علي جمعة كشف الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عن حكم عدم زيارة الأب والأم بسبب مرضهما بفيروس كورونا، قائلًا: "إنه في أيام الوباء يجب أن نلتزم جميعًا بالتعليمات الصحية التي وضعها الأطباء لمحاصرة هذا المرض اللعين". وأضاف "جمعة"، خلال حواره مع برنامج "مصر أرض المجددين" المذاع عبر فضائية "ON"، اليوم الأحد، أنه يجوز عدم زيارة الأب والأم في فترات الحظر بشروط صحية يضعوها الأطباء والجهات المسئولة، ويجب علينا أن يضع بعضنا في يد بعض إيذاء تلك الأوبئة والحالات الاستثنائية. ربنا اتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من امرنا رشدا شرح - البسيط دوت كوم. وكشف عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عن دعاء للتوفيق في مقابلة العمل، قال فيه: " بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم يسر لنا أمورنا وهيئ لنا غيوبنا وهيئ لنا من أمرنا رشدا، يارب وفقني وأنجح مسعيا وألقي عليا القبول وحبب إلي خلقك وحبب خلقك فيا.. اللهم آمين".
وقوله: ﴿ وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا ﴾ أي يسِّر لنا و سهِّل علينا الوصول إلى طريق الهداية و الرشاد في الأقوال و الأفعال في أمر ديننا و دنيانا. ((حيث جمعوا بين السعي والفرار من الفتنة إلى محل يمكن الاستخفاء فيه، وبين تضرّعهم وسؤالهم اللَّه عز وجل تيسير أمورهم، وعدم اتكالهم على أنفسهم، وعلى الخلق))( [9])، فجعل اللَّه لهم مخرجاً، ورزقهم من حيث لا يحتسبون، وهي سُنّة اللَّه تعالى التي لا تتبدل مع المتقين الصادقين، قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾( [10]). وهذا السؤال من المؤمنين كان أيضاً من هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم في سؤاله لربه عز وجل (( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَهْدِيكَ لأَرْشَدِ أَمْرِي))( [11]) ، (( وَمَا قَضَيْتَ لِي مِنْ قَضَاءٍ، فَاجْعَلْ عَاقِبَتَهُ رَشَدًا))( [12]). تضمنت هذه الدعوة المباركة من الفوائد العظيمة الفوائد الآتية: 1- ينبغي الفرار من الأماكن التي لا يستطيع العبد القيام بدينه فيها، وإن ذلك من أوجب الواجبات. 2- ((أنَّ من أوى إلى اللَّه تعالى، أواه اللَّه تعالى ولطف به، وجعله سبباً لهداية الضالين))( [13]).
رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا [ ( [1]). المفردات: (الهيئة): هي ((الحالة التي يكون عليها الشيء محسوسة كانت أو معقولة))( [2]). ((وأصل التهيئة: إحداث هيئة الشيء، أي أصلح ورتب))( [3]). ((والرشد: خلاف الغي، ويُستعمل استعمال الهداية))( [4]). وهو: ((إصابة للطريق الموصل إلى المطلوب، والاهتداء إليه))( [5]). الشرح: ((يخبر ربنا تبارك وتعالى عن أولئك الفتية الذين فرّوا بدينهم من قومهم لئلا يفتنوهم عنه، فهربوا منهم، فلجأوا إلى غارٍ في جبل ليختفوا عن قومهم، فقالوا حين دخلوا سائلين اللَّه تعالى من رحمته ولطفه:﴿ رَبَّنَا آتِنَا ﴾ (الآية)))( [6])، فأفادت هذه الآية ((أن وظيفة المؤمن التفكر في جميع آيات اللَّه التي دعا اللَّه تعالى العباد إلى التفكر فيها))( [7])، المنبثقة في ملكوت السموات والأرض، وأن كل آية تدلّ على كمال وحدانيته جلّ وعلا، وأن آياته لم تخلق عبثاً، وإنما فيها من بديع الحكم ما يستنير منها أهل الإيمان، فيزدادون إيماناً وهدى، ومفتاح إلى طريق كسب العلم و المعرفة، واليقين إلى كسب العلم والمعرفة. فلما فرّوا بدينهم ممن كان يطلبهم من الكافرين، وبذلوا السبب في ذلك اشتغلوا بأهم الأسباب: التضرّع إلى اللَّه واللجوء إليه بالدعاء، فقالوا: ﴿ رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً ﴾: سألوا اللَّه تبارك وتعالى ((أنْ يمنَّ عليهم برحمة عظيمة، كما أفاد التنوين في ﴿ رَحْمَةً ﴾ تناسب عنايته باتّباع الدين الذي أمر به، وهو ما يشير إليه قوله تعالى: ﴿ مِنْ لَدُنْكَ ﴾، فإن ﴿ مِنْ ﴾، تفيد معنى الابتداء، و﴿ لَدُنْكَ ﴾: تفيد معنى العندية، فذلك أبلغ ما لو قالوا: آتنا رحمة؛ لأن الخلق كلهم بمحل الرحمة))( [8])، فسألوا رحمة خاصة من ربهم جلَّ وعلا تقتضي كمال العناية بهم، وتفيض عليهم من كمال الإحسان والإنعام.