حكم من مات وعليه دين للبنك.. يضطر الكثيرون من كثرة ضغوطات الحياة، وصعوبة المعيشة إلى الاقتراض من الآخرين؛ ولأن الموت يأتي فجأة؛ فقد يموت الشخص قبل أن يسد ما عليه، وهُنا قد يتساءل الورثة: ما هو حكم من مات وعليه دين للبنك ؟ فتابعونا لنجيب لكم عن هذا السؤال. ما عقاب من يموت وعليه دَين ؟. يجب سداد دين المتوفى من ماله –في حال ترك مالًا-، ولا يجوز تقسيم شيء من تركته ما لم يتم سداد الدين؛ فقال الله في كتابه العزيز: "مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ" (النساء: 12)، والمقصود من سداد الدين؛ هو سداد أصل الدين لا الفوائد الربوية المحرمة؛ فهذه الفوائد لا تثبت أصلا في ذمة المتوفى، وفي بذلها إعانة على الربا، ومؤكل الربا ملعون كآكله، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لعن آكل الربا، وموكله، وكاتبه، وشاهديه، وقال: هم سواء. " رواه مسلم. وعليه؛ فعليك أداء رأس المال فقط دون زيادة، ولا يجوز أن تبذل الزيادة الربوية؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية: إذا كان قد بقي في الذمة رأس المال، وزيادة ربوية، أسقطت الزيادة، ورجع إلى رأس المال. وقال كذلك:والواجب على ولاة الأمور بعد تعزير المتعاملين بالمعاملة الربوية: بأن يأمروا المدين أن يؤدي رأس المال، ويسقطوا الزيادة الربوية.
خرج من منزلة بحثًا عن لقمة العيش وعاد جثة هامدة وانهارت خطيبة الشاب أمير، والتي كان من المقرر عقد زفافها علي المتوفي عقب عيد الفطر، وكانت قد جهزت شقة الزوجية لذلك، وكذلك انهارت الأم التي فقدت نجلها الشاب الذي خرج من منزلة بحثًا عن لقمة العيش، وعاد جثة هامدة. وكانت بنزينة التعاون بنطاق حي الشرق بمحافظة بورسعيد، شهدت حادثا أليما راح ضحيته الشاب أمير أشرف البطوط، والذي يبلغ من العمر 26 عامًا، وذلك أثناء تواجده في محل عمله لتموين السيارات، حيث دخل بلطجي على دراجة نارية وأهان رجل مسن فرفض أمير ذلك، وتحدث اليه قائلًا: عيب دا راجل كبير قد أبوك، فما كان من البلطجي إلا أن اصطحب آخر معه وطعناه بطعنتين نافذتين بالصدر من الاتجاه الأيسر، ليلقى الشاب مصرعه داخل غرفة العمليات أثناء محاولة إنقاذه، وتمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط المتهمين، وجارٍ التحقيق معهم بواسطة الأجهزة المعنية.
كما قرر يحيى تسليم شقيقه شاكر عز الدين "نضال الشافعي" بنفسه للشرطة، وذلك عقب اكتشاف يحيى كم الحقد الذي يحقده عليه شقيقه بسبب التفرقة في المعاملة بينهما من قِبَل أبيه، وأوضح له أنه لم يكن يقصد مقتل نور "خطيبة يحيلا"، ولكن كانت نيته أن يضغط عليه حتى لا يذهب للمحكمة، وهذا كله بدافع الخوف عليه. ويتولى المستشار يحيى قضية عائلة المالكي، وحكمت المحكمة برئاسة المستشار يحيى على كل من؛ يوسف المالكي - ماجد المصري " عاشور" بالإعدام، وكذلك على حسين "إيهاب فهمي" بالإعدام أيضا، كما حكمت على هارون المالكي "محسن محيي الدين" بالمؤبد، وعلى ليل "محمد محمود عبد العزيز" بالسجن سبع سنوات، كما حكمت المحكمة في جلسة أخرى على شاكر "نضال الشافعي" بالسجن سنة، وحكمت كذلك على كريم وريم بالسجن ثلاث سنوات. أبرز الأحداث وبدأت الأحداث المثيرة بالحلقات السابقة من اكتشاف "مريم" عائشة بن أحمد أن خطيبها "شريف" محمود حجازي قد مات مقتولًا في فيلته، في الوقت الذي كانت ترتدي فيه فستان زفافها استعدادًا لحفل زواجها منه لتجري إلى موقع الحادث وتنهار، وفي الغرفة ذاتها تجد "نور" رحمة حسن خطيبة "يحيى" هاني سلامة مقتولة أيضًا بجانبه، لتُثار الشكوك حول سبب مقتلهما، وعلاقة ذلك بقضية غسل الأموال المتهم فيها عائلة المالكي، وعلى رأسهم "شريف".
