عبادات عملية قلبية: هي من العبادات الباطنة من خلال عبادة المؤمن لله تعالى بخوف ورجاء ورغبة، كما تتميز العبادات القلبية بالخشوع والخشية، ومن أنواع العبادات الباطنة مثل التوكل والخضوع والحب والإنابة. عبادات قولية: من العبادات المباحة وهي على المؤمن النطق بالتوحيد؛ وذكر الله دائما والاستعاذة والاستعانة والاستغاثة بالله والدعاء له وتمجيده وقراءة القرآن الكريم، وتسبيحه، كما تعد من أفضل العبادات انتظار الفرج. ربما تفيدك: عبادات يحبها الله.. كيف ألتزم بالصلاة في أول الوقت؟ العبادات البدنية: تعد من العبادات الواجبة وهي الصلاة والصيام والحج. عبادات مالية: وهو ما ينفقه المسلم من ماله في الزكاة، وأنواع الصدقات، والكفارات. العبادات المركبة: وهي قيام المؤمن بتنفيذ أكثر من أنواع العبادات المختلفة كالقيام بالحج. عبادة ذاتية: وهى عبادة منفعة مثل قيم المؤمن بقراءة القرآن وهو احب العبادات لله فقد قال رسول الله (أفضلُ عبادةِ أمتي قراءةُ القرآنِ) وتعد من العبادة التي تغير مسار القدر ، وكذلك أذكار المسلم. عبادة كونية: وهي خضوع المؤمن لأمر الله عز وجل الكوني، ويشمل هذا الخضوع لجميع الخلائق، كما قال تعالى(إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً).
تلاوة القرآن؛ إذ إنّ تلاوته سبب للرفعة والبركة في الدنيا والآخرة، وتلاوته خير من الدنيا وما فيها، وتحفظ الإنسان في الدنيا، وكلّ حرف من القرآن بقراءته عشر حسنات، والتالون له هم أهل الله تعالى. عبادات البدنية نذكر: فالصلاة من العبادات الواجبة وهي عبادة ذات أقوال وأفعال مخّصوصة، تبدأ بالتّكبير وتنتهي بالتسليم الحج هو قصد بيت الله الحرام لأداء أفعال مخصوصة، في زمن مخصوص وزمانها هي أشهر الحج الجهاد وينقسم إلى جهاد واجب على كل مكلف، وآخر واجب على الكفاية فالواجب على كل مكلّف هو جهاد النفس وجهاد الشيطان والجهاد على الكفاية هو جهاد الكفّار والمنافقين الصيام وهو من العبادات البدنية فيمسك فيها المسّلم نفسه وزمنه من طلوع الشّمس حتى غروبها، وهو ينوي في ذلك كلّه التقرّب من الله تعالى. العبادات القلبية: وهي الحب والخوف والرجاء، مضافا إليها الرهبة والرغبة، والتوكّل والإنابة فالخوف والرجاء والحبّ هي ركائز ثلاث أساسيّة لأيّ طاعة من صلاة وصيام، وصدقة وحج ويتقرب بها الانسان إلى الله ويرجو بها الثواب فيعبد الله تعالى ويأخذ به الإنسان مأخذ الجَدّ في العبادات. شروط قبول العبادة إن أول شرط لقبول العمل الصالح وهو: الإسلام فإنه لا يُقبل من كافر عمل أبدًا، قال تعالى:ـ ( وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [المائدة: 5]، وقال عز من قائل:ـ وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ) [التوبة: 154].
يقول الرواة: إنّه(عليه السلام) كان يصلّي نوافل الليل، ويصلها بصلاة الصبح، ثمّ يعقّب حتّى تطلع الشمس، ويخرّ لله ساجداً، فلا يرفع رأسه من الدعاء والتمجيد لله حتّى يقرب زوال الشمس. مولد الإمام الكاظم الفصل. وكان من مظاهر الطاعة عنده(عليه السلام) أنّه دخل مسجد جدِّه رسول الله(صلى الله عليه وآله) في أوّل الليل، فسجد(عليه السلام) سجدة واحدة وهو يقول بنبرات ترتعش خوفاً من الله: «عَظُم الذنبُ عندي فليحسن العفو من عندك، يا أهل التقوى ويا أهل المغفرة»(1)، وجعل(عليه السلام) يردّد هذا الدعاء بإنابة وإخلاص وبكاء حتّى أصبح الصباح. وحينما أودعه الطاغية الظالم هارون الرشيد العبّاسي في ظلمات السجون، تفرّغ(عليه السلام) للعبادة، وشكر الله على ذلك قائلاً: «اللّهمّ إنّي طالما كنت أسألك أن تُفرّغني لعبادتك، وقد استجبتَ لي، فَلَك الحمدُ على ذلك»(2). وكان الطاغية هارون يشرف من أعلى قصره على السجن، فيبصر ثوباً مطروحاً في مكان خاصّ لم يتغيّر عن موضعه، وعجب من ذلك، وراح يقول للربيع: ما ذاك الثوب الذي أراه كلّ يوم في ذلك الموضع؟ فيجيبه الربيع قائلاً: يا أمير المؤمنين، ما ذاك بثوب، وإنّما هو موسى بن جعفر، له في كلّ يوم سجدة بعد طلوع الشمس إلى وقت الزوال، وبهر الطاغية وقال: أما إنّ هذا من رهبان بني هاشم، قلت: فمالك قد ضيّقت عليه الحبس؟ قال: هيهات، لا بدّ من ذلك!
