وفيه أنَّ النبيَّ صلي الله عليه وسلم أمَره أن يضطجعَ على الجنْبِ الأيمنِ؛ لأنَّ ذلك هو الأفضلُ، وقد ذكر الأطباءُ أنَّ النوم على الجنبِ الأيمن أفضل للبدن، وأصحُّ من النومِ على الجنبِ الأيسر. وذكر أيضا بعضُ أرباب السلوك والاستقامة أنَّه أقربُ في استيقاظ الإنسان، لأن بالنوم على الجنبِ الأيسر ينامُ القلب، ولا يستيقظ بسرعة، بخلاف النوم على الجنْب الأيمن، فإنَّه يبقي القلبُ متعلِّقًا، ويكون أقل عمقًا في منامه فيستيقظ بسرعة. وفي هذا الحديث: أنَّ النبي صلي الله عليه وسلم أمره أن يجعلَهنَّ آخرَ ما يقول، مع أنَّ هناك ذكرًا بل أذكارًا عند النوم تُقال غير هذه، مثلًا: التَّسبيحُ والتَّحميدُ، والتَّكبير، فإنَّه ينبغي للإنسان إذا نام على فِراشه أن يقول: سبحانَ الله ثلاثًا وثلاثين، والحمدُ لله ثلاثًا وثلاثين، والله أكبرُ أربعًا وثلاثين، هذا من الذِّكر، لكن حديث البراء رضي الله عنه يدلُّ على إن ما أوصاه الرَّسول صلي الله عليه وسلم به أن يجعلهن آخر ما يقول. حديث البراء بن عازب الطويل. وقد أعاد البراء بن عازب رضي الله عنه هذا الحديثَ عن النبي صلي الله عليه وسلم، ليتقنه، فقال: «آمنتُ بكتابِك الذي أنْزلتَ ورسولِك الذي أرْسلتَ». فردَّ عليه النبيُّ عليه الصلاة والسلام، وقالَ قُل: «ونَبيَّكَ الَّذي أرْسَلتَ»، ولا تقلْ: «ورسولِك الذي أرسَلتْ».
البَراء بن عازب (10 ق. هـ. - 72 هـ) صحابي عارض بيعة أبي بكر الصديق......................................................................................................................................................................... جهاده صحب البراء بن عازب النبي ( صلى الله عليه وآله) ، وكان من أنصاره الأوفياء ، كما شهد أكثر الغزوات ، ويقول: غزوت مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله) ثماني عشر غزوة. وكان أول غزوة شارك فيها هي غزوة الخندق ، وأما في غزوة بدر فقد أرجعه الرسول ( صلى الله عليه وآله) ، ولم يأذن له بالمشاركة هو ومجموعة من شباب الصحابة ، لأن أعمارهم كانت لم تتجاوز الخامسة عشر. وبعد وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله) والتحاقه بالملأ الأعلى شارك البراء في فتوحات بلاد فارس ، وكان فتح الري على يديه ، وكان ذلك سنة ( 24 هـ). كما شهد البراء فتح مدينة تُستر [ شوشتر] ، وكان مع أمير المؤمنين ( عليه السلام) في حروبه الثلاثة ( الجمل – صفين – النهروان). البراء بن عازب - المعرفة. موقفه من بيعة أبي بكر روى المجلسي في بحار الأنوار: قال البَراء بن عازب: لم أزل لبني هاشم محباً ، فلما توفي رسول الله ( صلى الله عليه وآله) تخوفت من قريش ، لأني كنت أحس بأنها تريد أن تُخرج هذا الأمر [ الخلافة] من بني هاشم.
فينبغي للإنسان إذا أراد النَّوم أن ينام علي جنبه الأيمن، وأن يقول هذا الذِّكر، وأن يجعلَه آخر ما يقول. والله الموفق. المصدر: «شرح رياض الصالحين» (1 / 560 - 562)
[3] روى البراء بن عازب عن النبي أحاديث روى البراء (رضي الله عنه) 305 أحاديث عن النبي ، بعض منها على النحو التالي: روى البخاري بسنده عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى نحو بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهرًا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أو يوجه إلى الكعبة، فأنزل الله {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ} [البقرة: 144]. حديث البراء بن عازب عن الموت. فتوجه نحو الكعبة. وقال السفهاء من الناس وهم اليهود {مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [البقرة: 142]. فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم رجل ثم خرج بعدما صلى فمر على قوم من الأنصار في صلاة العصر نحو بيت المقدس فقال وهو يشهد أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه توجه نحو الكعبة فتحرف القوم حتى توجهوا نحو الكعبة { يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} [إبراهيم: 27].