وفي هذه الحالة يلزمهم تعجيل قضاء الدين إذا كان قد حل الأجل ولا يجوز لهم تأخيره, فقد روى الترمذي (1078) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( نَفْسُ الْمُؤْمِنِ مُعَلَّقَةٌ بِدَيْنِهِ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ) صححه الألباني في "صحيح الجامع" (6779) وغيره. قال السندي: " أَيْ مَحْبُوسَة عَنْ الدُّخُول فِي الْجَنَّة " انتهى. وقال في " تحفة الأحوذي ": " قَالَ السُّيُوطِيُّ: أَيْ مَحْبُوسَةٌ عَنْ مَقَامِهَا الْكَرِيمِ, وَقَالَ الْعِرَاقِيُّ: أَيْ أَمْرُهَا مَوْقُوفٌ لَا حُكْمَ لَهَا بِنَجَاةٍ وَلَا هَلَاكٍ حَتَّى يُنْظَرَ هَلْ يُقْضَى مَا عَلَيْهَا مِنْ الدَّيْنِ أَمْ لَا " اِنْتَهَى. وَقَالَ الشَّوْكَانِيُّ فِي " نيل الأوطار " (4/30): " فيهِ الْحَثُّ لِلْوَرَثَةِ عَلَى قَضَاءِ دَيْنِ الْمَيِّتِ, وَالْإِخْبَارُ لَهُمْ بِأَنَّ نَفْسَهُ مُعَلَّقَةٌ بِدَيْنِهِ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ " انتهى. وقال الصنعاني:" وَهَذَا الْحَدِيثُ مِنْ الدَّلَائِلِ عَلَى أَنَّهُ لَا يَزَالُ الْمَيِّتُ مَشْغُولًا بِدَيْنِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ ، فَفِيهِ حَثٌّ عَلَى التَّخَلُّصِ عَنْهُ قَبْلَ الْمَوْتِ, وَأَنَّهُ أَهَمُّ الْحُقُوقِ ".
وبجانب عائشة بن أحمد في الوقت ذاته، استقبل المستشار "يحيى" هاني سلامة تليفونًا من نفس الضابط ليخبره أيضًا بضرورة الحضور لنفس المكان فيذهب مسرعًا مع أخت خطيبته "دنيا عبد العزيز"، وتصل عائلة المالكي أولًا ليجدوا شريف المالكي غارقًا في دمائه؛ مما يصيبهم بحالة من الفزع والانهيار. ويصل المستشار يحيى بعدها ويصدم من مقتل شريف، ولكن سرعان ما يجد جثة نور "رحمة حسن" غارقة في دمائها في الحجرة المجاورة، فيجري نحوها هو وأختها في حالة من الانهيار، ويأخذ الضباط الجثتين إلى المشرحة ليتعرفوا على سبب الوفاة، ويلفت شقيق يحيى "نضال الشافعي" نظره إلى أن وجود شريف المالكي ونور في نفس المكان يعد لغزًا كبيرًا لا بد أن يحلوه. مسلسل ملف سري وتدور أحداث مسلسل ملف سري حول أحداث حقيقية حدثت في عام 2013، ويجسد هاني سلامة دور مستشار في دار القضاء العالي، ويفتح النار على رجال الأعمال الفاسدين، وتتطور الأحداث بعد ذلك. أبطال ملف سري والعمل من بطولة عدد من نجوم الفن أبرزهم؛ هاني سلامة، عائشة بن أحمد، ماجد المصري، مادلين طبر، محسن محيي الدين، وعدد آخر من الفنانين، والمسلسل من تأليف محمود حجاج، وإخراج حسن البلاسي.
