والمعنى: إن المنافقين الذين مردوا على النفاق واستمرءوه، صار وصفا لهم يمالئون الكافرين، ويخذلون المؤمنين، ينالهم عذاب يوم القيامة على أشده، وأشده هو أعماق جهنم، وهي الهاوية التي تهوي بهم أعمالهم فيها، وإن هذا النص الكريم يفيد أن جهنم طبقات ومنازل، وأن العقاب فيها مرتب على طبقاتهم، وهي كلها عذاب أليم، وقد وصفها القرآن الكريم بأوصاف كلها تنبئ عن الشدة في العذاب، فذكرت باسم "جهنم"، وهو ينبئ عن التردي في النار، ووصفت بأنها "لظى"، وبأنها "الحطمة"، ثم "السعير"، ثم "سقر"، ثم "الجحيم"، ثم "الهاوية"، وقال بعض العلماء إنها مرتبة في مقدار شدتها بهذا الترتيب، والله أعلم بما يكون يوم القيامة. ولماذا كان المنافقون في الدرك الأسفل في الهاوية من العذاب; قد أجاب عن ذلك العلماء بأن المنافق أوغل في فساد النفس من أي مشرك كافر، وقد جعل الله تعالى لآل فرعون الذين مالئوه وعاونوه في طغيانه أشد العذاب، فقال سبحانه: أدخلوا آل فرعون أشد العذاب [غافر]. وأولئك في كفرهم ونفاقهم أكثر إيذاء من أي كافر سواهم، ذلك أنهم جمعوا بين الكفر، والفسق والتضليل والتغرير والكذب، وتعرف أسرار المؤمنين وكشفها، وإظهار عورات المسلمين في الحروب، وإفساد لجماعة المؤمنين بإشاعة قول السوء بين المؤمنين، واستغلال ضعف الضعفاء منهم، وتوهين أمر المؤمنين بسبب ذلك الاستقلال، كل هذه جرائم متتابعة تدل على أن نفوسهم قد فسدت، وقلوبهم قد شغرت من كل خير، والكافر الجاحد أقرب إلى الهداية من هؤلاء، فكان عقابهم أشد; لأن جرائمهم أشد.
وذلك إذا سأل ما يصل به حَبْله الذي قد عجز عن بلوغ الركيَّة. [["الركية": البئر. ]] وبنحو الذي قلنا في تأويل ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: ١٠٧٤١- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي، عن سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن خيثمة، عن عبد الله:"إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار"، قال: في توابيت من حديد مُبْهَمة عليهم. [["مبهمة": مصمتة مغلقة، لا يهتدي لمكان فتحها، أو إلى مخرج منها. ]] ١٠٧٤٢- حدثنا محمد بن المثنى قال، حدثنا وهب بن جرير، عن شعبة، عن سلمة، عن خيثمة، عن عبد الله قال: إن المنافقين في توابيتَ من حديد مقفلةٍ عليهم في النار. ١٠٧٤٣- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا يحيى بن يمان، عن سفيان، عن عاصم، عن ذكوان، عن أبي هريرة:"إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار"، قال: في توابيت تُرْتَجُ عليهم. [["أرتج الباب يرتجه": أغلقه إغلاقًا وثيقًا. ]] ١٠٧٤٤- حدثنا ابن المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثنا معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله:"إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار"، يعني: في أسفل النار. ١٠٧٤٥- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قال، قال لي عبد الله بن كثير قوله:"في الدرك الأسفل من النار"، قال: سمعنا أن جهنم أدْراك، منازل.
فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ [التوبة:54-55] هؤلاء هم المنافقون. نسأل الله العافية والسلامة [1]. مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (5/ 49). فتاوى ذات صلة
Watch Full Episodes Free. من هم اصحاب الاعراف. أشخاص استوت حسناتهم مع سيئاتهم فلم تبلغهم سيئاتهم درجات الجنة ومنعتهم حسناتهم من الخلود في النار وفسر أهل العلم مسواة.
