وعند ما كانت القبيلة دولة ذات حدود يَحميها أفراد القبيلة بزعامة سيدها وتفاهم أطرافها فإن سعادتهم وأمنهم يعتمدان على محافظتهم عليها، وعقد معاهدات وأحلاف مع قبائل أخرى تماثلها في القوة البشرية والمساحة الأرضية لتحقيق تبادل المصالح وردع الطامعين من ذوي القوة والنفوذ. ومن التهذيب الذي يلغي جور الأقوياء إفساح مجال العلاقات الطيبة واحترام الحدود والقيم الفاضلة فيجري الاستئذان لدخول الأراضي الواقعة في نطاق قبيلة أخرى عليها أن تقدر الجوار مهما بعدت شقته، والعون مهما ارتفعت درجة العداوة تقديراً لظروف الآخرين. أما الاعتداءات والغزو فعادة ما تكون بين الأقوياء من أصحاب القطعان والممتلكات الزراعية، إما بسبب الثأرات أو جلب منافع للقبيلة الغازية، ويوم لك ويوم عليك، وقد يسبق الغزو نذير أو إعلان أو تحر من القبيلة المستهدفة والتي تبعاً للمفاجآت تعد رجالها لمواجهة الغازين بما يمثل جيشاً نظامياً. إذاً، مبرر الغزو هو المعاملة بالمثل والمفاخرة بالانتصار واعلان هيبة القبيلة وسد حاجتها من الغنائم، يعزز ذلك شعور رؤساء القبائل بمسؤوليتهم أمام القبيلة بألا تجوع ولا يلحقها هوان أو مذلة. وكانت موارد القبيلة محدودة تجود مع المطر وتنحسر بانحساره، فلم يبق أمامهم غير غزو الأثرياء.
12-11-2006, 07:58 PM رد: بن حميد وبن هادي بن حميد وبن هادي شكرا لك
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « كُلُوا وَاشْرَبُوا وَتَصَدَّقُوا وَالْبَسُوا مَا لَمْ يُخَالِطْهُ إِسْرَافٌ أَوْ مَخِيلَةٌ »[1]. ثانيًا: المحافظة على النظافة؛ لأنها الأساس لكل زينة حسنة، ومظهر جميل لائق. آداب اللباس والزينة في العمل – e3arabi – إي عربي. ثالثًا: الحث على التنظف والتجمل في مواطن معينة مثل: مواطن الاجتماع وفي أوقات الجمعة والعيدين، فعَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فِي ثَوْبٍ دُونٍ فَقَالَ: « أَلَكَ مَالٌ؟ »، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: « مِنْ أَيِّ الْمَالِ؟ »، قَالَ: قَدْ آتَانِي اللَّهُ مِنْ الْإِبِلِ وَالْغَنَمِ وَالْخَيْلِ وَالرَّقِيقِ، قَالَ: « فَإِذَا آتَاكَ اللَّهُ مَالًا فَلْيُرَ أَثَرُ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَيْكَ وَكَرَامَتِهِ »[2]. كما روى أبو داود وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « مَا عَلَى أَحَدِكُمْ إِنْ وَجَدَ سَعَةً أَنْ يَتَّخِذَ ثَوْبَيْنِ لِجُمُعَتِهِ سِوَى ثَوْبَيْ مِهْنَتِهِ »[3]. ويظهر من ذلك مشروعية تخصيص بعض الملابس للخروج للصلاة، وبعضها للعمل، وفيه حفاظ على نظافة ملابس المسجد؛ لأن العمل يؤثر على الملابس، ويدخل في هذا المفهوم استحباب أن يخصص الإنسان بعض الملابس للزيارة والمناسبات الاجتماعية العامة.
ورأى النبيّ (ص) رجلاً رأسه أشعت، فقال: "أما وجد هذا ما يسكّن به شعره؟! "، وجاء رجل إليه ثائر الرأس واللحية، فأشار إليه الرسول (ص) – كأنّه يأمره باصلاح شعره – ففعل، ثمّ رجع فقال النبيّ (ص): "أليس هذا خيراً من أن يأتي أحدكم ثائر الرأس كأنّه شيطان". ورأى آخر عليه ثياب وسخة، فقال: "أما كان هذا يجد ما يغسل به ثوبه". ويبقى أجمل اللباس وأبهره وأبهاه لباس الورع والإيمان والتقوى: (وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ) (الأعراف/ 26)، فهو اللباس الجميل دائماً الذي لا يبلى أبداً.
والرسول ﷺ لعن المرأة تلبس لبس الرجل، لكن إذا لبست الأبيض، أو الأسود،... اختلف العلماء في تحديد ما للمحرم أن ينظر على أقوال: منها ما سمعتم من أنه ينظر ما جرت العادة بكشفه فقط من وجه، وقرط، وقلادة، وذراع، وقدم، وأسفل الساق، وزاد آخرون زيادة على ذلك بالنظر إلى الرأس أيضًا، والعضدين، ونحو ذلك. ولكن الوقت... الستر مطلوب، والرجال، والنساء يختلفون في هذا، فالمرأة عورة كلها، وأمرها خطير، وقد سمعت أيها السائل قول النبي ﷺ: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء فالواجب على النساء التستر، والعناية، وعدم إظهار حجم الأعضاء بالملابس الضيقة، أو...