تاريخ النشر: الأربعاء 7 ذو القعدة 1421 هـ - 31-1-2001 م التقييم: رقم الفتوى: 6838 103135 0 571 السؤال رجل نوى العمرة، ونوى أن يأتي بالعمرة بعد أن يقيم في جدة يومين، وتجاوز ميقاته أثناء ذهابه إلى جدة، ثم جلس فيها يومين، وأحرم منها واعتمر. فهل عليه شيء في تجاوز الميقات؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فمن لم يكن من أهل ( جدة) ونوى العمرة، لزمه أن يحرم من الميقات، أو من محاذاته إذا كان سفره بالطائرة، ولا يجوز له تأخير الإحرام إلى جدّة ولو كان ينوي البقاء فيها يومين، وذلك لحديث ابن عباس - رضي الله عنهما-: أن النبي صلى الله عليه وسلم وقَّت لأهل المدينة ذا الحليفة، ولأهل الشام الجحفة، ولأهل نجد قرن المنازل، ولأهل اليمن يلملم، وقال: هن لهن، ولمن أتى عليهن من غير أهلهن، ممن أراد الحج أو العمرة، ومن كان دون ذلك فمن حيث أنشأ، حتى أهل مكة من مكة. رواه البخاري ومسلم. فتاوى الحج.. الإحرام ركن ومن تجاوز الميقات فعليه دم - الأهرام اليومي. فإن جاوز الميقات دون إحرام، ولم يرجع لزمه دم يذبح في مكة، ويوزع على فقراء الحرم. هذا لمن كان عازماً على أداء العمرة في سفرته هذه، أما من كان متردداً لا يدري أيعتمر بعد قضاء مصلحته في ( جدة) أم لا؟ فلا يلزمه الإحرام من الميقات، ثم إن عزم في (جدة) على العمرة أحرم من محله الذي هو فيه، وهو (جدة).
فأنتم لما هوَّنتم عن العمرة وذهبتم من الطائف إلى جدة من دون نية العمرة، لو أحرمتم من جدة فلا حرج عليكم ويكفي، أما لو نويتم العمرة وأنتم في الطائف، جزمتم عليها وذهبتم إلى جدة مع نية العمرة، فأنتم يلزمكم العودة إلى الميقات وتحرموا من الميقات، إذا أردتم العمرة وعزمتم عليها، فإن لم تفعلوا، فعليكم دم، أما والحال ما ذكرتم، ما عليكم شيء؛ لأنكم لم تشرعوا فيها. وهذا الحكم يشمل جميع أفراد الأسرة كلهم، أما اللي ما بلغ ما يلزمه شيء، اللي ما بلغ ما يلزمه الإحرام، لكن إذا أحرم فهو أفضل، إذا أحرم مع أهله، إذا كان ابن سبع فأكثر يعلمونه ويحرم معهم، فهو أفضل، لكن لا يلزمه الإحرام إلا إذا بلغ الحلم. 3 47, 537
أو أتى جدة ناوياً العمرة، ثم هون ولم يحرم بالعمرة، فلا بأس، حتى ولو أتى مكة، لو أتى مكة ولم يدخلها للعمرة، بل دخلها لحاجة للتجارة أو لزيارة بعض الأقارب بغير نية العمرة، فلا شيء عليه؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم- لما وقت المواقيت: " هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن ممن أراد الحج والعمرة "، فلم يوجب العمرة والحج إلا على من أراد ذلك - إذا مر الميقات-. فمن مر الميقات ولم يرد الحج ولا العمرة، وإنما أراد تجارة في مكة، أو زيارة بعض أقاربه أو أصدقائه، أو أراد غرضاً آخر، فليس عليه شيء.
أولًا: انظر إلى عائشة وهي تصف قدوم فاطمة ، وم ِ شيت َ ها ؛ تقول: " لا ت ُ خطئ مشيت ُ ها مشية َ رسول الله صلى الله عليه وسلم "، ثم تصف لنا ترحيب َ النبي صلى الله عليه وسلم بفاطمة، وتخصيصها بفاطمة، وتخصيصها بالسر إليها ؛ أفلا يدل كل هذا على محبتها لها ، ؟! فلو كانت تبغضها فما الذي يحملها على هذا الوصف الجميل ، وتبثه في الأمة ، وهو وصف ٌ يبع َ ث في قلوب المؤمنين زيادة َ المحبة لفاطمة رضي الله عنها؟! ام فاطمه رضي الله عنها قصص. ثانيًا: ثم انظروا - رحمكم الله - إلى قولها: " عزمت ُ عليك بما لي عليك من حق "؛ ليتبي َّ ن لنا من خلاله شدة الصلة بين عائشة وفاطمة رضي الله عنهما ، وأنها تذك ِّ رها بهذه الصلة ؛ لتستثيرها في إخبارها عم َّ ا أسر به إليها رسول ُ الله صلى الله عليه وسلم ؛ فلو كانت فاطمة ت َ كره عائشة لما أخبر َ تها بما سار َّ ها به النبي صلى الله عليه وسلم ، بل عن َّ ف َ تها أو قالت لها كلمة ً تجرحها ، لكنها اعتذرت في بادئ الأمر ؛ لحفاظها على سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما مات ، وأصبح السر ُّ علانية ، عزم َ ت عليها عائشة مرة أخرى ، وذك َّ رتها أيضًا بالصلة التي بينهما ،. لقد كانت الصلة ُ إذًا وطيدة ً حتى بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم ، فعندئذٍ ذكر َ ت لها الحديث ، فهذا يدل على أن العلاقة لم تتغير ، ولم تتعك َّ ر.