تقديم من هم أهل الأعراف؟ جاء ذكر كلمة الأعراف في بعض الآيات الكريمة، كما سميت بها سورة عظيمة نزلت في مكة المكرمة ، لكن ما معنى الأعراف و من هم أهل الأعراف الذي جاء ذكرهم في القرآن الكريم ؟. الأعراف لغة واصطلاحا الأعراف لغة جمع عُرف، وهو المكان العالي، والموضع المرتفع و منه جاء لفظ عُرف الديك وهو ما علا رأسه. و أما الأعراف اصطلاحا فيقصد به سور مرتفع أقيم بين الجنة و النار، كما ورد في القرآن الكريم استدلالا من قوله تعالى: " وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ ۚ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ۚ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۚ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ" (سورة الأعراف/ الآية: 46)، وقوله أيضا: " وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَىٰ عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ" (سورة الأعراف/ الآية: 48). ومن ذلك جاءت تسمية سورة الأعراف. اختلاف العلماء في تحديد أهل الأعراف جميع أقوال العلماء تبقى متقاربة في معنى الأعراف حيث تؤكد أنه فاصل بين الجنة والنار إما حجاب أو سور أو تل مشرف، أو جبال أي أنه حاجز يعلو المسافة بين النعيم والجحيم يوم القيامة.
الله سبحانه وتعالى خلف البشر لعبادته وطاعته، ولهذا جعل هناك أهل الجنة، ولكن من يخالفه ويعصيه فجعل لهم مكانًا في النار، ولكن هناك فئة تسمى الأعراف لا هم من يحسبون على أهل الجنة ولا على أهل النار، فأين يكون مصيرهم يوم الطامة الكبرى، وخلال التقرير التالى نستعرض أبرز التفسيرات حول من هم أهل الأعراف وما مصيرهم؟. يقول الشيخ محمد متولى الشعراوى في تفسيره لـ {وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأعراف رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ... } [الأعراف: 46]، و{كُلاًّ} المعنى بها أصحاب الجنة وأصحاب النار، فقد تقدم عندنا فريقان؛ أصحاب الجنة، وأصحاب النار وهناك فريق ثالث هم الذين على الأعراف، و(الأعراف) جمع (عُرف) مأخوذ من عرف الديك وهو أعلى شيء فيه، وكذلك عرف الفرس. وجماعة الأعراف هم من تساوت سيئاتهم مع حسناتهم فى ميزان العدل الإلهى الذى لا يظلم أحداً مثقال ذرة. {فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ} [القارعة: 6-9]. ويا رب لقد ذكرت الميزان، وحين قدرت الموزون لهم لم تذكر لنا إلا فريقين اثنين.. فريق ثقلت موازينه، وفريقاً خفت موازينه، ومنتهى المنطق في القياس الموازيني أن يوجد فريق ثالث هم الذين تتساوى سيئاتهم مع حسناتهم، فلم تثقل موازينهم فيدخلوا الجنة، ولم تجف موازينهم فيدخلوا النار، وهؤلاء هم من تعرض أعمالهم على (لجنة الرحمة) فيجلسون على الأعراف.
(5) وثمّة روايات متعددة أُخرى في تفاسير أهل السنة قد رويت عن «حذيفة» و «عبدالله بن عباس» و «سعيد بن جبير» وأمثالهم بهذا المضمون(6). ونرى في هذه التفاسير أيضاً مصادر تفيد أنّ أهل الأعراف هم الصلحاء والفقهاء والعلماء أو الملائكة. وبالرغم من أنّ ظاهر الآيات وظاهر هذه الرّوايات تبدو متناقضة في بدو النظر ، ولعله لهذا السبب أبدى المفسّرون في هذا المجال أراءً مختلفة ، ولكن مع التدقيق والإمعان يتّضح أنّه لا يوجد أي تناقض ومنافاة ، لا بين الآيات ولا بين الأحاديث ، بل جميعها تشير إلى حقيقة واحدة. وتوضيح ذلك: إنّه يستفاد من مجموع الآيات والرّوايات ـ كما أسلفنا ـالأعراف معبر صعب العبور على طريق الجنّة والسعادة الأبدية. ومن الطبيعي أنّ الأقوياء الصالحين والطاهرين هم الذين يعبرون هذا المعبر الصعب بسرعة ، أمّا الضعفاء الذي خلطوا عملا صالحاً وآخر سيئاً فيعجزون عن العبور. كما أنّه من الطبيعي أيضاً أن تقف قيادات الجموع وسادة القوم عند هذه المعابر الصعبة مثل القادة العسكريين الذين يمشون في مثل هذه الحالات في مؤخرة جيوشهم ليعبر الجميع. يقفون هناك ليساعدوا ضعفاء الإيمان ، فينجو من يصلح للنجاة ببركة مساعدتهم ومعونتهم ونجدتهم.
حوار بين أهل الجنة وأهل النار وينتهي دور أصحاب الأعراف بدخول أهل الجنة للجنة وأهل النار للنار ويبدأ حوار آخر بين الفريقين: أهل الجنة وأهل النار: "ونادي أصحاب النّار أصحاب الجنّة أن أفيضوا علينا من الماء أو ممّا رزقكم اللّه قالوا إنّ اللّه حرّمهما على الكافرين ".