وتوجه القائد الشاب يفتح البلدان التي في طريقه إلى السِّند، فمضى إلى مكران حيث انضم إليه ستة آلاف مقاتل آخر، ثم نحو مدينة (فنزبور) ففتحها وهزم جيوش الملك (داهر)، ثم إلى مدينة أرمائيل ثم إلى (الديبُل) أكبر مدن السند وأهمها. فنصب هناك منجنيقاً ضخماً (سماه العروس) وحاصر المدينة حصاراً طويلاً ثم قصف المدينة وتمكن من فتحها، وبنى فيها مسجداً، وترك بها حامية من أربعة آلاف جندي. وأصبحت الديبل أول مدينة إسلامية في الهند. ثم تمكن من قتل (داهر) أكبر ملوك السِّنْد وواصل فتوحاته حتى وصل إلى مدينة المُلتان وحاصرها ثم قطع عنها الماء حتى استسلمت. وكان هذا القائد أصغر فاتح إسلامي عرفه التاريخ!. ضريح محمد بن القاسم الثقفي - ويكيبيديا. وكان من شأنه أنه يحرص على تحقيق السلام والمحبة والسماحة، ما وسعه ذلك، وكان يحفظ وصية ابن عمه الحجاج: "إذا أردت أن تحتفظ بالبلاد فكن رحيماً بالناس، سخياً في معاملة من أحسنوا إليك. ولْيعرف الناس شجاعتك، وأنك لا تخاف الحرب والقتال". وكأنه يقول له: اجعل الناس يحبونك ويرهبونك. وقد التزم محمد بن القاسم بهذه الوصية أكثر من التزام الحجاج الذي قدّمها له!. نهاية مأساوية مات الحجاج بن يوسف ثم مات الوليد بن عبد الملك، وتولى الخلافة أخوه سليمان بن عبد الملك الذي ولّى على العرّاق صالح بن عبد الرحمن ليحل محل الحجاج، وكان الحجاج قد قتل أخا صالح لأنه يؤمن بفكر الخوارج، فانتقم صالح من أنصار الحجاج، وانصبّت نقمته على البطل محمد بن القاسم فأتى به مقيّداً وسجنه وعذّبه حتى مات تحت التعذيب سنة 95هـ، وعمره 23 سنة!.
نهاية محزنة ثم لما كان محمد بن القاسم يفكر في أن يتوجه بجيش الفتح إلى حدود بلاد الهند، وصله أمر الخليفة الجديد سليمان بن عبد الملك للتوجه إلى العراق، فرضخ الشاب المؤمن لقضاء الله، وهو يعلم أن مصيره الهلاك، لا لذنب اقترفه ولكن لسوء حظ وقع فيه، بسبب بعض تصرفات سياسية من قريبه الحجاج، واستعد الفتى الحزين للسفر، فخرجت الجموع الحاشدة لتوديعه باكية حزينة، لم يكن العرب وحدهم يبكون على مصيره، بل أهل السند من المسلمين، وحتى البرهميين والبوذيين، كانون يذرفون الدموع الغزيرة، ويرجونه أن يبقى في بلاد السند، وسوف يقفون خلفه إذا دق الخطر بابه، ولكن نفسه الأبية رفضت مخالفة أمر الخليفة. مأساة محمد ابن قاسم الثقفى.. اتهم باغتصاب بنت ملك الهند وقتله المهلب - اليوم السابع. ووصل محمد بن القاسم إلى العراق، فأرسله والي العراق صالح بن عبد الرحمن مقيدًا بالسلاسل إلى سجن مدينة واسط بسبب عداوته للحجاج، وهناك عذبه شهورًا بشتى أنواع التعذيب حتى مات البطل الفاتح في سنة 95 للهجرة. إن البطل محمد بن القاسم الثقفي فاتح بلاد السند، يعتبر من أعظم الأبطال في التاريخ الإسلامي، إنه بطل بما تحمله كلمة البطولة من معانٍ، وقد أودع الله بين جنبيه نفسًا بعيدة المطامح لخدمة الإسلام. وبلاد السند والبنجاب التي فتحها البطل محمد بن القاسم هي بلاد باكستان الحاضرة من أكبر البلاد الإسلامية، وتاريخها جزء عزيز من التاريخ الإسلامي الكبير، ويعتبر محمد بن القاسم الثقفي مؤسسًا لأول دولة إسلامية في الهند، ولذلك يبقى اسمه شامخًا في سجل الفاتحين الأبطال.
