ذكر الحنفي في ينابيع المودة: فى المناقب: عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في بعض خطبه ، أيها الناس أنا إمام البرية ووصى خير الخليفة ، وأبو العترة للطاهرة الهادية ، أنا أخو رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ووصيه ووليه وصفيه وحبيبه ، أنا أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وسيد الوصيين ، حربى حرب الله ، وسلمى سلم الله ، وطاعتي طاعة الله ، وولايتي ولاية الله ، وأتباعي أولياء الله ، وأنصاري أنصار الله. وذكر عن إبن عباس قال: لما نزلت [ هذه الآية]: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ، قال ( صلّى الله عليه وآله) لعلي: هو أنت وشيعتك ، تأتي يوم القيامة أنت وشيعتك راضين مرضيين ، ويأتي عدوك غضباًنا مقمحين ، فقال: ومن عدوي ؟ ، قال: من تبرأ منك ولعنك. وفي الامالي عن جابر بن عبد الله قال كنّا عند النبيّ صلّى الله عليه وآله فأقبل عليّ بن ابي طالب عليه السلام فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله قد اتاكم اخي ثم التفت الى الكعبة فضربها بيده ثم قال والذي نفسي بيده انّ هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة ثمّ قال انّه اوّلكم ايماناً معي واوفاكم بعهد الله واقومكم بأمر الله واعدلكم في الرعيّة واقسمكم بالسويّة واعظمكم عند الله مزيّة قال فنزلت انّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البريّة قال وكان اصحاب محمّد صلّى الله عليه وآله اذا اقبل عليّ قالوا جاء خير البريّة.
فإن قيل: فما النكتة في العدول عن أن يقال: (وعدهم الله)، إلى ما في النظم الكريم؟ قلت: قد علم الله عزَّ وجلَّ أنه سيكون في هذه الأمة من يطعن في أصحاب رسوله - صلى الله عليه وسلم -، فربّما يقول قائل: إن قوله تعالى: أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ... إلخ يدلُّ على الثبات والدوام - كما تقدم -, ويزعم أن منهم من لم يثبت، فيستدل بذلك على أنه لم يدخل في قوله: وَالَّذِينَ مَعَهُ ؛ لأن الله وصف الداخلين في ذلك بالثبات، وهذا لم يثبت. الحسن البصري, العمل الصالح, ليس الإيمان بالتمني. = فدحض الله عزَّ وجلَّ هذه الشبهة وأرغم أنف صاحبها بقوله: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ، فلم يشترط في الوعد دوامًا ولا ثباتًا، بل وهبه لكل من وقع منه إيمان وعملٌ للصالحات. وعُلِمَ بذلك - مع ما تقدم - أنّ كل من وقع منه إيمان وعمل صالح: فهو ممّن علم الله عزَّ وجلَّ إنه ثابت على ذلك، حتى لو فُرض أنه وقع منه شيءٌ من المخالفات، فهو صادر عن تأويل أو سهوٍ أو خطأ، وتَعقُبُه التوبة النصوح. وبالإجمال، قد غفره الله عزَّ وجلَّ، فلا يخلّ بالثبات المفهوم ممّا تقدم. على أنه يمكن أن تكون (مِنْ) تبعيضيّة، ولا يَرِدُ شيء مما تقدم.
• قال عثمان بن عفان رضي الله عنه في (وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ): معناه أخلصوا الأعمال، يدلّ عليه قوله: (فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا) أي: خالصاً لأن المنافق والمرائي لا يكون عمله خالصاً. • قال السعدي: ووصفت أعمال الخير بالصالحات، لأن بها تصلح أحوال العبد، وأمور دينه ودنياه، وحياته الدنيوية والأخروية، ويزول بها عنه فساد الأحوال، فيكون بذلك من الصالحين الذين يصلحون لمجاورة الرحمن في جنته. تفسير: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا - مقال. (أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ) الجنات جمع جنة، والجنة في لغة العرب: البستان، لأن أشجاره الملتفة تجن الداخل فيه، وجاء إطلاق الجنة على البستان في القرآن في قوله (إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ) أي البستان، وفي قوله (وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ). وأما في الاصطلاح: فهي الدار التي أعدها الله لأوليائه، فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. • قوله تعالى (جنات) دليل على أن الجنات أنوع، كما قال تعالى (ولمن خاف مقام ربه جنتان) ثم قال تعالى (ومن دونهما جنتان) وقال -صلى الله عليه وسلم- (جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما). • قال الشيخ ابن عثيمين: (جنات) بالجمع، وأحياناً يقال بالإفراد (جنة) ، فإذا كانت بالإفراد فالمراد بها مطلق الجنس، وإذا قيلت بالجمع فالمراد بها أنواع الجنات.
الحمد لله.
العدد 500 يساوي 10 × 10 × 5 10 هو عدد تكرار (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) في القرآن! 10 هو مضاعف أجر الأعمال الصالحة (الحسنة بعشر أمثالها)! ان الذين امنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم. 5 هو عدد كلمات (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ)! 5 هو عدد الصلوات وقد فُرضت في بادئ الأمر 50 صلاة! سبحان اللَّه! لا يصلح الحديث هنا؛ ولعل بلاغة الصمت أفصح من أيِّ حديث. ----------------------------------------------------------- المصدر: مصحف المدينة المنَّورة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).
إبراهيم السنجري مؤسسة الإمام الحسين عليه السلام للإعلام الرقمي
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) ﴿7 البينة﴾. فصفات الذين عملوا الصالحات هي (1- أصحاب الجنة 2- أجرهم غير محدود3- لهم أن يغفروا لغيرهم 4- قد جعلت لهم المحبة في قلوب الآخرين 5- هم أصحاب أعلى الدرجات 6- خلفاء الله 7- أصحاب الدين الآلهي 8- هم خير البرية)، فحتماً هذه الصفات لا تكون إلا لمن عمل جميع الصالحات.