تاريخ النشر: الثلاثاء 16 ربيع الآخر 1434 هـ - 26-2-2013 م التقييم: رقم الفتوى: 199295 10950 0 263 السؤال توفي والدي، وعليه دين لسيدة، توفيت، وليس لها أحد لا زوج، ولا ولد، ولا نعرف عن عائلتها أي شيء، ولا نعرف منهم أحدا. فلمن نخرج هذا الدين؟ أيضا والدي له بنت كبيرة في السن، وغير متزوجة، ومحتاجة، وأيضا والدتي متأزمة ماديا. فهل يجوز إخراج هذا الدين لأختي وأمي؟ جزاكم الله خيرا. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فالأصل أنه يجب عليكم إن ترك والدكم ما يسدد به دينه، أن تبادروا إلى سداد هذا الدين إلى ورثة هذه الميتة الدائنة، إلا أن يتعذر معرفتهم والوصول إليهم. فإذا حصل اليأس من ذلك، تصدقتم بهذا المال عن الدائن مع ضمانه إن ظهر وارث يوما ما. قال شيخ الإسلام ابن تيمية:.. قال العلماء: إن ما يجهل مالكه من الأموال التي قبضت بغير حق كالمكوس، أو قبضت بحق كالوديعة والعارية وجهل صاحبها بحيث تعذر ردها عليه؛ فإنها تصرف في مصالح المسلمين، وتكون حلالا لمن أخذها بحق، كأهل الحاجة، والاستعانة بها على مصالح المسلمين، دون من أخذها بباطل، كمن يأخذ فوق حقه. انتهى. وجاء في مطالب أولي النهى تحت هذه المسألة: (ويتصدق) مديون (بديون عليه جهل أربابها ببلده) التي استدان من أهلها (نصا).
قال جابرٌ رضِيَ اللهُ عنه: "فأُتِيَ بميِّتٍ"، أي: للصَّلاةِ عليه، "فسأَلَ"، أي: النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "أعليه دَينٌ؟" قال أصحابُه: "نعمْ، عليه دِينارانِ"، فقال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "صَلُّوا على صاحبِكم"، قال أبو قتادةَ الأنصاريُّ رضِيَ اللهُ عنه: "هما عليَّ يا رسولَ اللهِ"، أي: أُلْزِمُ نفْسي بقضاءِ هذا الدَّينِ الَّذي على الميِّتِ، قال جابرٌ رضِيَ اللهُ عنه: "فصَلَّى عليه. فلمَّا فتَحَ اللهُ على رسولِه"، أي: لمَّا جاءته الأموالُ من الغنائمِ والخُمسِ وما أفاء اللهُ عليه، "قال: أنا أوْلى بكلِّ مُؤمنٍ من نفْسِه"، أي: أنا أحقُّ بهم وأقرَبُ إليهم، وقيل: معنى الولايةِ النُّصرةُ والتَّوليةُ، أي: أنا أتولَّى أُمورَهم بعدَ وَفاتِهم وأنصُرُهم فوقَ ما كانوا منهم لوْ عاشُوا، فأنا أوْلى في كلِّ شَيءٍ من أُمورِ الدِّينِ والدُّنيا، "مَن ترَكَ دَينًا فعليَّ"، أي: مَن مات وعليه دَينٌ ولم يترُكْ لها قضاءً من مالِه وترِكَتِه، فدِيونُه أقضيها عنه، وكان يُصَلِّي عليه، "ومَن ترَكَ مالًا فلورثتِه"، أي: يُوزَّعُ بينهم بحسَبِ الأنصبةِ الشَّرعيَّةِ. وفي الحديثِ: بَيانُ شَفقةِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على المُسلمين.