ومعنى " م ِ ر ْ ط ": الكساء ، وجمعه م ُ روط ، ومعنى " مرح َّ ل " المنقوش عليه صور رحال الإبل [6]. (ب) علاقة فاطمة بعائشة رضي الله عنهما: أولًا: ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة: "(( ألا ت ُ حب ِّ ين ما أحب " ؟)) قالت: بلى ، قال: "(( فأحبي هذه "))؛ - يعني: عائشة - [7]. ام فاطمه رضي الله عنها بالخط الكوفي. ون ُ شه ِ د الله عز وجل أن فاطمة رضي الله عنها أطاع َ ت أباها ، وأنها لا بد أن تحب َّ أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، بل ينبغي لكل مسلم يحب النبي صلى الله عليه وسلم أن يحب َّ ها ؛ لقوله: "(( أتحبين ما أحب ؟ "،))، فما من مؤمن إلا ويحب ُّ ما يحب رسول ُ الله صلى الله عليه وسلم ، فم َ ن أحب عائشة رضي الله عنها فقد أحب َّ ه ، ومن أبغضها فقد آذاه وأبغضه. ثانيًا: عن علي رضي الله عنه أن فاطمة رضي الله عنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم تشكو إليه ما تَلقى في يدها من الرّ َ حى - وبل َ غ َ ها أنه قد جاءه رقيق - فلم ت ُ صادفه ، فذك َ ر َ ت ذلك لعائشة ، فلما جاء أخبر َ ته عائشة ُ ، قال: فجاءنا وقد أخ َ ذنا مضاجعنا ، فذهبنا نقوم ، فقال: (( على مكانكما))... الحديث [8]. ومعنى: " لم تصادفه ": "؛ أي: لم تجده في البيت. فانظر إلى مكانة عائشة رضي الله عنها عند فاطمة رضي الله عنها إذا خص َّ تها - دون بقية نسائه - بسبب قدومها عندما لم تجد النبي صلى الله عليه وسلم ،؛ لتقوم هي - أعني عائشة رضي الله عنها - بالنيابة عنها في تبليغ أمرها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ لع ِ لمها بمكانة عائشة رضي الله عنها عند أبيها صلى الله عليه وسلم.
وفي صحيح البخاري أن الرسول صلى الله عليه وسلم [فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي فَمَنْ أَغْضَبَهَا أَغْضَبَنِي]. وفي صحيحي البخاري ومسلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم [فَإِنَّمَا هِيَ بَضْعَةٌ مِنِّي يُرِيبُنِي مَا أَرَابَهَا وَيُؤْذِينِي مَا آذَاهَا]. وفي رواية عند أحمد والحاكم [فاطمة بضعة مني، يقبضني ما يقبضها، ويبسطني ما يبسطها، وإن الأنساب تنقطع يوم القيامة غير نسبي وسبـبي وصهري]. هل كنّى النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة رضي الله عنها بكنية: " أم أبيها"؟ - الإسلام سؤال وجواب. ا وقد زوجها صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه بعد بدر في السنة الثانية من الهجرة وقال لها الرسول [أما ترضين أن زوجتك أقدم أمتي سلما وأكثرهم علما وأحلمهم حلما] رواه أحمد والطبراني ، وفي رواية عند الطبراني [لقد زوجتك سعيدا في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين] ودعا لهما [جمع الله بينكما وبارك في سيركما وأصلح بالكما] وفي بعض الروايات زيادة انه دعا لها قائلا [اللهم إني أُعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم] وولدت له الحسن والحسين ومحسن وزينب وأم كلثوم. ا يقول الإمام المحدث الشيخ عبد الله الهرري رحمات الله عليه: السيدة فاطمة عليها السلام وإن كانت أصغر بنات الرسول سنًا لكن كانت أتقى وأخشع وأخشى لله تعالى. كانت روحها أقوى تعلقًا بطاعة الله تعالى من أخواتها الثلاثة زينب ورقية وأم كلثوم.