كم فتح خط سريلانكا
وعلى الرغم من أنّها لم تبلغ مستوى مرتفعاً من المخاطر، تعرضت السندات المحلية لتركيا إلى أعنف خسارة بين الأسواق الناشئة الأخرى منذ 21 فبراير/ شباط، وقد انخفضت قيمة الليرة بأكثر من 10% هذا العام. وسجل عجز الحساب الجاري التركي أعلى مستوى في 5 سنوات، وارتفعت تكلفة عقود مبادلة الائتمان التي تحمي ضد التعثر في السداد إلى أعلى مستوى منذ الأزمة المالية العالمية. وقال تيم أش، محلل استراتيجي الأسواق الناشئة في شركة بلوباي أسيت مانجمنت في لندن، لبلومبيرغ: "تستعد تركيا لتتلقى أعنف الآثار السلبية من بلاد أخرى بسبب الحرب. فارتفاع أسعار الطاقة والغذاء وخسارة إيرادات السياحة ستؤدي إلى تدهور حالة ميزان المدفوعات المتردية أصلاً، وتفاقم مشكلة التضخم إلى مستوى غير مستدام في الحقيقة. سريلانكا تطلب من رعاياها في الخارج تحويل المال لشراء المواد الغذائية. ومن الصعب حقاً أن تتجنب تركيا أزمة في ميزان المدفوعات الآن دون تلقي مساعدة خارجية". أما عن مصر؛ فتتجه حوالي 6. 6% من صادراتها إلى أوكرانيا وروسيا، في حين تستقبل 40% من السياحة الوافدة من هذين البلدين. وسيضعها ذلك ضمن أكثر البلدان تأثراً، بحسب بنك "ستاندارد بنك غروب" أكبر بنوك أفريقيا من ناحية قيمة الأصول. وستفاقم هذه الأزمة من تعرض مصر لمخاطر بيع الأجانب لسنداتها، وفق تصريحات شركة "فيتش ريتينغ" للتقييم الائتماني.
أزمة متدحرجة بدأت بوادر الأزمة الاقتصادية في سريلانكا بالظهور بعد أن نسفت جائحة كورونا عائدات السياحة والتحويلات الخارجية. فرضت الحكومة حظرا واسعا على الاستيراد سعيا للحفاظ على احتياطي العملة الأجنبية المتضائل ولاستخدامه لخدمة الدين الذي أعلنت الآن التخلف عن سداده. غير أن نقص السلع الذي أعقب ذلك أجج غضبا شعبيا. وتشكلت طوابير انتظار في أنحاء الجزيرة أمام محطات الوقود لشراء البنزين والكاز المستخدم في منازل العائلات الفقيرة. سريلانكا تفتح أبوابها أمام السياح بعد 10 أشهر من الإغلاق. ولقي ثمانية أشخاص على الأقل حتفهم خلال انتظارهم في طوابير الوقود، منذ الشهر الماضي. وتفاقمت هذه الأزمة مع صدور سلسلة من القرارات السياسية السيئة وإثر سنوات من الاستدانات المتراكمة واقتطاعات ضريبية غير حكيمة، حسب خبراء اقتصاديين. وكانت حشود قد حاولت اقتحام منازل مسؤولين حكوميين، قبل أن تفرقهم قوات الأمن بالغاز المسيل للدموع والرصاص المطاط. ويتجمع آلاف الأشخاص أمام منزل الرئيس غوتابايا راجاباكسا المطل على البحر في العاصمة كولومبو الأربعاء لليوم الخامس على التوالي من الاحتجاجات التي تطالبه بالتنحي. (فرانس برس)
