التنعيم: فالأفضل لمن أراد أن يعتمر أن يحرم من التنعيم، وذلك لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر عبد الرحمن بن أبي بكر بأن يذهب بأخته عائشة إلى التنعيم لتحرم منه، وهذا مذهب الحنفية، وأحد الوجهين الوجهين عند الحنابلة، وبعض الشافعية. الحِكمة من مشروعية الإحرام الإحرام هو: نية الدخول في نسك العمرة، أو الحج؛ وقد شرع الله -تعالى- الإحرام لإظهار تذلل العبد لربه، وذلك بإظهار ترك الرفث، والامتناع عن الزينة، والاحرام هو بداية نسك العمرة أو الحج، كما تكبيرة الإحرام هي بداية الصلاة فَيُحرم على المُحرم ما كان مباحاً قبل احرامه، والإحرام من المواقيت زيادة في شرف مكة وفضلها، ولهذا لا يدخل من أراد النسك إلى الحرم إلا إذا كان هيئة معينة، ونية معينة؛ وذلك تعظيمًا لله، وتكريمًا وتشريفًا لمكة، فقد قال -تعالى- في كتابه العزيز:"ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ". [4] أجبنا في هذا المقال على سؤال هل يجوز الاحرام من التنعيم لغير اهل مكة بأنه لا يجوز الاحرام من التنعيم لغير أهل مكة إذا كان المسلم قد نوى العمرة من بلده، ولكن إذا لم يقصد العمرة من بلده بل نوها في مكة فيجوز له الاحرام من التنعيم، كما بينا ميقات أهل مكة.
وفدية الأذى هي: أن يُخَيَّرَ بين ذبح شاة ويفرق لحمها على فقراء الحرم، أو إطعام ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع، أو صيام ثلاثة أيام، يقول الله تعالى:{ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ} [البقرة:196]. قال كعب بن عُجرة رضي الله عنه قال: أتى عليَّ النبي صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية والقملُ يتناثر على وجهي فقال:« أَيُؤْذِيكَ هَوَامُّ رَأْسِكَ؟ » قلتُ: نعم. قَالَ: « فَاحْلِقْ، وَصُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، أَوْ أَطْعِمْ سِتَّةَ مَسَاكِينَ ، أَوِ انْسُكْ نَسِيكَةً » [أخرجه البخاري (3869)، ومسلم(8020)]. حكم من تجوز الميقات بغير إحرام - إسلام ويب - مركز الفتوى. وعند أحمد والترمذي قال كعب بن عُجرة رضي الله عنه والذي نفسي بيده لفيَّ أنزلت هذه الآية وَإِيَّايَ عَنَى بِهَا:{ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ}، قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالْحُدَيْب? يَةِ وَنَحْنُ مُحْرِمُونَ وَقَدْ حَصَرَنَا الْمُشْرِكُونَ وَكَانَتْ لِي وَفْرَةٌ فَجَعَلَتِ الْهَوَامُّ تَسَاقَطُ عَلَى وَجْهي فَمَرَّ بِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:« كَأَنَّ هَوَامَّ رَأْسِكَ تُؤْذِيكَ؟ » قُلْتُ: نَعَمْ.
فقد يتساءل كثير ممن يريد الحج والعمرة عن حكم تجاوز الميقات بدون إحرام، أو من يحرم ثم يُصد ويمنع من دخول مكة بأي سبب كان، سواء بسبب المرض، أو عدم وجود تصريح للحج أو العمرة، أو خوف. بسم الله الرحمن الرحيم اللهم اهدني وسددني وثبتني الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فقد يتساءل كثير ممن يريد الحج والعمرة عن حكم تجاوز الميقات بدون إحرام، أو من يحرم ثم يُصد ويمنع من دخول مكة بأي سبب كان، سواء بسبب المرض ، أو عدم وجود تصريح للحج أو العمرة ، أو خوف ونحو ذلك فالذي يظهر - والله تعالى أعلم - أن من أراد الحج والعمرة ثم أحصر عن دخول مكة لا يخلو من ثلاث حالات: الحالة الأولى: أن يحرم من الميقات ويلبس ثياب الإحرام ويمضي لمكة ثم يحصرعن دخولها. الحالة الثانية: أن يحرم من الميقات ولا يلبس ثياب الإحرام ويمضي لمكة، وقد يحصر أو لا يحصر. الحالة الثالثة: أن يؤخر الإحرام حتى يتجاوز الميقات ويدخل مكة ثم يحرم بالحج أو العمرة من مكة أو من دون الميقات إذا جاوز ما يخافه أو يحذره، أو ما يكون سببًا لمنعه من دخول مكة. تنبيه: المقصود بالإحرام هو: نية الدخول في النسك، وليس المقصود به لبس ثياب الإحرام.
