أول الكلام: من أخلاق النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم الشيخ بسّام محمّد حسين لقد تميّز رسول الإسلام محمّد صلى الله عليه وآله وسلم بأخلاقه العظيمة، كما وصفه الله تعالى بها قائلاً: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ (القلم: 4). من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم. وقد شكّلت هذه الشخصيّة الاستثنائيّة قدوة للبشريّة، بما حملته من رسالة كان عنوانها مكارم الأخلاق. يحدّثنا أعظم الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ أعني أمير المؤمنين عليه السلام، عنه قائلاً: "ولَقَدْ قَرَنَ اللَّه بِه صلى الله عليه وآله وسلم، مِنْ لَدُنْ أَنْ كَانَ فَطِيماً، أَعْظَمَ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَتِه، يَسْلُكُ بِه طَرِيقَ الْمَكَارِمِ، ومَحَاسِنَ أَخْلَاقِ الْعَالَمِ، لَيْلَه ونَهَارَه، ولَقَدْ كُنْتُ أَتَّبِعُه اتِّبَاعَ الْفَصِيلِ أَثَرَ أُمِّه، يَرْفَعُ لِي فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ أَخْلَاقِه عَلَماً، ويَأْمُرُنِي بِالِاقْتِدَاءِ بِه"(1). وقد حظيت أخلاق هذا النبي العظيم بالمكانة الأبرز في سيرته المباركة، حيث عُرف قبل بعثته بالصادق الأمين، وأمّا بعد البعثة، فكان خلقه تجسيداً للقرآن الكريم، الذي وصفه اللّه سبحانه بقوله: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ (التوبة: 128).
أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم مع أهله: كان صلى الله خير الناس وخيرهم لأهله وخيرهم لأمته من طيب كلامه وحُسن معاشرة زوجته بالإكرام والاحترام ، حيث قال عليه الصلاة والسلام: (( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي)) سنن الترمذي. وكان من كريم أخلاقه صلى الله عليه وسلم في تعامله مع أهله وزوجه أنه كان يُحسن إليهم ويرأف بهم ويتلطّف إليهم ويتودّد إليهم ، فكان يمازح أهله ويلاطفهم ويداعبهم ، وكان من شأنه صلى الله عليه وسلم أن يرقّق اسم عائشة ـ رضي الله عنها ـ كأن يقول لها: (يا عائش)، ويقول لها: (يا حميراء) ويُكرمها بأن يناديها باسم أبيها بأن يقول لها: (يا ابنة الصديق) وما ذلك إلا تودداً وتقرباً وتلطفاً إليها واحتراماً وتقديراً لأهلها. التواضع والكرم .. من أخلاق النبى محمد صلى الله عليه وسلم - صدي مصر. كان يعين أهله ويساعدهم في أمورهم ويكون في حاجتهم ، وكانت عائشة تغتسل معه صلى الله عليه وسلم من إناءٍ واحد، فيقول لها: (دعي لي) ، وتقول له: دع لي. رواه مسلم وكان يُسَرِّبُ إلى عائشة بناتِ الأنصار يلعبن معها. وكان إذا هويت شيئاً لا محذورَ فيه تابعها عليه، وكانت إذا شربت من الإِناء أخذه، فوضع فمه في موضع فمها وشرب، وكان إذا تعرقت عَرقاً - وهو العَظْمُ الذي عليه لحم - أخذه فوضع فمه موضع فمها، وكان يتكئ في حَجْرِها، ويقرأ القرآن ورأسه في حَجرِها، وربما كانت حائضاً، وكان يأمرها وهي حائض فَتَتَّزِرُ ثم يُباشرها، وكان يقبلها وهو صائم، وكان من لطفه وحسن خُلُقه مع أهله أنه يمكِّنها من اللعب.
عُرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، بشجاعته التي فاقت تصور أهل قريش، كيف لا وهو نبي مرسل من الله ويدافع عن أجل وأسمى ما يمكن للمرء الدفاع والقتال من أجله؛ شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله.
وكذلك الأمر يوم أُحد لما خالف الرماة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانقلبت أحداث المعركة ، واضطرب جيش المسلمين وأخذوا ينسحبون من أرض المعركة، ثبت النبي عليه الصلاة والسلام ، في وجه المشركين وحوله قلة قليلة من الصحابة رضي الله عنهم، ومن بينهم سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، فكان عليه الصلاة والسلام يقول له: (ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وأُمِّي). وقد سجّل التاريخ فرار الأعداء وأشد الخصوم من أمامه في الكثير من المواقف الحاسمة، فقد كان عليه الصلاة والسلام، يتصدّى للمصاعب بإيمانٍ راسخ، وقلبٍ ثابتٍ، حتى إنّ علي بن أبي طالب رضي الله عنه، كان يقول: (كنَّا إذا احْمَرَّ البأسُ، ولقيَ القومُ القوم، اتَّقَينا برسولِ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، فما يكون منَّا أحدٌ أدنا مِنَ القومِ منهُ).
