فاستقبله النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ وقال لأبي سفيان ليبشر أهل مكة: " من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن أغلق عليه داره فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن ". فانطلق أبو سفيان فرحا بهذه العبارة كون النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ خصص بيته ليكون آمنا لمن لجأ إليه ، رغم أن أهل مكة لم يكن أحد منهم بحاجة للذهاب لدار أبي سفيان في هذا الوقت فكل له داره ومن لم يجد له دار بإمكانه الذهاب للبيت الحرام ويعتبر آمنا. ولكن هنا تكمن حكمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كونه أعطى لأبي سفيان شيء من قيمته التي فقدها وعزز قوته المسلوبة منه عندما أشهر إسلامه. فمن الذكاء أن تجد الطريقة المناسبة للتعامل مع الآخرين ، بحيث تكسب احترام وتقدير الجميع. * رئيس مجلس إدارة شبكة الرائدية 24/01/2011 4:05 م 0 3050 وصلة دائمة لهذا المحتوى:
"، إنه يفدي منذ أول لحظة في إسلامه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأبيه وأمه، ويثني عليه الخير كله. وفي تكريم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأبي سفيان وتخصيص بيته للأمن والأمان إرضاء لما تتطلع إليه نفسه، وفي هذا تثبيت له على الإسلام وتقوية لإيمانه، وهكذا كان تعامل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع الذين تعرضوا له بالإيذاء، وكان هذا الأسلوب النبوي الكريم عاملا على امتصاص الحقد من قلب أبي سفيان, وتطمينا له بأن المكانة التي كانت له عند قريش، لن تنقص شيئا إن هو أخلص لله وبذل في سبيله، وهذا منهج نبوي كريم على الدعاة إلى الله أن يستوعبوه ويعملوا به في دعوتهم وتعاملهم مع الناس، مراعين أحوالهم، من اختلاف ثقافتهم وبيئتهم ومكانتهم في قومهم. --> تنبيه: المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
وهذهِ القرائنُ والشّواهدُ تقودُنا إلى أنّ المُرادَ مِن أبي سفيان هوَ والدُ معاويةَ، وزوجُ هند، ولكِن يمكنُ نقضُها إذا أبرزَت قرائنُ أقوى وشواهدُ أوضحُ مِن هذهِ القرائنِ والشّواهدِ، لنصرفَ النّصَّ مِن ذاكَ الفردِ المشهورِ إلى الفردِ الآخر وهوَ إبنُ عمِّ النّبي (ص).
لم تكُن هذه الجملة إلا استمالةً لأبي سُفيان وإلا ما حاجة أحدهم لدخول دار أبي سُفيان ما دام بإمكانه أن يدخل داره هو ليكون آمناً! درسٌ عظيمٌ من دروس الحياة مفاده: أعطِ الناس ما يُحبُّون أن يُعطى إليهم، ما لم يكن في هذا العطاء إثماً، لأن هذا أثبت للودِّ وتأليف للقلوب! البشر مُتشابهون في الشكل فقط، أما من الداخل فنحن طبائع شتى! مِن الناس من إن لم تُجلسه في صدر المجلس لشعر بالإهانة، ومنهم من لا يهتم حيث يجلس! من الناس لو أرسلَ إليكَ منشوراً ولم تُعلِّق عليه لغضبَ منك، ومنهم من يُرسل الأشياء رغبة في مشاركتها ولا يهمه إذا علَّقتَ عليها أم لم تُعلِّقْ! من الناس من يُحبُّ أن تمدحه في حضور الآخرين، ومنهم من يُشعره هذا بالخجل ويتمنى أن لا تفعل! من الناس من إذا مازحته مزحةً لغضبِ منكَ وأشعلَ حرباً ولو حاولتَ أن تسترضيه بعدها لشقَّ ذلكَ عليكَ لصعوبة عقله وضيق صدره، ومنهم من إذا أغضبته فعلاً، وجئتَ تسترضيه لرضيَ فوراً! من الناس من إذا غبتَ عنه يومين ثم التقيتما لعاتبكَ لأنك لم تسأل عنه، ومنهم من إذا فارقته سنةً ثم لقيكَ لم يُشعرك بتقصيرك ولأشعرَكَ أنكما كنتما البارحة معاً! اِفهمْ طباع الناس من حولك، وتعامل معهم حسب طباعهم، وتذكَّرْ أن الأطباء لا يُعالجون جميع المرضى بدواء واحد، الدواء يكون من جنس المرض، وكذلك المعاملة مع الناس، وفهم طباعهم ومعاملتهم على أساسها أريح لك ولهم!
04-11-2013, 10:20 AM #1 لم يكن أبو سفيان بن حرب رجلاً عاديًّا من رجال قريش، لكنه كان من الرجال المعدودين الذين يُشار إليهم بالقوة والزعامة وحسن القيادة، وعندما ظهرت دعوة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، كان رافضا ومحاربا لها بشتى الطرق.. وفي فترة الدعوة الأولى في مكة كان أبو سفيان من الذين بذلوا جهدهم في محاولة القضاء على الإسلام في مهده، وقد ذكرت كتب السيرة أنه كان فيمن اجتمعوا في دار الندوة يخططون ل*** رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قبيل هجرته إلى المدينة. وفي المرحلة المدنية وفي غزوة بدر حينما قُتل سبعون من صناديد وقادة قريش، أقسم أبو سفيان ألا يَمَسَّ رأسَه ماءٌ من جنابة حتى يغزو محمدًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ومن ثم اجتمعت قريش على رئاسة أبي سفيان لها، بكل بطونها وفروعها، وهو حدث فريد في تاريخ مكة، ومن هذه اللحظة وأبو سفيان هو المحرِّك الأول لجموع المشركين لحرب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ. وفي غزوة أحد خرج أبو سفيان يقود ثلاثة آلاف مشرك لحرب المسلمين، وبعد الانتصار للمسلمين في أول المعركة تحوَّل النصر إلى هزيمة، وصارت الدولة للمشركين، واستشهد من المسلمين سبعون، وبعد أن انقشع غبار المعركة وانتهت بما انتهت إليه، انطلق أبو سفيان ـ إلى معسكر المسلمين ليتحقّق من موت أعدائه، ويتفقّد نتائج المعركة، فسأل بأعلى صوته عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر ـ رضي الله عنهما ـ.