أفضل العروض نقدمها للراغبين بالتملك ضمن عقارات تركيا ، تعرف عليها. مستقبل العلاقات السعودية التركية مقابل. ما هي أهم مناطق تملك السعوديين وشراءهم للعقارات في تركيا؟ تعتبر طرابزون من أهمّ مقاصد السياحة و التملك في تركيا للسعوديين بالذات، لسحر طبيعة طرابزون الأخّاذ، وامتداد المساحات الخضراء، وانتشار ينابيع المياه الصافية، وغلبة الطابع المحافظ على عموم منطقة طرابزون، كما أن اسطنبول من أهم المناطق التي يطمح السعوديون إلى شراء العقارات فيها، وكذلك بورصة وأنقرة. ما هو مستقبل العلاقات السعودية التركية؟ تدل المؤشرات إلى أن الحوار بين البلدين الشقيقين عاد إلى مجراه الطبيعي، وأن رغبة عودة العلاقات الودية قد قطع شوطا ملحوظا، مما يدل على رغبة كل من الطرفين، بطمس زوايا الخلاف وتخفيف حدة التوتر بينهما بما يعود على مصالح الشعبين الشقيقين، وهو ما صرنا نلمسه عبر التصريحات الإيجابية من الطرفين تجاه بعضهما. أهم الأسئلة الشائعة عن العلاقات السعودية التركية؟ يشكل الوجود الأجنبي في السعودية نسبة كبيرة، ويحل الأتراك في موقع مهم في هذه النسبة، إذ يبلغ عددهم أكثر من مئتي ألف تركي. يختلف العدد وفقا للمقصد من الوجود، فهناك الوجود السياحي وهناك الوجود بهدف الإقامة العقارية والاستثمار، وقد بلغ عدد السياح السعوديين الزائرين لتركيا قبيل سنة كورنا إلى أكثر من مليون سائح، كما أن أعدادهم في التملك العقاري يشكل نسبة ثلاثين بالمئة، وهي نسبة كبيرة.
عملية الاغتيال القذرة التي نفذتها المخابرات السعودية بحق الكاتب الصحفي المعارض للنظام السعودي جمال خاشقجي، داخل مبنى القنصلية السعودية بإسطنبول، ربما تنعكس على طبيعة العلاقات التركية السعودية التي تشهد أصلًا توترًا منذ دعم النظام السعودي لانقلاب الطاغية عبد الفتاح السيسي في مصر على الحكم الديمقراطي، والإطاحة بالرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي، ثم تصاعد التوتر في أعقاب الحصار الذي فرضته دول تحالف الثورات المضادة برئاسة الرياض على الشقيقة قطر ونظام الأمير تميم بن حمد آل ثان. ويبدو أن ولي العهد السعودي أقدم على هذه الجريمة مع سبق الإصرار والترصد؛ لإحراج النظام التركي وتعمد افتعال أزمة تفضي إلى تدهور حاد في العلاقات، وتكون مبررا لقطع العلاقات بين البلدين، في الوقت الذي تشهد فيه تركيا حربًا اقتصادية على عملتها وتخشى من سحب استثمارات سعودية خليجية في هذا التوقيت الحرج، وعلى الأرجح فإن الخطوة التي أقدم عليها ابن سلمان محسوبة النتائج دون اكتراث لعواقب الأمور وقطع العلاقات مع أنقرة. وفي مارس الماضي، أدلى محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، خلال زيارته للقاهرة، بتصريحات تطاول فيها على الدولة التركية، مدعيا أن حلف الشر يمثله إيران والعثمانيون وما وصفها بالجماعات الإسلامية الراديكالية.
وأما من الجانب السعودي، وأمام التغيرات الجدية التي وقعت في صلب الإدارة السعودية بعد صعود الملك سلمان وإصداره لمراسيم إقالة "الحاشية القديمة" وتعيين "الحاشية الجديدة"؛ بات منطقيا أن ننتظر انعكاسات هذه التغيرات على السياسة الخارجية للمملكة بشكل عام وعلى العلاقات الثنائية بين المملكة السعودية والجمهورية التركية بشكل خاص. وقبل الحديث عن ما يمكن توقعه وعن ما يستبعد حدوثه، لا بد من الإشارة إلى الجديد الذي لا يمكن إنكاره في العلاقات التركية السعودية، وهو أن الإدارة السعودية التي كانت تضغط لمنع برامج تلفزيونية محدودة الانتشار لمجرد تغطيتها لنجاحات التجربة التركية في السنوات العشر الماضية، سمحت في اليومين الأخيرين للقنصلية التركية في مدينة جدة بإثارة ضجة إعلامية حول البارجة العسكرية التركية "بيوك آدا" التي وصلت يوم 31 يناير لميناء جدة السعودي لاستعراض ما وصلت إليه الصناعة العسكرية التركية وللمشاركة في تدريبات عسكرية مشتركة بين البلدين. وبغض النظر عن ما تمثله زيارة البارجة العسكرية التركية لميناء جدة وعن ما تحمله من رسائل عفوية أو مقصودة، يتوقع أن أولويات الإدارة والقيادة السعودية الجديدة على مستوى العلاقات الخارجية ستعطى لتعديل السياسات القديمة عبر التخفيض من مستوى الانفتاح المبالغ فيه والمكلف على بعض الدول مثل مصر، وكذلك عبر التخلي عن الخصومات غير المبررة التي تورطت فيها السعودية مع عدد من الدول المحورية في المنطقة مثل تركيا.