وروي عن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - أنه قال: ثم استقاموا لم يشركوا بالله شيئا. وروى عنه الأسود بن هلال أنه قال لأصحابه: ما تقولون في هاتين الآيتين إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا و الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم فقالوا: استقاموا فلم يذنبوا ولم يلبسوا إيمانهم بخطيئة ، فقال أبو بكر: لقد حملتموها على غير المحمل قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلم يلتفتوا إلى إله غيره " ولم يلبسوا إيمانهم بشرك أولئك لهم الأمن وهم مهتدون. وروي عن عمر - رضي الله عنه - أنه قال على المنبر وهو يخطب: إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فقال: استقاموا والله على الطريقة لطاعته ثم لم يرغوا روغان الثعالب. وقال عثمان - رضي الله عنه -: ثم أخلصوا العمل لله. وقال علي [ ص: 320] - رضي الله عنه -: ثم أدوا الفرائض. ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل. وأقوال التابعين بمعناها. قال ابن زيد وقتادة: استقاموا على الطاعة لله. الحسن: استقاموا على أمر الله فعملوا بطاعته واجتنبوا معصيته. وقال مجاهد وعكرمة: استقاموا على شهادة أن لا إله إلا الله حتى ماتوا. وقال سفيان الثوري: عملوا على وفاق ما قالوا. وقال الربيع: أعرضوا عما سوى الله. وقال الفضيل بن عياض: زهدوا في الفانية ورغبوا في الباقية.
سؤال تونه -بطلة المسلسل- مختلف؛ فهى تعرف أن من تتزوج تسقط ولايتها وحضانتها على أولادها لكنها تسأل: هل ربنا قال بنفسه؟! وهنا يصبح السؤال عن المنهجية الذى بنى عليه هذا الحكم هل هو حكم ربانى بنص قطعى الثبوت قطعى الدلالة فتكون الحكمة؛ وعلينا التسليم أم أنه شيء آخر. إن الذين قالوا ربنا ه. سؤال يحمل منتهى العمق بمنتهى البساطة! خاصة حينما نرى الشيخ يحيى وهو فى منزله يقلب بين كتبه ويبحث فى أوراقه بحث من يعلم أن السؤال نصف العلم، قائلًا لأمه: المفروض أنا اللى اسأل السؤال ده، بمعنى إن الفقيه الحق هو الذى يسأل عن المنهج ويعلمه قبل الحكم ومن ثم يستطيع تصور الحكم وجودًا وعدمًا. بعدها يعود الشيخ يحيى ليقول لتونه إجابته المختصرة الصادمة: لأ ربنا ماقلش كده، الفقهاء هم اللى قالوا، هنا تنطلق زغاريد الست تونه لنكون أمام عبقرية حقيقية من الإبداع البسيط! ربما يقول البعض خاصة من رأوا الحوار سطحيًا والسؤال ينبأ عن جهل مركب وتآمر واضح هدفه إضعاف صورة علماء الدين والمختصين بالفتوى، ويظهرهم يحفظون ولا يفهمون بل حتى حفظهم مكسور مطعون فيه إذ من البديهيات أن يجيب أى طالب علم -فضلًا عن أن يكون مختصًا بالفتوى- بمنتهى البساطة: نعم ربنا قال كده.
فلما تسأل كيف؟ يقول جاءت امرأة لرسول الله تشتكى زوجها يريد أن يتنزع منها ولدها بعدما طلقها فقال لها - صلّ الله عليه وسلم -: أنت أحق به، ما لم تنكحي»، ولما كان الرسول صلّ الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى، إذن فكلامه كلام ربنا وحكمه حكم ربنا. هذا منطق صنفان من الناس، الأول: سجين التراث المتوجس؛ الذي يعتبر كل من ليست على شاكلته -ولو ظاهرًا ولو كان ابن مدرسته وخريج جامعته- فهو رعديد خائف يري طرح الأسئلة تهديدًا وجوديًا له وتبديدًا لما يحميه بغفلته أو بجهله الصادق. أما الثانى: فهو المتطرف والإرهابي المحرف المغالى المنتهك للمنهج بالاساس طولًا وعرضًا أصلًا وفرعًا؛ لكنها فرصته ليمارس هوايته فى صب اللعنات وتوجيه الطعنات باسم الدين. ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا. هنا يأتى دور التنوير الحقيقي لا التزوير، والتجديد لا التبديد على لسان الشيخ يحيى، لأ ربنا ماقلش كده الفقهاء هما اللى قالوا.. كيف؟ هنا نحتاج لوقفة حقيقية، فإجابة الشيخ يحيى كانت بسيطة متوائمة مع العمل الدرامى؛ اكتفى فيها بالإشارة فقط حينما خرج وراء الست «تونه» وقال لها إن ابن حزم كمان قال: «لا تسقط». سكت الشيخ يحيى فى مسلسله عند هذا الحد، ليقول ابن حزم فى المحلى: مسألة: الأم أحق بحضانة الولد الصغير والابنة الصغيرة حتى يبلغا... تزوجت أو لم تتزوج.
