رتبط هذا الاسم ارتباط وثيق مع أسماء الله الحسنى الخالق. البارئ فالله سبحانه وتعالى خلق الخلق على غير مثال سابق و خلقه من لا شيء و من ثم سبحانه و تعالى برء الخلق على نحو معين للفائدة من هذا الشئ.. المصور الشيء الذي خلقه الله سبحانه وتعالى على نحو معين و أعطاه صورة.... البناء يكون في الأصل هيكل ثم إسمنت ثم يكسى بعد الكسوة يزين من الخارج بالطلاء الرائع أو الزجاج اللامع هذه هي الصورة. المصور أن الله سبحانه و تعالى يبدع صور المخلوقات و يزينها بحكمته و يعطي كل مخلوق صورته كل واحد له صورة.. معنى صوّر الشيء جعل له شكلا خاصا معروفا... هنالك معنى صور الشيء قطعه و فصله و ميزه عن غيره فجعل لكل إنسان شيء يميزه عن غيره فلا يوجد إنسان يشبه إنسان أبدا لا بشكله و لا بطوله و لا بلونه و لا أي شيء... علينا دوما أن نحمد الله عزو جل على الصورة التي خلقنا فيها فلقد خلقنا في أجمل صورة... Yumna Alsayd
إذًا حقها أن لا يغتر بل يحُسن الظن بإحسان العمل.
أيها الموحدون: امتنَّ الله على عباده بأن صوَّرهم في أحسن صورة وهيئة، قال تعالى: ( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ) [التغابن: 3]؛ أي: فخلقكم في أحسن الأشكال، ومنحكم أكمل الصور في أحسن تقويم. فإذا أردت أن تعرف حُسْن الآدمي، فانظر إليه، عضوًا عضوًا، هل تجد عضوًا من أعضائه يصلح أن يكون في غير محله؟! وانظر إلى ما خصّه الله به من العقل والإيمان، والمحبة والمعرفة، التي هي أحسن الأخلاق المناسبة لأجمل الصور. من أسماء الله الحسنى: المصور - فقه. قال غير واحد من أهل التفسير: "إن خلق الإنسان على هذه الصورة الجميلة السوية المعتدلة، الكاملة الشكل والوظيفة، أمرٌ يستحق التدبر الطويل والشكر العميق، والأدب الجمّ، والحب لربه الكريم، الذي أكرمه بهذه الخلقة، تفضلاً منه ورعاية ومنة, فقد كان قادرًا أن يركبه في أية صورة أخرى يشاؤها, فاختار له هذه الصورة السوية المعتدلة الجميلة. إن الإنسان لمخلوق جميل التكوين، سَوِيّ الخِلْقة، معتدل التصميم، وإن عجائب الإبداع في خلقه لأضخم من إدراكه هو، وأعجب من كل ما يراه حوله, وإن الجمال والاستواء والاعتدال لتبدو في تكوينه الجسدي، وفي تكوينه العقلي، وفي تكوينه الروحي سواء، وهي تتناسق في كيانه في جمال واستواء!
المشارطة: يخطط ليومه من بدايته، يسجل ما يريد إنجازه في يومه ويحاسب نفسه بعد ذلك. المحاسبة: بعد انتهاء اليوم وقبل أن ينام، يبدأ ينظر في تنفيذ ما اشترطه على نفسه ويحاسبها فإن وجدها قصرت تأتي مرحلة المعاتبة: يعاتب نفسه على تقصيرها ويذكرها بالموت والآخرة وأن العمر رأس ماله. المعاقبة: ثم يعاقب نفسه بأن يحرمها من نزهة مع الأصدقاء، أو يحرما من شراء شيء تحبه.. يعاقبها فيما تحب. وهكذا في كل يوم فيصل مع الوقت إلى إحكام نفسه وتأييدها. ثانيـا: قلنا برأ الشيء بمعنى تخلص ومنها يسعى المؤمن في تنزيه نفسه من العيوب والنقائص والآفات، وهي التزكية وسوف نفصل فيها لاحقا إن شاء الله. اسم الله المصور - ملتقى الخطباء. ثالـثا الإعذار: فقلنا أن المؤمن لكي يُعذر عند الله عز و جل عليه تلَمُّس الأعذار لغيره. رابعـا: قلنا البري بمعنى التراب، فتشير لمعنى الذل والانكسار فأي مخلوق من تراب هذا الذي يتكبر وعلامَ؟ خامسـا تحقيق مبدأ الولاء والبراء: يبرأ فيها معنى البراءة أنه يبرأ من أشياء ويُوالي أشياء، والولاء والبراء يتحقق في عدة معاني منها: أولا أن يبرأ إلى الله عز وجل من كل دين يخالف دين الإسلام. ويبرأ في خاصة نفسه من كل شهوة تخالف أمر ربه. ويبرأ من كل شبهة تخالف النص الذى ورد عن الله سبحانه وتعالى وعن رسوله.
وجاء فعلُ "النَّصر" في مواضعَ كثيرة – صفات الأفعال – مضافاً إلى مَنْ خَصَّهُ اللهُ بالنُّصرةِ؛ وهم: الملائكة والمؤمنون لا غير، فإنَّ حقيقة النَّصر: المعونة بطريق التَّولّي والمحبة، والمعونة على الشر لا تُسمى نَصْراً، ولذلك لا يقال في الكافر إذا ظَفرَ بالمؤمن: إنه منصورٌ عليه، بل يقال: هو مُسَلَّطٌ عليه، ومنه قوله تعالى: ( ولَوْ شَاء اللّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ) (النساء: 90). وقوله صلى الله عليه وسلم إذْ ذكر أئمَّة الجَوْر في آخر الزمان"وينْصرُّون على ذلك"، أراد أنهم ينْصرون على الكافرين، ويكون نصرُ الله تعالى لدينه راجعاً له، وإبْقاءً لكلمته، كما قال صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الله يُؤيّدُ هذا الدِّينَ؛ بالرَّجُل الفَاجر". ولو وردت لفظة"النَّصر" للكافر، لكان معناه: التَّسليط؛ والعون البشري، وإنما حقيقة النَّصر؛ ما ذكرناه أولاً. وقال الأصبهاني: فينبغي لكلِّ أحدٍ إذا رأى معروفاً أن يأمرَ به، وإذا رأى منكراً أنْ ينهى عنه، ويعتقد أنَّ الله يَنْصره، قال تعالى: (إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ) (محمد: 7). وكلُّ مَنْ يريد بقوله وعمله رضا الله ، ينصره الله ويُعينه، فينبغي إذا رأى مُنْكراً أنْ يُغيره بيده إنْ قوِي، وإلا بلسانه إنْ ضَعُفَ، فإنْ عجزَ عن الأمرين أنْكر بقلبه، وذلك أضعفُ الإيمان.
لكن في نفس الوقت ينبغي أن لا يأخذ هذا التحسين الظاهري منه جل وقته, كأن يقف أمام المرآة وقتاً طويلاً؛ ليسرح شعره بطريقة معينة ويلبس بشكل معين، فلا يكون المسلم عبدا للصورة, ألم يقل النبي -صلى الله عليه وسلم-: " تعس عبد الخميصة ". والخميصة هي الثوب، فبعضهم لا يقدر أن يتخلى عن مظهر ألفه الناس عليه فيعطل صلوات وعبادات؛ لأنه يجب أن يظهر طول الوقت بمظهر معين أمام الناس, بل المهم أن يسعى في تحسين باطنه أولاً مع الحفاظ على حسن المظهر ثانياً, إنهما صورتان: خارجية وداخلية, فلا يهمل أحدهما.