ومن أمثلة الأفعال الاستفزازية التي صدرت من قبل الإدارة السعودية القديمة، نجد أن وزير الأوقاف السعودي في السنة الأخيرة والذي أقاله الملك سلمان في مرسومه الأخير هو عبد الله أبو الخيل الذي اشتهر قبل سنة من الآن عندما كان مديرا لجامعة الإمام بن سعود وعندما تهجم على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووصف تركيا بالدولة "الفاجرة والكافرة". وعوض أن تقوم الإدارة السعودية آن ذاك بمعاقبة أبي الخيل كونه خالف أوامر وزارة الداخلية السعودية التي تمنع المسؤولين داخل الجامعات من التحدث في السياسة عامة ومن التهجم على الدول بشكل خاص، تم تعيين أبو الخيل وزيرا للأوقاف. وإن كانت السياسات الداخلية المستفزة من قبيل تعيين وزير يسب تركيا وقيادتها، وكذلك السياسات الخارجية المتضاربة من قبيل دعم وتحريض الجنرال عبد الفتاح السيسي في مصر، لم تثني تركيا عن السعي للتعاون مع المملكة في مختلف المجالات وخاصة الاقتصادية؛ فإن تركيا التي رصدت التغير الحاصل في الداخل السعودي لن تنتظر تغيرات جدية في السياسة الخارجية للمملكة وستبادر إلى اقتناص التغيرات الداخلية التي تشهدها السعودية وستحاول استثمارها لإصلاح ما يمكن إصلاحه من علاقات سياسية وكذلك لتعزيز العلاقات على باقي المستويات وخاصة الاقتصادية.
ويرى المحلل السعودي أن البلدين بحاجة لإثبات حسن النوايا، وخصوصاً من الجانب التركي، الذي ينبغي عليه تأكيد عزمه على إزالة الخلافات القائمة. وفي ذات السياق، قال المحلل التركي يوسف كاتب أوغلو إن الزيارة تأتي في سياق السياسة التركية الجديدة القائمة على احتواء الأزمات مع دول المنطقة، مشيراً إلى أنها كانت مفترضة في فبراير الماضي. ولفت أوغلو، في تصريح لـ"الخليج أونلاين"، إلى أن دعوة العاهل السعودي للرئيس التركي تعكس قوة العلاقة الشخصية بين الرجلين رغم الظروف الصعبة التي سيطرت على العلاقات خلال السنوات الماضية، مشيراً إلى أن حكمة الزعيمين مهدت لإنهاء الخلاف. وأشار أوغلو إلى أن هذه الزيارة ستعزز العلاقات بين البلدين، وتسد العديد من الفجوات الأمنية بالمنطقة، وتعزز التحالف السعودي التركي لمواجهة أزمات أمنية كبيرة بعد انسحاب الولايات المتحدة، خصوصاً فيما يتعلق بإيران واليمن. وقال الكاتب التركي إن أنقرة فاعل إقليمي مهم، وسبق لها أداء العديد من الأدوار المهمة لإفشال عدة مؤامرات بالمنطقة، مشيراً إلى أن قضية اغتيال خاشقجي كانت هي القضية الأكثر إشكالاً بين البلدين. بداية من اليوم الرئيس التركي في الرياض لأول مرة منذ مقتل “خاشقاجي” : مركز أمية للبحوث والدراسات الاستراتيجية. وأضاف: "بالنظر إلى أن المتهمين سعوديون والضحية أيضاً سعودي، ونظراً لعدم وجود أدلة قوية لدى الجانب التركي، أحالت أنقرة الملف للرياض بناء على رغبة الحكومة السعودية".
