فلوْ كانَ اللهُ جِسْمًا لهُ كميةٌ ومِقدارٌ لاحتاجَ لمنْ جعلَهُ عَلى هَذِهِ الكميةِ، عَلى هذَا المقدارِ، والمحتاجُ لا يَكونُ إِلهًا. وكُلُّ شىءٍ يجرِي في هذِه الدُّنيا وفي الآخرةِ فهوَ بمشيئةِ اللهِ يجرِي ويحصلُ لِقولِهِ تعَالى: " إنًّا كُلَّ شىء خَلَقناهُ بقدَر "، أمّا قوله تعالى: " عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ " فمعناه أن اللهَ تعالى يعلَمُ ما غابَ عنِ الخَلْقِ، فاللهُ تعالى " عالم الغيبِ " أي ما غابَ عنِ الخلقِ " والشهادةِ " أي ومَا شاهدوهُ، واللهُ سبحانَهُ وتعَالى أكبرُ مِن كُلِّ كبيرٍ قدْرًا وعظَمةً، فهوَ العظيمُ الشأنِ الذي كلُّ شىءٍ دونَهُ. يا رَبُّ يا اللهُ يا اللهُ يا بديعَ السمواتِ، يا مُنَـزِّلَ الآياتِ، يَا مفرِّجَ الكُرُباتِ، فرِّجْ عَنْ هذِهِ الأمَّةِ ما أهمَّهَا إنَّكَ أنتَ الكبيرُ المتعالِ. فاللهُ تباركَ وتعالى هوَ العظيمُ الشأنِ الذِي كلُّ شىءٍ دونَهُ المُستَعْلِي عَلى كلِّ شىءٍ بقدرتِه الذِي تنَزَّهَ عنْ صفاتِ المخلوقينَ. واللهُ سبحانَه وتعالى يعلمُ بحالِ مَنْ أسَرَّ القولَ ومَنْ جَهَرَ بهِ. يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ. واللهُ تعَالى خلقَ جماعاتٍ مِنَ الملائكةِ يحفظونَنا بإذْنِهِ إلا ممَّا كتَبَ اللهُ أنْ يصيبَنا ولولا هؤلاءِ الملائكةُ الحفَظَةُ لَلَعِبَ بنَا الجِنُّ كمَا يُلْعَبُ أحدُنا بالكرةِ لأنهُمْ يرَونَنَا مِنْ حيثُ لا نراهُمْ، وهؤلاءِ الملائكةُ يتعاقبونَ علينا، عندَ الفجْرِ ينْزلُ جماعةٌ منهم ثم في ءاخِرِ النهارِ يَصعَدُونَ وينْزِلُ الآخَرون.
20197 - حدثني الحارث قال: حدثنا عبد العزيز قال: حدثنا قيس ، عن سالم الأفطس ، عن سعيد بن جبير قال: غيض الرحم: أن ترى الدم على [ ص: 365] حملها. فكل شيء رأت فيه الدم على حملها ، ازدادت على حملها مثل ذلك. 20198 -.... قال حدثنا عبد العزيز قال: حدثنا حماد بن سلمة ، عن قيس بن سعد ، عن مجاهد قال: إذا رأت الحامل الدم كان أعظم للولد. 20199 - حدثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذ يقول: حدثنا عبيد بن سليمان قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( وما تغيض الأرحام وما تزداد) ، "الغيض" النقصان من الأجل ، و "الزيادة" ما زاد على الأجل. وذلك أن النساء لا يلدن لعدة واحدة ، يولد المولود لستة أشهر فيعيش ، ويولد لسنتين فيعيش ، وفيما بين ذلك. قال: وسمعت الضحاك يقول: ولدت لسنتين ، وقد نبتت ثناياي. 20200 - حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد ، في قوله: ( وما تغيض الأرحام) قال: غيض الأرحام: الإهراقة التي تأخذ النساء على الحمل ، وإذا جاءت تلك الإهراقة لم يعتد بها من الحمل ، ونقص ذلك حملها حتى يرتفع ذلك. وإذا ارتفع استقبلت عدة مستقبلة تسعة أشهر. وأما ما دامت ترى الدم ، فإن الأرحام تغيض وتنقص ، والولد يرق. فإذا ارتفع ذلك الدم ربا الولد واعتدت حين يرتفع عنها ذلك الدم عدة الحمل تسعة أشهر ، وما كان قبله فلا تعتد به ، هو هراقة ، يبطل ذلك أجمع أكتع.
20172 - حدثني المثنى قال: حدثنا أبو حذيفة قال: حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد: ( وما تغيض الأرحام) إراقة المرأة حتى يخس الولد ( وما تزداد) قال: إن لم تهرق المرأة تم الولد وعظم. [ ص: 361] 20173 - حدثنا الحسن بن محمد قال: حدثنا شبابة قال: حدثنا شعبة ، عن جعفر ، عن مجاهد ، في قوله: ( وما تغيض الأرحام وما تزداد) قال: المرأة ترى الدم ، وتحمل أكثر من تسعة أشهر. 20174 - حدثنا الحسن قال: حدثنا محمد بن الصباح قال: حدثنا هشيم قال: أخبرنا أبو بشر ، عن سعيد بن جبير ، في قوله: ( وما تغيض الأرحام) ، قال: هي المرأة ترى الدم في حملها. 20175 -...... قال: حدثنا شبابة ، قال: حدثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله: ( وما تغيض الأرحام وما تزداد) إهراق الدم حتى يخس الولد و "تزداد" إن لم تهرق المرأة تم الولد وعظم. 20176 -...... قال: حدثنا الحكم بن موسى قال: حدثنا هقل ، عن عثمان بن الأسود قال: قلت لمجاهد: امرأتي رأت دما ، وأرجو أن تكون حاملا! قال أبو جعفر: هكذا هو في الكتاب فقال مجاهد: ذاك غيض الأرحام: ( يعلم ما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار) ، الولد لا يزال يقع في النقصان ما رأت الدم ، فإذا انقطع الدم وقع في الزيادة ، فلا يزال حتى يتم ، فذلك قوله: ( وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار).
مسلسل أبو العصافير الحلقة السابعة والعشرون - YouTube