في مقدمة الكتاب يقول د. المحص: وطنت نفسي منذ البدء في إعداد هذا البحث على أن نجاح البحوث العلمية، والوصول بها إلى الثمرة المرجوة تقيض من الباحث إقبالاً على البحث بلذة ومحبة، لا يعنيه الوقت الذي يبذل فيه، ولا الفناء الذي يلاقيه، ولذلك فإنني قد أقبلت على بحثي بعشق له، وهيام به، ولاسيما أن موضوعه من أشرف الموضوعات واسماها، فهو يتصل ـ كما نرى ـ تمام الاتصال، ويلتحم أشد ما يكون الالتحام بكتاب الله الحق الخالد الذي لا تنقضي عجائبه على مر العصور ومر الدهور. اعلانات المعلم - موقع اللغة العربية. أشرف الغايات ويضيف أنه يهدف من خلال هذا البحث إلى غاية من أشرف الغايات، وهي الدراسة الأدبية المتجددة، التي تدفع بالتفسير الجمالي للقرآن الكريم خطوة إلى الأمام بعيدة الأثر، وتكشف عن بعض وجوه الإعجاز البارز فيه وتسلط الأضواء على ما فيه من ملامح الحسن، ومعالم الجمال. لم يكذب أمير الشعراء أحمد شوقي حين قال: «إن الذي ملأ اللغات محاسناً... جعل الجمال وسره في الضاد»، ولا كذبت اللغة العربية حين قالت على لسان حافظ إبراهيم: «أنا البحر في أحشائه الدر كامن.. فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي؟» كلمات جميلة يوردها د. المحص في متناول تمهيده لموضوع الكتاب مؤكداً أن الحق سبحانه شاء أن يكون خاتم الأنبياء والمرسلين من الناطقين باللغة العربية، التي بلغت القمة في التعبير عن المعاني المختلفة.
وكذلك من الخصائص العامة، التي تميز هذا الأسلوب القرآني قدرته على إقناع العقل وإمتاع العاطفة في آن واحد، وفعالية المعجزة القرآنية وحيويتها بالقدر النسبي، الذي لكل جيل من عقل، بمعني أن كل جيل من الأجيال يرى في القرآن قمة ما وصل إليه العصر من معرفة، فالقرآن يفسره الزمان حقاً. القاهرة: وكالة الصحافة العربية تابعوا البيان الرياضي عبر غوغل نيوز
ويشير المؤلف في كتابه إلى أن المقصود من فصاحة اللفظة القرآنية، تلاؤم حروفها، وعدم تجافي مخارجها، وألا يكون فيها تكرار، ولا شذوذ، ولا وحشية، فكلمات القرآن ذاتها، على حسب البا قلاني في كتاب إعجاز القرآن، لها دلالتها وفصاحتها الخاصة. وأن تخيرها يدل على قدرة قائلها، وعلو بيانه، فإذا كانت المعاني البلاغية لجملة القول، ففي اختيار الألفاظ المتناسبة في موسيقاها، وفي نغمتها وفي رنتها قوية أو هادئة على حسب المقام، فللفظ دخل في الاختيار، موضحاً أن اللفظة القرآنية هي أفصح الألفاظ في أحسن نظم التأليف، وأن لها بلاغة خاصة بأدائها، عبرها وغنها، وبأصواتها الموسيقية. إن الذي ملأ اللغات محاسنا. وإذا كان الله تعالى قد اختار للقرآن ترتيلاً يبدو فيه نغمة ومده، ورنين ألفاظه، فلابد أن تكون ألفاظه قد اختيرت لمزية في كل كلمة، لا في مجموعها فقط، حيث إن ألفاظ القرآن غرة في كل كلام، وصورتها الفصيحة البليغة لها رونق، ومخارج حروفها لها روعة ذاتية، الآن ذلك من عند الله العزيز الحكيم، وكذلك هي جميلة على الوقع في السمع، وتتسق اتساقاً كاملاً مع المعنى، وتتسع دلالتها لما لا تتسع له عادة دلالات الكلام على لسان البشر. ويسلط د. المحص الضوء على مسألة مهمة تتعلق بالجمال في اللفظة القرآنية قائلاً: إن القرآن الكريم أبعد ما يكون عن التركيز عن البهرجة اللفظية، مع أنها عند البشر وسيلة جمالية لتحسين اللفظ، فالألوان البديعية، كالمقابلة والجناس ومراعاة النظير، ونحوها لا تذكر في كتاب الله إلا ملحظ بياني يوضح المعنى ويقويه، على شاكلة قوله تعالى: «إَّن مَع الُعُسِر يسراً» «الشرح:6».
ليس الشعر عند احمد شوقي إثارة للشعور ولا تعبير فردي، إنما هو تعبير اجتماعي، فنارةً نجد قصيدة عن اللغة العربية لأحمد شوقي ، وتاره يكتب قصائد في الاخلاق والاجتماع وكان بارعًا في الحكم والنقد الاجتماعي، وليس ذلك معناه ان شعره خالي من الاحاسيس، إلا انه من الشعراء الغيرير، لذلك ارتفع إلى القمة حين التفت إلى المواضيع الخارجية فهو عاش لغيره ولم يعش لنفسه.