لكن يبدو أن تركيا، مثلها مثل كل دول المنطقة، بدأت هي الأخرى تعيد ترتيب أولوياتها وتنظيم علاقاتها وتحالفاتها، خصوصاً في ظل التهديد الذي تشكله الإدارة الأميركية الجديدة على مصالحها، حيث إن جو بايدن لم يخف عداءه لتركيا ورغبته في الإطاحة بنظام أردوغان وحزبه من الحكم بأي طريقة. وهذا التحول في الموقف التركي قد بدأ في الظهور جلياً في الشهر الأخير من ٢٠٢٠، إذ تخلت تركيا بشكل واضح عن حليفتها إيران، وأرسلت إشارات غير مباشرة إلى الولايات المتحدة وحلفاء تركيا في منظمة الناتو، من أنها مستعدة لمواجهة التهديد الإيراني لمنطقة الشرق الأوسط، وهو ما لقى هوى لدى السعودية، التي بدأت بالفعل في إعادة إحياء علاقاتها مع تركيا، عقب قمة مجموعة العشرين، التي عقدت نهاية العام المنقضي، بعد معارك دبلوماسية ضارية وصلت إلى حد إعلان السعودية مقاطعة المنتجات التركية في أكتوبر، مما ترتب عليه أضرار اقتصادية فادحة لتركيا، المنهكة اقتصادياً أصلاً. وكل هذا يعني أن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، منطقتنا المشتعلة بالصراعات الأبدية، تشهد مرحلة تاريخية في غاية الأهمية، يجري فيها إعادة تشكيل كل شيء، داخل الدول وبين دول المنطقة وبعضها البعض وبين دول المنطقة والعالم، ويبدو أنه سيكون لتركيا دور مهم جداً في إدارة ملفات رئيسية في هذا التشكيل الجديد، بما سيمكنها أيضاً من إحراز مكاسب في أزمات سياسية ودبلوماسية قديمة لديها مثل الصراع على الحدود البحرية في شرق المتوسط، والأزمة الحدودية التاريخية بين تركيا والأكراد في سوريا والعراق.
وفي أكتوبر 2018، أكد المحامي العام في إسطنبول عرفان فيدان، أن خاشقجي خنق وقطعت جثته بعد دخوله القنصلية بقليل. وفي مقال كتبه في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: إن "التحقيقات كشفت أن خاشقجي قتل بدم بارد على يد فريق قتل، وكان القتل عمدا مع سبق الإصرار". وأضاف: "هناك أسئلة أخرى لا تقل أهمية سوف تسهم إجاباتها في فهم ملابسات هذا العمل المشين.. أين جثة خاشقجي؟ من هو المتعاون المحلي الذي تزعم السعودية أنه تخلص من أشلاء جاشقجي؟ من أعطى الأوامر بإزهاق تلك الروح الطيبة؟ لسوء الحظ، رفضت السلطات السعودية الإجابة على تلك الأسئلة". وأوضح أردوغان إنه علم أن الأوامر بقتل خاشقجي "جاءت من أعلى المستويات في الحكومة السعودية"، وفي مارس2020، وجه المحامي العام في إسطنبول اتهامات رسمية بقتل خاشقجي إلى سعود القحطاني، وأحمد العسيري و18 متهما آخرين. تطور العلاقات عقب مطالبات النيابة التركية بنقل ملف خاشقجي إلى السعودية، والتصريحات الإيجابية لوزير الخارجية التركي، يؤكد الباحث بالشأن السياسي التركي، فراس رضوان أوغلو، أن ذلك يعد خطوة لتطبيع العلاقات وتطورها بين البلدين. وفي حديثه لـ"الخليج أونلاين"، يتوقع رضوان أوغلو، أن "تقدم تركيا على إنهاء ملف خاشقجي مع السعودية بشكل نهائي، من خلال الإطار القانوني والقضائي، خاصة أن تركيا لديها حرص على تحسين علاقاتها مع المملكة".