرك أهمية كتاب الله عز وجل وتأثيره في تغيير حياتنا إلى ما فيه الخير لنا في الدنيا والآخرة.