فإذا انتقضت طهارته الصغرى، وكان قادرا على الوضوء، لزمه، ولم يصح تيممه. وهذا مبني على أصلين: الأول: أن التيمم رافع للحدث، وهو مذهب الحنفية، ورواية عن أحمد، ورجحه ابن تيمية وابن القيم وغيرهما. والتحقيق: أن التيمم رافع للحدث رفعا مؤقتا، إلى وجود الماء، أو القدرة على استعماله. قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله: "الذي يظهر من الأدلة: تعيّن القول الثالث؛ لأن الأدلة تنتظم به، ولا يكون بينها تناقض، والجمع واجب متى أمكن... والقول الثالث المذكور هو: أن التيمم يرفع الحدث رفعا مؤقتا لا كليا، وهذا لا مانع منه عقلا ولا شرعا، وقد دلت عليه الأدلة؛ لأن صحة الصلاة به، المجمع عليها: يلزمها أن المصلي غير محدث، ولا جنب ، لزوما شرعيا لا شك فيه. ووجوب الاغتسال أو الوضوء بعد ذلك ، عند إمكانه ، المجمع عليه أيضا: يلزمه لزوما شرعيا لا شك فيه: أنّ الحدث مطلقا لم يرتفع بالكلية. هل يتوضأ بعد الغسل من الجنابة - اسألينا. فيتعين الارتفاع المؤقت. هذا هو الظاهر "انتهى من "أضواء البيان" (2 / 60 - 65). الأصل الثاني: أن طهارته الكبرى لا تنتقض بالحدث، وهو مذهب الجمهور، خلافا للمالكية. قال الإمام محمد بن الحسن الشيباني رحمه الله تعالى: " قلت: أرأيت مسافرا أجنب، فحضرت الصلاة، فلم يقدر على الماء ليغتسل به، إلا أن عنده من الماء قدر ما يتوضأ به، ولا يستطيع أن يغتسل به: كيف يصنع؟ قال: يتيمم بالصعيد، ولا يتوضأ بذلك الماء.
كما ذكرنا كيفية الاغتسال وطرق الوضوء، وكل ما يتعلق بالطهارة لأن الله عز وجل يحب المتطهرين.
تنشيف الأعضاء بعد الوضوء أو الغسل مسألة اختلف فيها الفقهاء على قولين: الإباحة، والكراهة، والراجح من أقوال أهل العلم أنه يجوز التنشيف بل يستحب لمن احتاج إليه لخوف برد أو نحوه وهذا ما ذهب إليه جمهور الفقهاء الحنفية والمالكية والحنابلة ورواية عند الشافعية، والذي يدل على الإباحة الحديث الذي رواه ابن ماجه في سننه، وصححه الشيخ الألباني ""لما كان عام الفتح قام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى غسله فسترت عليه فاطمة ثم أخذ ثوبه فالتحف به" والذين قالوا بكراهة التنشيف بعد الوضوء استدلوا بحديث ميمونة قالت: "أدنيت لرسول الله صلى الله عليه وسلم غسله من الجنابة. فغسل كفيه مرتين أو ثلاثا. ثم أدخل يده في الإناء. ثم أفرغ به على فرجه، وغسله بشماله. ثم ضرب بشماله الأرض. فدلكها دلكا شديدا. ثم توضأ وضوءه للصلاة. ثم أفرغ على رأسه ثلاث حفنات ملء كفه. ثم غسل سائر جسده. تنشيف الأعضاء بعد الوضوء والغسل - فقه. ثم تنحى عن مقامه ذلك. فغسل رجليه. ثم أتيته بالمنديل فرده"، ولكن الذي استدلوا بهذا الحديث على كراهة التنشيف مردود عليهم بأن ترك النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يدل على الكراهة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد يترك المباح كما يفعله، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه تنشف بعد الغسل كما في حديث ابن ماجه السابق.
فقال: "إنَّما يَكفي أحدَكم أنْ يَحْفِنَ على رأسِهِ ثلاثَ حَفناتٍ". وأخرجه البخارى بلفظ قال: "أمَّا أنا فأُفرِغُ على رأسي ثلاثًا". وفى الأثر عن عائشة رضى الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتوضأ بعد الغسل. هل يجوز الصلاة بوضوء الاغتسال من الجنابة؟ - مقال. فظاهر هذه النصوص أن الغسل يجزىء فاعله للصلاة دون شرط الوضوء. ومن المعقول: أن موانع الجنابة أكثر من موانع الحدث، فدخل الأقل في نية الاكثر، وأجزأت نية الأكبر عنه. وهذا إنما يصح لو كان الغسل واجباً أما لو كان الغسل مسنونا أو للتنظيف فلا يجزء الغسل عن الوضوء. وقال الخرشي في شرح مختصر خليل: فإن اقتصر المتطهر على الغسل دون الوضوء أجزأه، وهذا في الغسل الواجب، أما غيره فلا يجزئ عن الوضوء، ولا بد من الوضوء إذا أراد الصلاة. الموضوعات المتعلقة
انتهى.. وصفة غسل الجنابة المستحبة قد تقدم بيانها في الفتوى رقم: 6133. ويجزئك هذا الغسل عن الوضوء وتصح الصلاة بعده مباشرة، إذا لم يصدر منك أثناء الغسل ما يبطل الوضوء كمس الذكر، أو حصول بعض ما ينقض الوضوء، وهذا ممكن إذا قمت بغسل الذكر قبل الشروع في الغسل، ثم أمسكت عن لمسه حتى يكتمل غسلك، وراجع التفصيل في ذلك الفتوى رقم: 128234. أما صومك فلا علاقة له بغسل الجنابة فهو صحيح ولو لم تغتسل من الجنابة إذا لم يصدر منك ما يبطله، ومبطلات الصيام تقدم ذكرها في الفتوى رقم: 7619. والله أعلم.