سنطالع اليوم سيرة بطل شاب من أعظم الأبطال في التاريخ الإسلامي، هو فاتح بلاد السند و البنجاب، و قد أودع الله بين جنبيه نفسًا بعيدة المطامح لخدمة الإسلام، و بلاد السند و البنجاب (بلاد باكستان الحالية) - هو محمد بن القاسم الثقفي مؤسس أول دولة إسلامية في الهند؛ و لذلك يبقى اسمه شامخًا في سجل الفاتحين الأبطال. محمد بن القاسم الثقفي.. مولده و نشأته ولد محمد بن القاسم الثقفي سنة 72هـ بمدينة الطائف في أسرة معروفة، فقد كان جدّه محمد بن الحكم من كبار ثقيف. كيف كانت نهاية القائد محمد بن القاسم الثقفي؟ – e3arabi – إي عربي. و في سنة 75هـ صار الحجاج بن يوسف الثقفي واليًا عامًّا على العراق و الولايات الشرقية التابعة للدولة الأموية في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان، فعيّن الحجاج عمّه القاسم واليًا على مدينة البصرة، فانتقل الطفل محمد بن القاسم إلى البصرة. و لما شيد الحجاج مدينة واسط و صارت معسكرًا لجنده الذين يعتمد عليهم في الحروب، و امتلأت بسكانها الجدد، و فيها نشأ و ترعرع محمد بن القاسم الثقفي و تدرب على الجندية و الفروسية، فلُقّن فنون الحرب و أساليب القتال حتى أصبح من القادة المعروفين و هو لم يتجاوز بعد 17 عامًا من العمر. صفات محمد بن القاسم الثقفي بدت على محمد بن القاسم الثقفي أمارات النجابة و الشجاعة و حسن التدبير في الحرب منذ نعومة أظفاره؛ مما جعل الحجاج بن يوسف الثقفي يعينه أميرًا على ثغر السند و هو لم يتجاوز 17 عامًا، و كان محمد بن القاسم راجح الميزان في التفكير و التدبير، و في العدل و الكرم، إذا قورن بكثير من الأبطال، و هم لا يكادون يبلغون مداه في الفروسية و البطولة، و لقد شهد له بذلك الأصدقاء و الأعداء، و قد سحر الهنود بعدالته و سماحته، فتعلقوا به تعلقًا شديدًا.
أقرأ التالي منذ 5 أيام كريستيان السابع ملك الدنمارك منذ 5 أيام كارل السادس إمبراطور الإمبراطورية الرومانية منذ 5 أيام شارل الثالث ملك فرنسا منذ 5 أيام ستانيسلاف ليزينسكي ملك بولندا منذ 5 أيام كيفية تعامل اللاجئين مع الفيضانات داخل المخيمات منذ 5 أيام دور الألعاب التي يمكن للمعلم استخدامها لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة منذ 5 أيام تمرينات التنفس لذوي الاحتياجات الخاصة منذ 5 أيام السقالة والقياس في استخدام الكمبيوتر للتلاميذ ذوي صعوبات التعلم منذ 5 أيام قوانين السقالة المطبقة في بيئة التعلم لذوي صعوبات التعلم منذ 5 أيام التعرف على أساليب التعلم للتلاميذ ومعلميهم في صعوبات التعلم
الهامش [ تحرير | عدل المصدر]
قال: فخررتُ ساجدًا، وعرَفت أنْ قد جاء فرج، وأذِن رسول الله صلى الله عليه وسلم بتوبة الله علينا حين صلى صلاة الفجر، فذهب الناس يُبشروننا، فانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتلقَّاني الناس فوجًا فوجًا يُهنِّئونني بالتوبة، قال: فلما سلَّمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عليه السلام - وهو يَبرُق من وجهه السرور -: ((أبشِر بخير يوم مرَّ عليك منذ ولَدتك أُمُّك))، قال: قلت: أمِن عند الله يا رسول الله، أم مِن عندك؟ قال: ((بل من عند الله))؛ (البخاري، 4418). فهنا جاءت توبة الله على كعب بن مالك وصاحبيه رضي الله عنهم؛ بسبب صدقهم مع الله، ومع رسوله صلى الله عليه وسلم، ونتيجة تأكُّدهم أن الصدق هو طريق النجاة، وأن الله سبحانه لا تَخفى عليه خافية. ف خُلُقُ الصدق من أعظم الأخلاق منزلةً في الإسلام، وكيف لا يكون كذلك ومنزلة الصادقين تأتي بعد منزلة النبيِّين، الذين هم أفضل البشر على الإطلاق؟!
