[3] صحيح الترغيب والترهيب، محمد ناصر الدين الألباني، (2 / 56)، حديث: 1331. [4] مسند أحمد بن حنبل، مسند أحمد بن حنبل، مسند الأنصار، الملحق المستدرك من مسند الأنصار، (6 / 264). [5] صحيح مسلم، كتاب التوبة، (4 / 2104)، حديث: 2747. [6] الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، (2 / 187).
القول في تأويل قوله تعالى ( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ( 222)) قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بقوله: " إن الله يحب التوابين " ، المنيبين من الإدبار عن الله وعن طاعته ، إليه وإلى طاعته. وقد بينا معنى " التوبة " قبل. واختلف في معنى قوله: " ويحب المتطهرين ". فقال بعضهم: هم المتطهرون بالماء. ذكر من قال ذلك: [ ص: 395] 4302 - حدثنا ابن حميد قال: حدثنا يحيى بن واضح قال: حدثنا طلحة عن عطاء قوله: " إن الله يحب التوابين " ، قال: التوابين من الذنوب " ويحب المتطهرين " قال: المتطهرين بالماء للصلاة. 4303 - حدثني أحمد بن حازم قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا طلحة عن عطاء مثله. ان الله يحب التوابين و يحب المتطهرين. 4304 - حدثنا أبو كريب قال: حدثنا وكيع عن طلحة بن عمرو عن عطاء: " إن الله يحب التوابين " من الذنوب ، لم يصيبوها " ويحب المتطهرين " ، بالماء للصلوات. وقال آخرون: معنى ذلك: " إن الله يحب التوابين " ، من الذنوب " ويحب المتطهرين " ، من أدبار النساء أن يأتوها. ذكر من قال ذلك: 4305 - حدثنا أحمد بن حازم قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا إبراهيم بن نافع قال: سمعت سليمان مولى أم علي قال سمعت مجاهدا يقول: من أتى امرأته في دبرها فليس من المتطهرين.
إن ما أشار إليه القرآن الكريم هنا واضح للغاية؛ فالله تعالى يريد منا أن نتوب بشكل واضح؛ لكي نكون من التوابين الذين يحبهم الله - جل جلاله - نتوب ونحن نمتلك الإرادة عليها، وعندنا الخيار، نتوب ونحن في فسحة زمنية، هذه هي التوبة التي يريدها الله - تبارك وتعالى - منا والتي يقبلها، بل وسيبدل كل تلك السيئات التي اقترفت قبل التوبة إلى حسنات. أما من يَتوب مضطرًّا لأمر ما، أو خوفًا من الموت، أو رياءً، فهي توبة غير مقبولة، وإن هذه التوبة هي مِن قَبيل (توبة فرعون)؛ قال تعالى: ﴿ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ * آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [يونس: 90، 91]، لقد أعلن فرعون إيمانه وأشهر إسلامه، لكن لا طائلة من كل ذلك؛ فإن التوقيت ليس مناسبًا، فقد كان عليه أن يفعل ذلك قبل وقت كاف. ان الله يحب التوابين والمتطهرين. [1] تهذيب اللغة؛ الأزهري، (14 / 236). [2] صحيح البخاري، كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: ﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ ﴾ [الفتح: 15]، (6 / 2725)، حديث: 7068.