ونبدأ بالمتن لنرجئ السند إلى مقال آخر. وهنا سنثبت لكم أن الحديث يمدح المُلك ولا يذمه. وإليكم التفصيل: 1. افتقار الحديث إلى الدلالة على ذم المُلك دلالة الحديث على ذم الملك وهم ناتج عن قصور في اللغة عند من توهمه؛ فقد اعتمد الخلافتية في ذلك على ورود لفظ (الملك العاض) في نص الحديث بعد ذكر (الخلافة على منهاج النبوة)، ما يفهم منه أن الملك العاض يعقب الخلافة الراشدة مباشرة بلا فصل. وهذا لا يستقيم وقواعد لغة العرب. وتسأل: كيف؟ ولي أن أجيب: أ. العطف بحرف ( ثم) جاء ترتيب (الملك العاض) في سياق النص بعد (الخلافة على منهاج النبوة)، لكن برابط حرف العطف (ثم). أعد قراءة النص ثانية: (ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً عاضاً). إن هذا الحرف في لغة العرب يفيد التعقيب مع التراخي، أي مع وجود فاصل زمني بين السابق واللاحق. التزكية على منهاج النبوة: تزكية القلب – بصائر. بمعنى أن الملك العاض سيأتي لكن ليس مباشرة بعد الخلافة المنهجية؛ فلا بد أن يكون بين الحكمين حكم آخر أقل ما يقال فيه أنه ليس ملكاً عاضاً. فما هو هذا الشكل من أشكال الحكم؟ هذا إذا سلمنا بالفكرة الشائعة أن (الخلافة الراشدة) اقتصرت على أربعة.
وعرفت مجموعة القواعد والضوابط والأصول التي وضعها العلماء لتمحيص الروايات والحكم عليها (صحة أو ضعفاً) بعلم مصطلح الحديث. ويُعد هذا الفن باباً مهماً من أبواب الثقافة الإسلامية يطّلع المرء من خلاله على جهود الضبط التشريعي ومصطلحات العلماء في التوثيق والترجيح والنقل والرواية. ولا بدّ للمطلع على الثقافة الإسلامية من الإلمام بمعاني مصطلحات هذا الفن التي ستطالعه عند خوضه في أكثر أبواب الثقافة الإسلامية من فقه وتفسير وأصول وتاريخ وغير ذلك. ثم خلافة على منهاج النبوة. – يعود كثيرٌ مما ينقله العلماء حول ردّ بعض الأحاديث الصحيحة إلى موضوع الترجيح عند وجود التعارض أو مظنة وجوده، فالترجيح هو طرحُ دليل أو فهم لوجود دليل أقوى وفهم أكمل وأسلم لكليَّات الشريعة، وليس هو طرح الأدلة ونبذ الأحاديث لمجرد الهوى. ولذلك يذكر العلماء قاعدةً مهمة في هذا الأمر وهي أنه لا بدّ لحامل الحديث من الفقه؛ أي لا بدّ له من الفهم للكليات والقواعد حتى يضع الحديث في موضعه من مجموع الروايات بعيداً عن مبالغات الحرفية والشكلية أو الفهم الجزئي الذي تنقلب به الموازين ويختل به ترتيب أوليات الشريعة. – فالنقاش العلمي في قبول بعض الروايات أو رفضها لا علاقة له بموضوع إنكار السنة أو حجـية السنة.
آخر تحديث 11 فبراير 2022 أرسل الله تبارك وتعالى خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة الخالدة وتكفل الله سبحانه بحفظها من التشويه والتحريف للأصول والمبادىء، فحفظ الله تعالى القرآن الكريم ونُقل إلينا غضاً لم تمتد إليه الاجتهادت البشرية بالزيادة والنقصان أو التقديم والتأخير. وكانت المهمة الأساسية للنبي صلى الله عليه وسلم هي بيان القرآن بالكلمة والموعظة والمواقف العملية، فكان خُلقهُ القرآن وحُفظت أقوال النبي الكريم وأفعاله وسيرته من الضياع والعبث تحقيقاً لوعد الله سبحانه بحفظ القرآن. والاطلاع على سيرة النبي وقراءة أحاديثه الشريفة أمرٌ أساس يبعث في القلب مشاعر الحب والولاء للنبي الكريم ويجعل الالتزام بأحكام الشريعة تأسِّياً محبباً بسيد الخلق صلى الله عليه وسلم واقتداءً به واتباعاً لهديه وسنته. ولا بد لدارس السنة النبوية من أن يستحضر عدداً من المقدمات المهمة يستعين بها على تجاوز بعض المشكلات في التعامل مع تراث الثقافة الإسلامية. خلافة على منهاج النبوة. – السنة لغة، هي الطريقة والسيرة ومعالم الشخصية ونموذج الحياة. وقد استحدث الفقهاء معنىً اصطلاحياً للسنة، يجعله قسيماً للفرض والواجب. فكل ما ليس بفرض ولا واجب فهو سنة سواء أكان من نوافل الطاعات أو مستحب الهيئات أو الآداب ومحاسن الأخلاق.
