(2) نرتبط الخيل لننجوَ عليها إذا دَهَمنا حادثٌ، ولكنَّها لا تُنجينا مِن غارة الدَّهر؛ لأنَّه يُدْرِكنا حيثما كُنَّا. (3) النَّاس مِن قديم الزَّمان مولَعون بحبِّ الدُّنيا والبقاء فيها، ولكنْ: لم يتمتَّعْ أحدٌ مِن وصالها إلى اليوم؛ لأنَّها لا تدوم على أحدٍ. (4) الحياة كالمنام، ولذَّتها كالأحلام؛ فحظُّكَ مِن حبيبٍ تتمتَّع به في اليقظة كحظِّكَ مِن خيالٍ تتمتَّع به في النَّوم؛ لأنَّ كلتا الحالَتَين تنقضي كأنْ لَمْ تَكُنْ. (5) أشَدُّ المفقودين إيلامًا للفاقد مَن كانَ في حياتِه مَفقودَ النَّظير؛ فإذا ماتَ؛ لَمْ يَجِدْ فاقدُهُ عِوضًا يتسلَّى به عنه. (6) الحيُّ منَّا يدفنُ الميِّت، والمتأخِّر يمشي على رأس المتقدِّم؛ أي: يطأ تربته بعد دفنه، غير مُبالٍ بِمَن تحتها. إذا غامرت في شرف مروم - المتنبي - YouTube. (7) كَم عينٍ كانَتْ تُقَبَّلُ إعزازًا وإكرامًا، فصارَتْ تحت الأرض مكحولةً بالحجارة والرِّمال. (8) وكم مَنْ أغْضَى للموتِ عينَه، وكان لا يُغضيها لِخَطْبٍ ينزل به، وَمَن أصبحَ باليًا تحت التُّراب، وكانَ إذا رأى في جسمه هُزالاً يشتغلُ قلبه به، ويُفَكِّر في مُعالجَتِه. [العَرْف الطَّيِّب (2/19، 24)]...
(3)
(1) النَّازلة: الحادثة من حوادث الدَّهر. ويريد بالمركب: ما يركبه مِنَ الأمور الشَّاقَّة. (2) العُلى: جمع عُليا، وهي: اسم للمكان العالي، ثمَّ استُعمِلَتْ في معنى الرِّفعة والشَّرَف. والقَتْلة: المرَّة من القتل. يقول: إنَّ الإقدام على المهالك كثيرًا ما يكون سببًا في التَّخلُّص منها، مع كسب الرِّفعة والمجد؛ والجُبن عن الإقدام كثيرًا ما يكون سببًا لقتل الجبان، مع المذمَّة والعار. (3) المضيم: المظلوم، والبزَّة: اللِّباس، وراقه الشَّيء: أعجبه، يريد بحُسن بزَّته: اليسر وسعة الرِّزق. اذا غامرت في شرف مروم اختبار. يقول: لا ينبغي له أن يفرح بذلك على ما هو فيه مِنَ الذُّلِّ؛ فإنَّه كالميِّت الَّذي عليه أكفان حَسَنة. [العَرْف الطَّيِّب (1/338)]...
أنور الصوفي لا أدري بما أصفه، فهل أطلق عليه الكابتن، والنجم الكبير، أم أصفه بالأكاديمي، والباحث المتميز؟ حيرني هذا العلم بكثرة مواهبه، وبتميزه في مجالات شتى.