كما أفادت تقارير بأن شركات طيران أخرى بينها شركة طيران سنغافوره وشركة كاثي باسيفيك للطيران ألغت رحلاتها. وهبطت طائرات أربع رحلات من سيدني وميلانو والرياض ودبي في مطار مدراس بولاية تاميل نادو الهندية الجنوبية بعد تحويل مسارها. وقد وقعت العملية الانتحارية قبل فجر الثلاثاء مما أدى إلى مقتل 20 شخصا بينهم 13 من مقاتلي التاميل وسبعة من جنود الجيش وجرح العشرات، إضافة إلى تدمير ثلاث طائرات إيرباص تابعة لشركة الطيران الوطنية، وإلحاق الأضرار باثنتين أخريين في حين دمرت ثماني طائرات عسكرية بالكامل. ورد الجيش السريلانكي بشن هجمات جوية مكثفة على مواقع مقاتلي التاميل شمال البلاد، وأعلن ناطق باسم الجيش السريلانكي أن القوات الجوية تواصل غاراتها على كل معاقل جبهة نمور التاميل شمال سريلانكا. سلطات سريلانكا أعلنت تخلّفها عن سداد ديونها الخارجية كافة. في هذه الاثناء شنت الصحف السريلانكية بما فيها الحكومية منها هجوما على المؤسسة العسكرية، ودعت إلى إجراء تحقيق دقيق لمعرفة المسؤول عن التقصير الذي أتاح للمقاتلين التاميل تنفيذ واحد من أقسى الهجمات ضد أهداف سريلانكية حساسة. وقالت صحيفة الأخبار اليومية التي تشرف عليها وتديرها الحكومة "كيف يمكن لهذه العملية المدمرة أن تتم، في موقع من المفترض أن تكون إجراءات الأمن فيه مشددة"، وتعد هذه من المرات النادرة التي توجه فيها الصحيفة انتقادا للمؤسسة العسكرية في البلاد.
وتأتي مناشدته بعد يوم على إعلان الحكومة تعليقها تسديد كافة الديون الخارجية، ما سيسمح لها بالوصول إلى الأموال الضرورية لشراء الوقود والأدوية وغيرها من السلع الأساسية. وقال فيراسينغي، في بيان، إنه فتح حسابات مصرفية للتبرعات في الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا. ووعد الرعايا السريلانكيين بأن يتم إنفاق الأموال حيث هناك حاجة ماسة لها. وأكد أن البنك "يؤكد أن تلك التحويلات بالعملة الأجنبية ستستخدم فقط لاستيراد سلع أساسية ومنها المواد الغذائية والوقود والأدوية"، مضيفاً أنّ إعلان التخلف عن السداد سيوفر على سريلانكا قرابة 200 مليون دولار من الفوائد المستحق دفعها. وبدأت بوادر الأزمة الاقتصادية في سريلانكا بالظهور بعدما نسفت جائحة كورونا عائدات السياحة والتحويلات الخارجية. وتفاقمت هذه الأزمة مع صدور سلسلة من القرارات السياسية السيئة وإثر سنوات من الاستدانات المتراكمة واقتطاعات ضريبية غير حكيمة، حسب خبراء اقتصاديين. ويبدو أنّ بعض مشاهد أزمة سريلانكا قد تتكرر في العديد من الدول التي تشهد مخاطر بفعل الحرب الروسية الأوكرانية، إذ كانت تستفيد من السياحة الروسية والأوكرانية، بالإضافة إلى البضائع. فقد تمثل الأزمة مشكلة أطول أمداً بالنسبة إلى بلدين مثل مصر وتركيا، إذ تعد روسيا ضمن أكبر شركائهما التجاريين، وفق وكالة بلومبيرغ.
وتتفاوض مصر فعلاً مع صندوق النقد الدولي على مساندة محتملة، ربما تشمل منحها قرضاً، كما حصلت على دعم خليجي سريع في شكل ودائع واستثمارات. وقد ارتفعت علاوة المخاطرة على الديون المصرية إلى رقم قياسي مسجلة 1040 نقطة أساس في مارس/ آذار الماضي، وفق مؤشر "جيه بي مورغان تشيس" الأميركي.