كان خلُقُه القرآن، يسخط لسخطه ويرضى لرضاه، لا ينتقم لنفسه ولا يغضب لها، إلا أن تُنتهَك حرُماتُ الله فيغضب لله. نموذج من أخلاق الرسول الأعظم محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) – أصداء يمانية. وكان صلى الله عليه وسلم أصدقَ الناس لَهجةً، وأوفاهم ذِمَّة، وألينهم عريكة، وأكرمهم عِشرة، وأشدَّ حياءً من العذراء في خِدْرِها، خافض الطرف، أكثرُ نظره التفكير، ولم يكن فاحشًا ولا لعانًا، ولا يجزي بالسيئة، ولكن يعفو ويصفح، من سأله حاجة لم يَردَّه إلا بها أو بميسور من القول، ليس بفظٍّ ولا غليظ، لا يقطع على أحد حديثَه حتى يتعدَّى الحق فيقطعه بنهي أو قيام. وكان صلى الله عليه وسلم يحفظُ جاره، ويُكرِمُ ضيفه، لا يمضي له وقت في غير عمل لله، أو فيما لا بد منه، يُحب التفاؤل ويكره التشاؤم، وما خُيِّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثمًا، يحب إغاثة الملهوف، ونصرة المظلوم. وكان صلى الله عليه وسلم يحب أصحابه ويشاورهم ويتفقدهم: فمَن مَرِضَ عادَه، ومن غاب دعاه، ومن مات دعا له، يقبل معذرة المعتذر إليه، والقويُّ والضعيف عنده في الحق سواء، وكان يُحدِّثُ حديثًا لو عدَّه العادُّ لأحصاه ( لفصاحته وتمهُّلهِ) وكان صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقًّا ( صدقًا) صلى الله عليه وسلم.
يعني -يمكن- يعني كثير من المتزوجين يمارسون فاحشة الزنا يزنون، ما تكفهم يعني ولا تعفهم زوجاتهم ما يستعفون بهن بل يزنون ويتركون الحلال إلى الحرام؛ ولهذا قال: "يريد العفاف" وقال سبحانه وتعالى: أنْ تَبْتَغُوا بِأمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ يعني تريدون الإحصان، تبتغون تطلبون النكاح بالأموال: وَأحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أنْ تَبْتَغُوا بِأمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أخْدَانٍ في الآية الأخرى. "وناكح يريد... " حق على الله، ثلاثة حق على الله. كلمة حق تدل على الوجوب، تدل على الوجوب؛ يعني واجب على الله عونهم، لكن هذا من الوجوب الذي هو من الله، أوجبه على نفسه، الرسول أعلم الخلق بالله يخبر بأن الله أحق على نفسه عون هؤلاء الثلاثة ثلاثة حق على الله عونهم واجب على الله عونهم. فإذا كان المخبر هو الرسول عليه الصلاة والسلام علمنا أن الله أوجب على نفسه عون هؤلاء: عون المجاهد، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح المتزوج الذي يريد العفاف يريد تحصين نفسه عن الحرام وتحصين زوجته، فهؤلاء حقيقون بالعون، الله تعالى أحق على نفسه أن يعينهم، وأيضا شرع يعني من عونه أن شرع إعانتهم، فينبغي للمسلمين إعانة المجاهد، وإعانة المكاتب، يساعد، يعطى من الزكاة أو من غير الزكاة، وكذلك الراغب في الزواج يعان من الزكاة، إذا كان الرجل لا يستطيع أن يتزوج يعطى من الزكاة، يعني في حدود الأمر الضروري، كالمهر الذي لا بد منه، والنفقات التي لا بد منها.
[١١] الإمام العادل كتب الحسن إلى عُمر بن عبد العزيز صفات الإمام العادل، وهي: أن يُقوّم كُلّ مائل، ويقصدهُ كُلّ مظلوم، ويُصلح الفساد، ويُقوّي الضعيف، ويُنصف المظلوم، ويُساعد المُحتاجين، ويُعامل رعيّته بِكُلّ رفق وشفقة، [١٢] كما أنّه يكونُ وقّافاً عند دين الله -تعالى- قي فعله وتركه، [١٣] ويكونُ عالماً بالحقّ، وعاملاً به، [١٤] مُراعياً لحقّ الله -تعالى- في نفسه، عادلاً بين رعيّته، [١٥] وقال الإمام الغزاليّ: إنّ الإمارة والخلافة من أفضل العبادات إذا كانت مقرونة بالعدل والإخلاص، فيرفعُ الله -تعالى- دعوة الإمام العادل ويستجيبها له.