(فلا تغرنكم الحياة الدنيا) تلاوة خاشعة للشيخ ياسر الدوسري | حالات واتس | تراويح ليلة 24 رمضان 1442هـ - YouTube
فلا تغرنكم الحياة الدنيا - YouTube
وأشد الغرور: غرور الكفار وغرور العصاة والفساق; فأما غرور الكفار فقد أشير إليه في قوله تعالى: ( أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون) [ البقرة: 86]. وعلاج هذا الغرور: إما التصديق بالإيمان ، وإما بالبرهان. أما التصديق بمجرد الإيمان فهو أن يصدق الله تعالى في قوله: ( ما عندكم ينفد وما عند الله باق) [ النحل: 96]. وفي قوله عز وجل: ( وما عند الله خير) [ آل عمران: 198]. وقوله ( والآخرة خير وأبقى) [ الأعلى: 17] وقوله: ( فلا تغرنكم الحياة الدنيا) [ لقمان: 33 ، وفاطر: 5]. وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك طوائف من الكفار فصدقوه وآمنوا به ولم يطالبوه. بالبرهان ومنهم من قال: " نشدتك الله أبعثك الله رسولا " ؟ فكان يقول: " نعم " ، فيصدق ، هذا إيمان العامة ، وهو يخرج من الغرور.
{اتقوا ربـكم واخشوا يوماً}.. أي اتقوا الله واتقوا ذلك اليوم!.. فـعامة الناس، يخافون عذاب الله عز وجل.. وأما الخواص، فهم يخافون الله عز وجل بذاته، من دون احـتساب جـنة أوعـذاب.. {اخـشوا يوماً لا يجـزي والـد عن ولـده ولامولود عن والـده}.. هذه هي الحياة الدنيا، فملخـص حـياة الإنسان هو أن يتزوج، ومن ثم يـتناسل، ويربي ولـده، ويسلمه للمجتمع.. وقـسم كبير من حـيـاة الإنسان، ومن زهـرة شباب الإنسان، يصرفه في تربية الولد كوجود مـادي، لا كأمـانة إلــهية.. يقول تعالى: أيها الإنسان!.. أنت تعبت في إيجاد هذا الولد في خلقه بإذن الله عز وجل، وربيته كبيراًُ على آمال بعيدة.. ولكن يأتي ذلك اليوم الذي لا رابطة بينك وبين ولدك.. {وإذا نفخ في الصور فلا أنساب}.. أي ليس هناك نسب، فأين الذي كان له سعيك وكدك؟.. لا يجزى والد عن ولده، الأب يؤخذ به إلى النار، ويرى ولده في عرصات يوم القيامة فيقول له: ولدي!.. أنا الذي اتعبت شبابي، وأتلفت عمري في تربيتك، وأنا الآن أحتاج إلى حسنة تنقذني من النار.. فـيجيبه الولد: أبتاه!.. هذا اليوم لا أستطيع أن أعطيك شيئاً. وعليه، فإن مقتضى ما تقدم لا يعني أن نهمل أمر الأولاد، بل هذه أمانـتنا.. ولكن يجـب أن يكو الاهتمام بهم وفق معايير: أولاً: أن نعطيهم مقدار ما أمر الله تعالى به، في الحديث الشريف: (لا تجعل أكبر شغلك بأهلك وولدك).. أي لا تهتم زيادة عن المقدار الذي أمرك به الشارع.. فإن يكونوا أولياء فإن الله لا يضيع أولياءه، وإن لم يكونوا أولياء الله، فما شغلك بغير أولياء الله وبأعدائه؟!..
وإذا بطل القول بأن الآيتين نزلتا في أبي طالب ، ولم تثبت صحة الرواية بأنهما نزلتا في أم النبي (صلى الله عليه واله)تعين القول الأول ، أي انهما نزلتا في قوم من المؤمنين كانوا يستغفرون أو يحاولون الاستغفار لموتاهم المشركين. وظاهر الآيتين صريح في ذلك.
