أم أنها مجرد أسماء سموها ما أنزل الله بها من سلطان. وكذلك ينكر عليهم تلك القسمة الجائرة لو وقعت بين مخلوق ومخلوق، وهي جعلهم ما يكرهون من الإناث الضعيفة لله عزوجل، وما يحبون من الذكور لأنفسهم، فإذا كانت ظلما بين المخلوقين، فكيف يجعلونها لله عزوجل؟ تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا، وتنزه عن البنين والبنات. وهذه الآيات في تقرير التّوحيد وتثبيت العقيدة في قلوب المؤمنين، والرد على المشركين. يقول الله تعالى للمشركين الذي يعبدون الأصنام، وفي مقدمتها الأصنام الثلاثة المشهورة عند العرب: اللات والعُزَّى ومَنَاة، هل تنفع هذه الأصنام أو تضر؟، فيقول: "﴿ أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى ﴾" هل نفعتكم؟، هل دفعت عنكم الضرر؟، هل جلبت لكم شيئاً من الرزق؟، فلا يستطيعون الجواب بأنها تضر أو تنفع، لم تنفعهم في بدر وغيرها من الغزوات، ولم تدفع عنهم ما أوقع الله بهم من الهزائم، ما أجابوا عن هذا السؤال العظيم؛ فدلّ على انقطاع حجتهم. أفرأيتم اللات والعزى ... ومناة الثالثة الأخرى (مطوية). وهكذا في كل أسئلة القرآن الكريم التي هي من باب التحدِّي والتعجيز، لم يصدر لها جواب من قبل المشركين، ولن يصدر لها جواب إلى أن تقوم الساعة. و"﴿ اللاَّتَ ﴾": صنم في الطائف لبني ثقيف.
6- أن التبرك بالأشجار والأحجار شرك. 7- قوله: قوله: "شجر" اسم جنس، فيشمل أي شجرة تكون، ومن حسنات أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه لما رأى الناس ينتابون الشجرة التي وقعت تحتها بيعة الرضوان أمر بقطعها. 8- قوله: "وحجر"، اسم جنس يشمل أي حجر كان حتى الصخرة التي في بيت المقدس، فلا يتبرك بها، وكذا الحجر الأسود لا يتبرك به، وإنما يتعبد الله بمسحه وتقبيله، اتباعاً للرسول - صلى الله عليه وسلم -، وبذلك تحصل بركة الثواب. مناسبة الآية للباب: حيث دلت الآية على أن عبادة المشركين لهذه الأوثان، إنما كانت لطلب النفع ودفع الضرر، فكل من تبرك بشجر أو قبر أو عبد غير ذلك، قاصدا بذلك جلب النفع أو دفع الضر، فقد شابههم ودخل في شركهم. ملاحظة: قيل عن اللات: إنه رجل صالح كان يلت السويق للحاج، فلما مات عكفوا على قبره. وقيل: إنها صخرة منقوشة. والجمع المناقشة: أخي المسلم اختبر نفسك لبيان مدى استفادتك من المطوية. أ- اشرح الكلمات الآتية: أفرأيتم، اللات، العزى، مناة، الأخرى، ضيزى. ب- اشرح الآية شرحا إجماليا. ما هي العزى التي كان المشركون يعبدونها من دون الله ؟ - الإسلام سؤال وجواب. ج- استخرج أربع فوائد من الآية مع ذكر المأخذ. د- وضح مناسبة الآية لباب من تبرك بشجرة أو حجر ونحوهما.
قال الشاعر: ضازَتْ بنو أَسْدٍ بحُكْمِهِمُ *** إِذْ يَجْعلونَ الرأسَ كالذَّنَبِ وقيل: عوجاء، وقيل: ناقصة.
وفي تفسيرها قولان لأهل العلم: القول الأول: أنها بالتخفيف، وهو اسم حجر كبير أملس عليه نقوش، كانوا يتبرّكون به، ويطلبون منه قضاء حاجتهم، وتفريج كرباتهم. والقول الثاني: أنه بالتشدّيد اسم فاعل من لَتَّ يَلُتُّ: وهو في الأصل رجل صالح، كان يَلُتُّ السّويق للجاج، وكان يُطعم الحجّاج من هذا الطعام تقرّباً إلى الله سبحانه وتعالى، فلما مات عَكَفُوا على قبره يتبرّكون به، كما حصل لقوم نوح لما غَلَوْ في الصالحين. تفسير أفرأيتم اللات والعزى [ النجم: 19]. فالغُلُّو في الصالحين قديم، ولا يزال مستمرًّا وهو سنّة جاهلية من قديم الزمان، من عهد قوم نوح، ولا تزال. فعلى التفسير الأول هو: تبرّك بالأحجار، وعلى التفسير الثاني هو: تبرّك بالقبور. وكِلا التفسيرين حق، فالآية تدلّ على منع التبرّك بالأحجار، ومنع التبرّك بالقبور، وما زال هذا الصنم يُعبد من دون الله إلى أن فتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة في السنة الثامنة من الهجرة، وأمر بهدم هذا الصنم كغيره من الأصنام التي هدمت. أما ﴿ وَالْعُزَّى ﴾ فكانت صنماً لأهل مكة، وهي عبارة عن شجرات ثلاث من السَّمْر، وعندها بَنِيَّة عليها أستار، وكانت لقريش ولأهل مكة يعبدونها من دون الله عزّ وجلّ. ولهذا قال أبو سفيان في يوم أحد بعد أن انتهت المعركة: لنا العُزَّى ولا عُزَّى لكم.
قال مجاهد: هي شجرة كانت بغطفان ، وكانوا يعبدونها ، فبعث إليها النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد ، فقطعها ، وقيل: كانت شيطانة تأتي ثلاث سمرات ببطن نخلة. وقال سعيد بن جبير: العزى: حجر أبيض كانوا يعبدونه. وقال قتادة: هي بيت كان ببطن نخلة { ومناة}: صنم بني هلال. في ظلال القرآن ـ باب 1 ـ جزء 7: وكانت { اللات} صخرة بيضاء منقوشة ، وعليها بيت بالطائف له أستار وسدنة ، وحوله فناء معظّم عند أهل الطائف وهم ثقيف ومن تابعها ، يفتخرون بها على من عداهم من أحياء العرب عدا قريش لأن عندهم الكعبة بيت إبراهيم عليه السلام. ويظن أن اسمها { اللات} مؤنث لفظ الجلالة { الله}. سبحانه وتعالى. وكانت { العزى} شجرة عليها بناء وأستار بنخلة - وهي بين مكة والطائف - وكانت قريش تعظمها. كما قال أبو سفيان يوم أحد. لنا العزى ولا عزى لكم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم -: « قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم » ويظن أن اسمها { العزى} مؤنث { العزيز}.. وكانت { مناة} بالمشلل عند قديد بين مكة والمدينة. وكانت خزاعة والأوس والخزرج في جاهليتهم يعظمونها ويهلون منها للحج إلى الكعبة. وكان بالجزيرة كثير من هذه المعبودات تعظمها القبائل المختلفة.