توفي في مدينة نصر آباد, قرب نيسابور سنة 261 هـ عن 57 عاما. رحمه الله رحمة واسعة. ثالثاً: الإمام أبو داود وهو سليمان بن الأشعث بن شداد بن عمرو بن إسحاق بن بشير الأزدي السجستاني, نسبة إلى سجستان. أبو داود. إمام أهل الحديث في عصره. صاحب كتاب السنن في الحديث, وهو أحد الكتب الستة المعتمدة. ولد سنة ( 202) ورحل إلى بغداد وتفقه بالإمام أحمد بن حنبل ولازمه وكان يشبهه, ورحل إلى الحجاز والعراق وخراسان والشام ومصر والثغور, وروى عنه النسائي والترمذي وغيرهما. كان في الدرجة العليا من النسك والصلاح. جمع في كتابه السنن ما يقرب من ( 5300) حديث. وقد طلب منه الأمير أبو أحمد طلحة (الموفق العباسي) أن يلبي له ثلاث خلال: أولها أن ينتقل إلى البصرة فيتخذها وطنا له لترحل إليه طلبة العلم فتعمر البلد به. أصحاب الكتب الستة سلسلة رجال أعلى الله ذكرهم - مكتبة نور. وثانيها أن يروي لأولاده السنن, وثالثها أن يفرد لأولاده مجلسا خاصا, فإن أولاد الخلفاء لا يجلسون مع العامة. فقال له داود: أما الأولى فنعم والثانية فنعم وأما الثالثة فلا سبيل إليها, لأن الناس في العلم سواء, فكان أولاد الموفق العباسي يحضرون ويجلسون وبينهم وبين العامة ستر. استقر بالبصرة وبها توفي سنة 275 هـ عن 73 سنة. رحمه الله رحمة واسعة.
وأيضاً المعلومات والتفاصيل حول الأشخاص الذين قد قاموا بالكتابة بها، والذي جعل المسلمين يقوموا بالاهتمام به. و الاعتماد عليهم كمراجع مهمة للأحاديث ، والتي وردت عن لسان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم. في خاتمة حديثنا حول هذا الموضوع الشيق نرجو أن تكونوا قد استفدتم منه بشكل كبير وواضح، كما ننتظر مشاركتكم للموضوع في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي دمتم بخير.
أنّها اللّيالي العشر الأولى من شهر محرم. أنّها اللّيالي العشر الأخيرة من شهر رمضان. والفجر وليال عشر - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. وكذلك تنوعت آراء العلماء في أيّ ليالي العام هي الأفضل؛ فمنهم من قال: إنّها العشر الأوائل من ذي الحجة؛ لأنّ فيها يوم عرفة ويوم النحر، وقد قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عن يوم النحر: (أعظمُ الأيامِ عندَ اللهِ يومُ النحرِ) ، [٥] ومنهم من قال: إنّها العشر الأخيرة من رمضان. [٦] وقد تكون أفضل ليالي السنة هي اللّيالي العشر الأخيرة من رمضان ؛ لأنّ فيها ليلة القدر، كما أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كان يجتهد في العبادة في تلك اللّيالي ما لا يجتهد في غيرها من اللّيالي. [٦] ما أقسم عليه بالفجر وليال عشر المقسوم عليه محذوف في السورة، ولكنّه يُعلم من خلال الآيات التالية للقسم؛ حيث تحدّثت الآيات التالية عن تعذيب الله -سبحانه وتعالى- لأقوام سابقة، وهم قوم عاد، وقوم ثمود، وفرعون وقومه، فيكون معنى المقسوم عليه أنّ الله -عزّ وجلّ- سيهلك كفار قريش إذا هم استمرّوا في كفرهم ومحاربتهم دين الله -سبحانه وتعالى- كما أهلك تلك الأقوام، فقد تساوت مقدّمات الكفر بينهم، ولذلك قد تتساوى النتائج. [٧] المراجع ^ أ ب ت محمد الشنقيطي (1995)، أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ، بيروت:دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع ، صفحة 521، جزء 8.
{وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4) هَلْ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ (5)} [الفجر] { وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ}: أقسم تعالى يأوقات فاضلة فيها صلوات مباركة منها الفجر الذي يشهد على بديع صنعة الله في إدبار الليل وإقبال النهار وصلاته المشهودة, كما أقسم سبحانه بالليالي العشر المباركة من رمضان او من ذي الحجة, وما فيها من طاعات وبركات نازلة من السماء, وأقسم عز وجل بباقي الصلوات شفها ووترها, والليل وما فيه من آيات باهرات وصلوات مباركات وقربات ودعوات.
قال المصنف -رحمه الله: أما الفجر فمعروف، وهو: الصبح، قاله عليٌّ وابن عباس وعكرمة ومجاهد والسدي. وعن مسروق ومحمد بن كعب: المراد به فجر يوم النحر خاصة، وهو: خاتمة الليالي العشر. والليالي العشر المراد بها: عشر ذي الحجة، كما قاله ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغير واحد من السلف والخلف. وقد ثبت في صحيح البخاري عن ابن عباس -رضي الله عنهما- مرفوعا: ما من أيام العمل الصالح أحب إلى الله فيهن من هذه الأيام يعني: عشر ذي الحجة، قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجلا خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء [2]. وروى الإمام أحمد: عن جابر، عن النبي ﷺ قال: إن العشر عشر الأضحى، والوتر يوم عرفة، والشفع يوم النحر ، ورواه النسائي، وهذا إسناد رجاله لا بأس بهم، وعندي أن المتن في رفعه نكارة [3] ، والله أعلم.