تقدمت جريدة المصرى اليوم الثلاثاء، بالاعتذار بعد نشرها خبر حمل عنوان " ما هو حكم بيع الطعام بنهار رمضان للكافر" وتوجهت الكاتبة فاطمة ناعوت بالشكر للجريدة بعد بيان الاعتذار وقالت:" شكرا المصري اليوم، الخطأ وارد من أي محرر وأي بشري في لحظة تعجل، ولكن سرعة اعتذار الجريدة ومحاسبة المخطئ بالإيقاف عن العمل والدفع بمحاسبته قانونيا، يعد موقفًا محترمًا يُحسب لها. مضيفة عبر حسابها على فيسبوك:" ونرجو من النبلاء عدم سنّ النصال لاغتيال جريدة عريقة مشهود لها بوطنيتها وليبراليتها وتحضرها واحترامها لمبدأ المواطنة على مدى قرابة العشرين عاما. وتابعت:" وأنا بدوري أقدم للجميع اعتذارًا نيابةً عن جريدتي، ونيابة عن المحرر المخطئ (الذي لا أعلم اسمه). (من كان منكم بلا خطيئة. ) واختتمت:" #قاطعوا_كشري_التحرير. حيث كانت اتهمت اسرة مسيحية المطعم المذكور بمنعها عن تناول الطعام قبل الافطار.
فاعتدل يسوع لكنه لم يرد على سؤالهم بنعم أو لا كما كانوا متوقعين. أي لم يكن رده معاكساً لشريعتهم أو للسطات الرومانية ، بل كان بعيداً عما خططوا له ، كما لم يهرب من سؤالهم ، بل قبل التحدي ، فقال لهم ( من كان بينكم بلا خطيئة فليرمها أولاً بحجر) " يو 7:8 ". كان يعلم جيداً بكل خطاياهم ، إذاً لم يعادي الشريعة والناموس وينقضها ، بل جاء ليكملها ، وفي كلامه عمل بها لكن بدقة وكما تريد الشريعة حقاً بشكل شمولي ، فأمر برجم المرأة من قبل من يكون بمستوى الشريعة ، وفي الوقت نفسه لم يطلب بإطلاق سراحها ولم يؤيد فعلها الشنيع. وهكذا كانت ضربته قاسية جداً لهم ، لأنهم قساة القلوب ولا يحكمون بالعدل لأنهم هم أيضاً ملوثون بخطايا أسوأ من الزانية. ومن خطاياهم في هذه المشكلة إنهم لم يجلبوا الزاني الذي ضبط معها ، أم هل كان الزاني معهم أيضاً لأنهم هم من ارسلوه إليها مع إرسال شهود ليشهدوا على الجريمة ، ومن ثم يأتون بها إلى المسيح ؟ علم يسوع بنواياهم المبيتة ضده ، والزانية كانت حجة لهم لكي يناوا منه ـ لكنه كشف المؤامرة. هذا الذي يعرف حتى خطاياهم المستورة التي لا يعرفها أحد إلا هو ، فاحص القلوب والنوايا فبرهن بأنهم خطاة أيضاً ، وهم أيضاً يستحقون الرجم.
فنحن لسنا ملائكة معصومين من الذنب، ولا شياطين لا نعرف الصّلاح، وإنما النفس البشرية لها نصيب من كل ذلك. وليتنا نعامل الناس كما نعامل أنفسنا، وبدل البحث عن عيوب الآخرين، فلنتذكر عيوبنا وستر الله لنا، الذي لولاه لخجلنا أن ننظر في وجوه بعضنا البعض، فليس على هذه الأرض من كانت صحيفته بيضاء ناصعة، ولسنا أفضل حالًا ممن نشير إليهم بأصابع الانتقاص. يقول الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام: « لَوْلَا أَنَّكُم تُذْنِبُونَ لَخَلَقَ الله خَلقًا يُذنِبُونَ، فَيَستَغفِرُون الله، فَيَغفِرُ لَهُم». ومعنى الحديث أن الله سبحانه وتعالى قضى في سابق علمه أنه لابد عن وقوع الذنوب حتى تظهر آثار مغفرته ورحمته سبحانه.. لأنه جل وعلا لو لم يكن هناك ذنوب لما كان لاسمه العَفُوّ والغَفُور والتَّوَّاب معنى، والحديث لا يفهم منه على الإطلاق تشجيع الناس من أجل أن يقدموا على معصية الله، ويجترؤوا عليها، فالذنب مهما كان بسيطًا فهو ذنب لا يمكن استصغاره، وكما قيل لا تنظر إلى صِغَرِ ذنبك، ولكن انظر إلى عِظَمِ من تعصيه. هي النفس أمّارَة بالسوء وتميل إلى ما مُنِعَت، فلطفًا بالعباد ولا تكونوا عَونًا للشيطان على أخيكم. لا أقتصر في حديثي هذا فقط على المعاصي التي يقترفها الإنسان في معاص وذنوب، ولكن كلامي هذا يشمل كل ما نراه سيئًا من سلوك الآخرين وأفعالهم.
ثالثا، يأتي دور القيادات العسكرية والمدنية والسياسية، والتي تضطلع بأعباء تنوء من حملها راسيات الجبال، ولكنه القدر وموعده الذي ضرب لهم، ووضعهم امام هذا التحدي، بعد فتره ثلاثين عاما بكل ما عليها من تعقيدات.. وما اكثرها.. لكنها بالتراضي والتوافق والعمل الجماعي ستجد حتما الطريق الى الحلول. رابعا، فليكن تاريخ هذه الأيام المشبعه بعبق التاريخ البعيد الذي يمثله الاستقلال.. والقريب الذي تعطره دماء الشهداء.. والذي يفرض علينا المحافظه علي الإيجابيات التي تحققت في هذه الفتره الماضيه.. وأخذ العبره من السلبيات … ليكون كل ذلك حافزا ودافعا لمزيد من العمل الطويل والشاق، الذي قطعا تكون بداياته ونهاياته من الداخل، استعدادا وتهيئة لبلادنا لهذه المرحلة الدقيقة والحرجة، والتي تستوجب حشد الطاقات وحصرها وتأهيلها، مسنودة بعقد اجتماعي متراض عليه ، ويوضح جليا انه لا مجال للاختلاف في من يحكم.. بل كيف نحكم ؟ وذلك بتعزيز السبيل الى الحكم عبر صناديق اقتراع حره نزيه ومشهوده.