فلقد كان يقول: جزى الله الدنيا عني مذمة بعد رغيفين من الشعير، أتغذى باحدهما واتعشى بالآخر، وبعد شملتي الصوف أئتزر باحدهما وارتدي بالاخرى.. "( اصول الكافي). رابعا- جوده وسخاؤه: لقد تجلّى الكرم الواقعي، والسخاء الحقيقي في الإمام عليه السلام فكان مضرب المثل في الكرم والمعروف، فقد فزع اليه البائسون والمحرومون والمستضعفون لينقذهم من كابوس الفقر وجحيم البؤس وقد اجمع المؤرخون انه انفق عليه السلام جميع ماعنده عليهم، كل ذلك في سبيل الله لم يبتغ من احد جزاءا او شكورا، وكان يلتمس في ذلك وجه الله ورضاه ، وكان يواصل الطبقة الضعيفة ببره واحسانه وهي لاتعلم من اي جهة تصلها تلك المبرة وكان يوصلهم بصراره التي تتراوح ما بين المائتي دينار إلى الاربعمائة دينار وكان يضرب المثل بتلك الصرار فكان اهله يقولون: "عجبا لم اجاءته صرار موسى وهو يشتكي القلة والفقر!! مولد الإمام الكاظم الربيعي. ".
وحكت هذه الرسالة ما ألمّ بالإمام(ع) من الأسى في السجن، وأنّه سيُحاكم الطاغية هارون الرشيد أمام الله تعالى في يوم يخسر فيه المبطلون. استشهاده استُشهد في الخامس والعشرين من رجب 183ﻫ بالعاصمة بغداد، ودُفن بالكاظمية المقدّسة. في ذكرى ولادة الإمام الكاظم عليه السلام. كيفية استشهاده عهد هارون إلى السندي بن شاهك باغتيال الإمام(ع)، فدسّ له سُمّاً فاتكاً في رطب، وأجبره السندي على تناوله، فأكل(ع) منه رطبات يسيرة، فقال له السندي: زِد على ذلك، فرمقه الإمام(ع) بطرفه وقال له: «حسبُكَ، قد بلغتُ ما تحتاجُ إليه فيما أُمرتَ به»(8). وتفاعل السمّ في بدنه(ع)، وأخذ يُعاني الآلام القاسية، وقد حَفّت به الشرطة القُساة، ولازمه السندي، وكان يُسمعه مُرّ الكلام وأقساه، ومنع عنه جميع الإسعافات ليُعجّل له النهاية المحتومة. تشييعه خرج الناس على اختلاف طبقاتهم لتشييع جثمانه(ع)، وخرجت الشيعة وهي تلطم الصدور وتذرف الدموع. وسارت مواكب التشييع في شوارع بغداد وهي متّجهة إلى محلّة باب التبن، وقد ساد عليها الحزن، حتّى انتهت إلى مقابر قريش في بغداد، فحُفِر للجثمان العظيم قبر فواروه فيه. من وصاياه (9) 1ـ قال(ع) لبعض شيعته: «أَيْ فُلَانُ، اتَّقِ اللهَ وَقُلِ الحَقَّ، وَإِنْ كَانَ فِيهِ هَلَاكُكَ؛ فَإِنَّ فِيهِ نَجَاتَكَ، أَيْ فُلَانُ، اتَّقِ اللهَ وَدَعِ الْبَاطِلَ، وَإِنْ كَانَ فِيهِ نَجَاتُكَ؛ فَإِنَّ فِيهِ هَلَاكَكَ».
قال المهدي: في أي موضع هي محرّمة في كتاب الله عزّ وجل يا أبا الحسن ؟ فقال ( عليه السلام): ( قول الله عزّ وجل: ( إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ). فأمّا قوله ( مَا ظَهَرَ مِنْهَا) يعني الزنا المعلن ، ونصب الرايات التي كانت ترفعها الفواحش في الجاهلية ، وأمّا قوله عزّ وجل: ( وَمَا بَطَنَ) يعني ما نكح الآباء ، لأنّ الناس كانوا قبل أن يبعث النبي ( صلّى الله عليه وآله) إذا كان للرجل زوجة ومات عنها ، تزوّجها ابنه الأكبر من بعده إذا لم تكن أمّه ، فحرّم الله عزّ وجل ذلك. مولد الإمام الكاظم بغداد. وأمّا ( الإِثْمَ) فإنّها الخمرة بعينها ، وقد قال الله تعالى في موضع آخر: ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ) ، فأمّا الإثم في كتاب الله فهو الخمر والميسر ، فإثمهما كبير ، كما قال عزّ وجل). فقال المهدي: يا علي بن يقطين هذه والله فتوى هاشمية.
كل ما صدر عن الأئمّة المعصومين ( عليهم السلام) من وصايا ورسائل وخطب وشعر ، كان في سبيل الدعوة الإسلامية ، والحث على طاعة الله تعالى ، والدعوة إلى التحلّي بمكارم الأخلاق ، والتمسّك بالفضائل ، فكانوا ( عليهم السلام) يعملون على تثقيف الأمّة الإسلامية ، وتعليمها وتوعيتها ، ويبذلون أقصى الجهود في تقويمها ، وهدايتها إلى الطريق السليم. وموضع الشعر كان ينشد عند عامّة الناس في التشبيب واللهو والمجون ، أمّا أهل البيت ( عليه السلام) فكانوا ينظمونه في الدعوة إلى الخير والعقيدة الإسلامية ، والأخلاق والتحلّي بالفضائل النبيلة ، وهذه هي الفوارق التي تميّزهم عن غيرهم من الشعراء الآخرين.