مقالات متعلقة تاريخ الإضافة: 11/4/2018 ميلادي - 26/7/1439 هجري الزيارات: 268102 الحمد لله ربِّ العالمين، الحمد لله على نعمة الإسلام والحمد لله أن جعلنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله بعثه ربه بمكارم الأخلاق صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الأخيار. أما بعد: عباد الله اتقوا الله في أقوالكم وأعمالكم حق التقوى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾. أيها المسلمون: موضوعنا في هذا اليوم عن الصدق وثماره، الصدق يهدي إلى البر والصدق طريق موصل إلى الجنة. الصدق. عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى البِرِّ، وَإِنَّ البِرَّ يَهْدِي إِلَى الجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا. وَإِنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الفُجُورِ، وَإِنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا». الصدق من الخصال الحميدة التي تنجي صاحبها في الدنيا وترفع مكانته في الآخرة.
قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين}، قال ابن كثير رحمه الله تعالى: "أي: اصدقوا والزموا الصدق تكونوا من أهله، وتنجوا من المهالك، ويجعل لكم فرجاً من أموركم ومخرجاً". وقال الله سبحانه: (فلو صدقوا الله لكان خيراً لهم)، وفي الصدق فوق أنه نجاة من المهالك وسبيل المؤمن إلى الجنة, فإنه كذلك طمأنينة يشعر بها المسلم حين يصدق في أقواله وأفعاله, فعن أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب (رضي الله عنهما) قال: حفظت من رسول الله (صلى الله عليه وسلم):"دع ما يريبك إلى ما لا يريبك, فإنّ في الصدق طمأنينة, والكذب ريبة". وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا" 3/ البرُّ هو اسم جامع للخير كلِّه،والفجور هو الفساد والانبعاث في المعاصي.
ويقول ابن القيم: الإيمان أساسُه الصدق، والنفاق أساسه الكذب، فلا يجتمع كذبٌ وإيمان، إلا وأحدهما محارب للآخر؛ (مدارس السالكين، ج2، 221)، ويقول أيضًا: "حمل الصدق كحمل الجبال الرواسي، لا يُطيقه إلا أصحابُ العزائم، فهم يتقلَّبون تحته تقلُّب الحامل بحمله الثقيل، والرياء والكذب خفيفٌ كالريشة، لا يجد له صاحبه ثقلًا ألبتة، فهو حامل له في أي موضع اتفق، بلا تعبٍ ولا مَشقة ولا كُلفة، فهو لا يتقلب تحت حمله، ولا يَجِد ثقله"؛ (226). فالكذب مذلةٌ ومهانة في الدنيا والآخرة، وعاقبته عاجلة في قلوب الخلق من البغض والكراهية، وضيق الصدر والضنك، وما يَعقُب ذلك في الآجلة من العذاب والنكال الأليم، عصمنا الله جميعًا من الكذب، وجعلنا من الصادقين الثابتين على الحق إلى أن نلقاه تعالى وهو راضٍ عنا. فاصلة: بالصِّدْقِ ينْجو الفتى من كلِّ مُعْضلةٍ *** والكِذْبُ يُزْري بأقْوامٍ وإن سادُوا مرحباً بالضيف