مدير عام موقع الجريدة
لا شك أن كل إنسان فى هذه الحياة، يرغب فى أن يعيش عمره سعيدا راضيا، وإن كان موحدا مؤمنا بالحياة الآخرة، فإن أسمى أمانيه أن يلقى الله وهو راض عنه، حتى يفوز بالجنة فى الحياة الأبدية. وحتى يتحقق ذلك، لا بد من السير فى طريق يرضى عنه الخالق، ومهما تنكب الإنسان عن الصراط السوى، فإن رحمة الله بنا شرعت لنا التوبة والعزم على عدم العودة إلى المعصية. أحمد الشوربجى يكتب: مسلسل «أمل فاتن حربي» ضد مَنْ؟ - بوابة الشروق. وقد جمع القرآن الكريم فى أحد عشر آية أصناف الناس الذين لاخوف عليهم ولاهم يحزنون، وكل آية تصلح عند تحقيقها أن تكون سببا فى النجاة من النار، والعيش بسلام فى هذه الدنيا. هذه الآيات الواضحات لا تحتاج منك سوى الرجوع إليها وقراءة ما قاله علماؤنا الأجلاء فى تفسيرها، حتى تستطيع الإلمام بمنهج حياة ترضى فيه عن نفسك وعن خالقك، ثم تكون النتيجة هى رضا الله عنك وفوزك بالجنة، وهذه الآيات على سبيل الحصر هى: 1 ـ "فَمَن تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ". 2 ـ "مَن آمَنَ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَعَمِلَ صالِحًا فَلَهُم أَجرُهُم عِندَ رَبِّهِم وَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ". 3 ـ "مَن أَسلَمَ وَجهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحسِنٌ فَلَهُ أَجرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ".
وفى الحقيقة ليس هذا رأى ابن حزم فقط بل هو مذهب الحسن البصرى من قبله، وهو مذهب الإمام أحمد فى رواية إن كانت بنتًا فأمها أحق بحضانتها إلى أن تبلغ. فإن تزوجت الأم بقريب للطفل لم تسقط حضانة الطفل ولدًا كان أو بنتًا عن الأم فى ظاهر قول الإمام أحمد وعند أبي حنيفة ومالك متى كان الزوج ذا رحم محرم. فماذا فعل إذن هؤلاء بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أما ابن حزم فلم يصح عنده هذا الحديث ومن ثم غلب ما هو أقوى مما يثبت أحقية الأم بحضانة الطفل وإن تزوجت. الدكروري يكتب عن حُسن الخاتمة " جزء 2"بقلم / محمـــد الدكـــروري - جريدة النجم الوطني. فماذا عن أبي حنيفة ومالك وأحمد وقد صح الحديث عندهم، ومع ذلك ذهبوا مذاهب متقاطعة مع ابن حزم- أقولك دى ليله كبيره سعدتك-. لكن دعنى أقفز بك فى قلب المنهجية -منهجية الدليل- بمسألة واحدة، فحينما تسمع أحدهم يقول لك إن صح الحديث فهو مذهبي، ثم تحت هذا الشعار ترى عجبًا فى الدين والدنيا، فقل له إن مالكًا فى موطئه تراه يقول: صح الحديث والعمل عندنا على خلافه كيف؟ هذا هو الفارق بين أناس يعرفون المنهجية، ومن ثم يعترفون بالتعددية والسعة، وبين أناس تحت بريق هذا الشعار يلغون المذاهب، ولا يعرفون سوى طريق واحد، صح الحديث -مفيش حاجة- اسمها مذاهب فى الصلاة إنما هناك صفة صلاة النبي وفقًا للأحاديث الصحيحة، فعن أى صحيح تتحدث يا رجل؟!