[قلت - أي: قال شعبة - لـ أبي إسحاق: وما جلبان السلاح؟ قال: القراب وما فيه] أي: الجراب الذي يوضع فيه السيف. وإنما اشترطوا هذا لوجهين: الوجه الأول: ألا يظهر منه دخول الغالبين القاهرين. أي: لتقول قريش: أن محمداً دخل بغير سلاح؛ لأنه لو دخل بسلاح فإنه سيدخل في صورة الداخل الفاتح المنتصر، فهم لا يريدون ذلك. شرح حديث سألت البراء بن عازب. والثاني: أنه إن عُرض فتنة يكون هناك صعوبة في الاستعداد بالسلاح، أي: لا يجد سلاحاً يدافع به عن نفسه، ومع هذا رضي النبي عليه الصلاة والسلام بهذا. [حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا: حدثنا محمد بن جعفر -وهو المعروف بـ غندر - حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت البراء بن عازب يقول: (لما صالح رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الحديبية كتب علي كتاباً بينهم. قال: فكتب: محمد رسول الله) ثم ذكر بنحو حديث معاذ غير أنه لم يذكر في الحديث: (هذا ما كاتب عليه)].
ويأتيه ملكانِ شديدا الانتهارِ، فينتهرانهِ، ويُجلسانهِ، فيقوُلانِ له: مَنْ ربُّك؟ فيقول: هاهٍ هاهٍ لا أدري، فيقُولان له: ما دينُك؟ فيقولُ: هاهٍ هاهٍ لا أدري، فيقولانِ: ما تقولُ في هذا الرجلِ الذي بُعِثَ فيكم؟ فلا يهتدي لاسمه، فيُقال: محمدٌ! فيقولُ: هاهٍ هاهٍ لا أدري سمعتُ الناسَ يقولون ذاك قال: فيُقال لا دريت، ولا تلوت، فيُنادي مُنادٍ من السماءِ أنْ: كذبَ، فأفرشوا له من النارِ، وافتحُوا له بابًا إلى النار، فيأتيهِ مِنْ حرِّها وسمُومِها، ويُضَيَّقُ عليه قبرهُ حتى تختلفَ فيه أضلاعُهُ، ويأتيهِ (وفي رواية: ويُمثل له) رجلٌ قبيحُ الوجهِ، قبيحُ الثياب، مُنتِنُ الرِّيحِ، فيقولُ: أبشِر بالذي يسوؤك، هذا يومُك الذين كُنتَ تُوعدُ، فيقولُ: وأنت فبشَّرك اللهُ بالشرِّ من أنت؟ فوجهُك الوجهُ يجئ بالشَّرِّ! فيقولُ: أنا عملُك الخبيثُ، فواللهِ ما علمتُكَ إلاّ كنتَ بطيئًا عن طاعةِ الله، سريعًا إلى معصيةِ اللهِ، فجزاكَ الله شَرًّا، ثم يُقيَّضُ له أعمى أصمُّ أبكمُ في يده مِرزبّة لو ضُرب بها جبلُ كان ترابًا، فيضربهُ ضربةً حتى يَصيرَ بها ترابًا، ثم يعيدهُ الله كما كان، فيضربُهُ ضربةً أخرى، فيصيحُ صيحةً يسمعهُ كلُّ شيء إلاّ الثقلينِ، ثم يُفتح له بابٌ من النار، ويُمهَّدُ من فُرُشِ النارِ، فيقول: رَبِّ لا تُقمِ الساعة".
وبعد إعلان بيعة أبي بكر كان البراء بن عازب ، والمقداد بن الأسود ، وعُبادة بن الصامت ، وسلمان الفارسي ، وأبو ذر ، وحُذيفة ، وأبو الهيثم بن التيهان ، من الرافضين لها. ولاؤه لأمير المؤمنين كان البراء من خواص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، وكان يقضي معظم أوقاته عنده ، فيسمع منه ويناظره ، وفي مرة من المرات سأله أمير المؤمنين ( عليه السلام): ( كيف اعتنقت دين الإسلام) ؟ فقال له: كنا بمنزلة اليهود قبل أن نتبعك ، تخف علينا العبادة ، فلما اتبعناك ووقعت حقيقة الإيمان في قلوبنا عرفنا معنى العبادة. وفاته يقول ابن عبد البر: مات البراء في سنة ( 72 هـ). المصدر موقع النجف