يقول الله تعالى: نعم … هم القومُ لا يَشقى جليسُهم. فرفع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أيديَهم إلى السماء يبكون ، ويشهقون ، ويجأرون إلى الله تعالى أن يغفر ذنوبهم ، ويرفعهم في عليين ، وأن يعفو عنهم ، ويتجاوزَ عن سيئاتهم … ورفعنا نحن أيديَنا إلى السماء نقول: ونحن يا رب معهم.. ونحن يا رب معهم.. فهم القوم لا يشقى بهم جليسُهم … متفق عليه رياض الصالحين باب فضل حِلـَقِ الذ ّكروالندب إلى ملازمتها
وفي هذا الحديث الشريف دلالتان: احداهما: في ان الإجماع على ذكر الله تعالى بعض الوقت ليس فيه كبير مشقة بل هو أمر ميسور ومحبوب لما فيه من الأنس واطمئنان القلوب ومع هذا فقد رتب الشارع الحكيم على ذلك خيرا كثيراً وهم المغفرة المؤكدة لهؤلاء الذاكرين بحيث ان الله تعالي أشهد ملائكته الكرام علي ذلك. وثانيهما: ان الجلوس مع هؤلاء المباركين الذين لا يشفي جليسهم لا يكلف الإنسان شيئاً من الجهد الا تصبير النفس بعض الوقت وهو جهد لا يكاد يذكر تجاه ما أعده الله تعالي لجليس مثل هؤلاء من المغفرة الشاملة والكرامة الكاملة. راية المحرزي تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز
الحمد لله.
وفي صحبةِ الصالحينَ عصمةٌ من الزللِ، وأمانٌ منَ الزيغِ.. قَالَ مُجَاهِدٌ: «إِنَّ الْمُسْلِمَ لَوْ لَمْ يُصِبْ مِنْ أَخِيهِ إِلَّا أَنَّ حَيَاءَهُ مِنْهُ يَمْنَعُهُ مِنَ الْمَعَاصِي لَكَفَاهُ» [3]. وَعَنْ سَعِيدِ بن يَزِيدَ الأَزْدِيِّ، أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَوْصِنِي. هم القوم لا يشقى بهم جليسهم - ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية. قَالَ: «أُوصِيكَ أَنْ تَسْتَحِيَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، كَمَا تَسْتَحِي مِنَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ» [4]. ولهذا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى حَاضًّا عَلَى مُرَافَقَتِهِم، ومُرَغِّبًا فِي صُحْبتَهِم: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [5]. [1] سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ: الآية 53. [2] رواه البخاري- كِتَابُ الدَّعَوَاتِ، بَابُ فَضْلِ ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، حديث رقم: 6408، ومسلم- كِتَابُ الذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ وَالتَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ، بَابُ فَضْلِ مَجَالِسِ الذِّكْرِ، حديث رقم: 2689. [3] رواه ابن أبي شيبة- حديث رقم: 35451، وأبو نعيم في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (3/ 280)، والبيهقي في شعب الإيمان- حديث رقم: 8654، مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا (ص: 41).
أبو هريرة | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 6408 | خلاصة حكم المحدث: [أورده في صحيحه] وقال: رواه شعبة عن الأعمش ولم يرفعه ورواه سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم 48318
ويرسل ملائكته تغشى مجالسكم ، فإن وجدوا بعضَكم يذكر الله عزّ وجلّ نادى بعضُهم بعضاً: هلمّوا ؛ قد وجدنا بُغيَتَنا ، قد وجدنا ما نبحث عنه. قال عثمان: فماذا يفعلون ؛ يا رسول الله إن وصل جمعُهم إلى حِلَق الذاكرين ؟ قال صلى الله عليه وسلم: يطوفون حول الذاكرين ، ويدورون دافعين أجنحتهم مظللة عبادَ الرحمن راضين بما يفعلون ، مُقرّين بما لهم من فضل وزلفى ومكانة عند الله ، ويرفعون إلى الله أعمال عباده. قال علي: يا رسول الله ؛ أفلا يعلم الله ما يفعل عبادُه ؟! هم القوم لا يشقى بهم جليسُهم | Athkaryaa قناة التليقرام لنصل معا للفردوس الاعلى بإذن الله. فلِمَ ترفع الملائكةُ أعمالهم إليه – سبحانه- وتعالى ؟. قال صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى حين خلق آدم وأخبر ملائكته أن ذريته سيعيشون في الأرض ويعمُرونها قالت الملائكةُ: " يا رب ؛ أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ، ونحن نسبح بحمدك ، ونقدس لك ؟! فأراد المولى سبحانه أن يبيّن لهم أن في الناس من يرقى إلى مكانةٍ عظيمة حين يتصل قلبه بالله ويكون عمله خالصاً لوجهه سبحانه ، وأن الملائكة ليست وحدها تعبد الله وتعرف حقه ، وعلى هذا فهو – سبحانه- يسألهم عما رأوا من عباده مِن ذكر وعبادة ودعاء. قال سعد ابن أبي وقّاص: ولِمَ يسأل الله ملائكتَه عن المؤمنين - يا رسول الله – وهو أعلم بما يفعلون ؟.