وفي الخاتمة يشير كيف أن القلب إذا صفا وطهر فإنه يَسهُل على الإنسان أن يدرك أحوال قلبه وتقلباتها ويسعى للإصلاح. ثم يتكلم عن أنواع الرؤى، ومتى يحرص الإنسان على معرفة تأويلها، ومتى يتبع الإنسان الرؤية ومتى يتجاهلها. ثم يعرض برنامج تزكية القلب وفيها الأعمال التي على المسلم أن يحرص على القيام بها لتزكية قلبه والأوقات المناسبة لتأديتها. وفي الختام فإن نبينا صلى الله عليه وسلم يقول: "أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ" [متفق عليه]. ومع هذا فقليلون مع الأسف من يحرصون على إصلاح تلك المضغة وينشغلون بإصلاح أمور أخرى سواء في حيواتهم أو أجسادهم، فكانت النتيجة أن فسدت حياتهم وأجسادهم وقلوبهم معًا، فلا هم حافظوا على قلب سليم كما أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم، ولا هم عاشوا حياة سعيدة كما تمنوا! على منهاج النبوة - مكتبة نور. مع المؤلف: • ولد في المدينة المنورة سنة 1389هـ ـ 1969م. ونشأ في بيت علم ودين ودعوة، فوالده الإمام العالم الداعية سعيد حوى رحمه الله (ت 1989م) من أشهر الدعاة المعاصرين الذين لهم أثر كبير في مسيرة الدعوة والفكر الإسلامي.
وكان ذلك منهم محاولة للهجوم على ما نالته كتب الحديث من الشهرة العلمية التي صنّفت للعلماء ولم تصنف للعوام والمبتدئين. فإذا أراد المبتدىء أن يطلع على الحديث النبوي بالقدر الذي يساعده على صياغة شخصيته بإطار من القدوة والأسوة بهدي النبي الكريم وانساق المبتدىء للوصول إلى هذا الهدف التربوي المهم وراء الشهرة العلمية التي نالتها كتب الصحاح في الأمة، وابتدأ رحلته للتعرف على الهدي النبوي بأمهات كتب الحديث كصحيح البخاري أو صحيح مسلم، فإن ذلك ولا شك سيؤدي إلى الحيرة والاضطراب. فكُتب الحديث بمنهجها في التبويب والتصنيف لم تُؤلف للمبتدئين بل صُنفت للعلماء والدارسين. فهي أشبه بمنجم تستخرج منه السبائك بعد المعالجة والتنقية والتصفية من العلماء الخبراء. تكون النبوة فيكم - موضوع. والمطلع من المبتدئين على كتب الصحاح ورواياتها يجد نفسُه مرة واحدة في مواجهة العديد من المسائل العلمية واللغوية مثل الأسانيد والتكرار والروايات التي توهم التعارض أو ما استدرك به الصحابة بعضهم على بعض، بشكل قد يدفعه إلى الحيرة وخيبة الأمل في إمكانية تلبية مشاعر الاقتداء والتأسي والاتباع لسنة النبي صلى الله عليه وسلم. وقد فطن بعض علماء الأمة إلى هذه الملاحظة فصنفوا الحديث النبوي على منهج تربوي يهتم بصياغة المسلم في عقيدته وسلوكه ومشاعره وعبادته، صياغة قرآنية نبوية، تهتم بما أجمعت عليه الأمة من عقيدة وسلوك وأخلاق تميز المسلم وتعطيه هويته بعيداً عن الخلافيات ومعارك الجدل بين المدارس الفكرية والمذهبية ومناقشاتها في مسائل الفروع.
وتجدُ الزوجَ محباً حنوناً رحيماً فإذا أخطأ قامت الدنيا ولم تقعد، تنسى الزوجة عُمراً من المعروف بموقف كان بإمكانها التغاضي عنه! لماذا على المدير أن ينسى كل ماضي الموظف المشرق عند خطأ عابر، وعلى الموظف أن ينسى لُطف المدير السابق عند أول موقف حزم! التغيير على منهاج النبوة. لماذا ينسى الوالدان سنوات ابن في البِر لموقف عقوق واحد، وينسى الأولاد إحسان الدهر من الوالدين للحظة ضعف إنساني واحد! احفظوا لكل أَحدٍ "بدره" ولا تمحوا كل المعروف بموقف واحد! أدهم شرقاوي / صحيفة الوطن القطرية