وقد كان أبو طالبٍ الحِصْنَ الذي احتَمى بهِ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم من هَجماتِ الكُبراءِ والسُّفهاءِ، ولكنَّه بَقِيَ على مِلَّةِ الأَشياخِ من أَجدادهِ، فلمْ يُفلِحْ. ابو طالب عم الرسول على الجنه والنار. العام الهجري: 3 ق هـ الشهر القمري: شوال العام الميلادي: 620 تفاصيل الحدث: بعدَ أنِ اشْتدَّ المرض ُ على أبي طالبٍ عَمِّ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وهو الذي كفله صغيرًا، وآزرَهُ كبيرًا، وناصرَهُ على دَعوتهِ، وحَماهُ من عَوادي المشركين، دخل عَليهِ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم وعندهُ أبو جَهْلٍ، فقال: « أي عَمِّ، قُلْ: لا إلَه إلَّا الله، كلمةً أُحاجُّ لك بها عندَ الله ». فقال أبو جَهْلٍ وعبدُ الله بنُ أبي أُمَيَّةَ: يا أبا طالبٍ، تَرغبُ عن مِلَّةِ عبدِ المُطَّلبِ؟ فلم يَزالا يُكلِّماهُ حتَّى قال آخرَ شيءٍ كَلَّمهُم بهِ: على مِلَّةِ عبدِ المُطَّلبِ. فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: « لأَستَغفِرَنَّ لك ما لمْ أُنْهَ عنهُ ». فنزلتْ: { مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} ونزلتْ: { إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ}.
وكل من مات كافراً فهو مخلد في النار، سواء كان من أقارب النبي صلى الله عليه وسلم أم من غيرهم؛ لعموم قوله تعالى: { والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار خالدين فيها وبئس المصير} وما جاء في معناها من الآيات. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مجموع فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية - المجلد العاشر ( العقيدة). 65 37 303, 069
[٤] وله مع النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم مواقفُ عظيمة؛ فقد كان له في قلبه محبّةٌ كبيرة، ولا ينام إلا بجانبه؛ حيث كان لا يخرج إلى مكانٍ إلّا ويأخذه معه؛ كما ويأخذه معه في تجارته وهو صغير السنّ، أخذه في رحلةٍ إلى الشّام وهو في الثانية عشر من عمره، ولقي هناك الراهب بحيرا، وقد كان أبو طالبٍ شديد الخوف على رسول الله من قريش؛ فقد امتنع عن تسليمه لهم، كما كان يدافع عنه، ومنعهم من قتله، ومن أبرز المواقف التي كان لها كبيرُ الأثر على النبي: موقف كفالة أبي طالبٍ له في صِغرهِ بعد وفاة أمّه. [٣] كفالة أبي طالب للنبي بعد وفاة أمّ الرسول آمنة، وبعد وفاة جدّه عبد المطلّب، تكفّل بالنبيّ عمُّه أبو طالب؛ على الرّغم من أنه لم يكن أكبرَ أعمام الرسول، ولا أكثرهم مالًا، ولكن بسبب حبه للنّبيّ، لذلك أصبح يُخرج النّبيَّ معه في كل أعماله، وقد كان الرسول يعملُ في صغره برعاية الأغنام، ونظرًا لكون أبي طالبٍ كثير العيال قليلَ المال؛ فقد ساعدَ النبيُّ في شبابه عمّه، وعمل في التّجارة. [٥] وفيما ورد من أخبارٍ عن طفولة النبيّ مع عمّه، وفي أثناء إحدى رحلاته معه، تنبّأ له أحدُ الراهبين بنبوءته؛ حيث قال ابنُ إسحاق: حدثني يحيى بن عبادٍ بن عبد الله بن الزبير أن أباه حدثه: أن رجلًا من لهب -قال ابن هشام: ولهب: من أزدشنوءة- كان عائفًا، فكان إذا قدم مكة أتاه رجالُ قريشٍ بغلمانهم ينظر إليهم ويعتاف لهم فيهم.