وكان بيتهم من الصغر والضيق بمكان دون بقية دور القرية، ولم يكن لديه أرض يفلحها إنما كان يعمل اجيرا يفلح للناس أرضهم بمقابل مادي، ثم توفى الله الرجل، وبقيت البنات وامهن، وتخرجت كبرى البنات وعملت معلمة في المرحلة الابتدائية آنذاك. هذه الأسرة أصبحت من الثراء بمكان (فجأة)، وباعوا بيتهم الصغير في القرية وانتقلوا إلى العاصمة حيث ابتاعوا بيتا بجوار بيت أسرة قريبي هذا في أحد احياء العاصمة. وقدر لقريبي هذا ان يتزوج من هذه المعلمة، وعندما سألها عن سبب النعمة التي هبطت عليهم فجأة؛ قالت كانت هناك صخرة ناتئة في طرف قصي من بيتنا القديم، هذه الصخرة ظلت على حالها لعقود من قبل ان يأتي والدي إلى القرية ويتزوج الوالدة ويشتري هذا المنزل الصغير. ياوطني قصيدة الشاعر فلاح السوادي. وعندما كبرنا امتلأت بئر المرحاض فلزمنا حفر بئر جديدة، لكننا لم نجد من يحفرها لارتفاع التكلفة بسبب هذه الصخرة، ولكونها المكان الأوحد للبئر الجديدة. وظللنا نرتاد منازل الجيران لقضاء الحاجة لأشهر، ولك أن تتخيل الإحراج الذي كنا نشعر به لأجل ذلك ونحن بنات، فما كان منا جميعا إلا أن قررنا حفر البئر لوحدنا بعيد مغرب كل يوم كي لايشعر الجيران بذلك، خشية الاثقال عليهم بالمساهمة المالية او حتى بالمساعدة، وعندما وصل الحفر إلى منتصف البئر الجديدة؛ إذا بنا نجد عرقا من الذهب يزن الكثير.
قال الشيخ الشعراوي في تفسير هذه الآية: إنها قرية لئيمة، ووجد العبد الصالح في القرية جدارا يريد أن يسقط وينقض فأقامه، واعترض موسى؛ لأن عنده حفيظة على أهل القرية فقد طلبا منهم طعاما فلم يطعموهما، وقال سيدنا موسى: إنك لو شئت لاتخذت عليه أجرا، لأن أهل القرية لئام، وما كان يصح أن تقيم لهم الجدار إلا إذا أخذت منهم أجرا. لقد غاب عن موسى ما لم يغيب الله سبحانه عن العبد الصالح، فبالله لو أن الجدار وقع وهم لئام لا يطعمون من استطعمهم، ثم رأوا الكنز المتروك لليتامى المساكين، فلا بد أنهم سيغتصبون الكنز. إذن فعندما رأيت الجدار سيقع أقمته حتى أواري الكنز عن هؤلاء اللئام، إذن فالعلة في هذه العملية هي الحماية لليتيمين، ولنلق بالا ولنهتم بملاحظ النص. لا بد أن العبد الصالح قد أقام الجدار بأسلوب جدد عمرا افتراضيا للجدار بحيث إذا بلغ اليتيمان الرشد وقع الجدار أمامهما؛ ليرى كلاهما الكنز، لقد تم بناء الجدار على مثال القنبلة الموقوتة بحيث إذا بلغا الرشد ينهار الجدار ليأخذ الكنز. إنه توقيت إلهي أراده الله؛ لأن والد اليتيمين كان صالحا، اتقى الله فيما تحت يده فأرسل الله له جنودا لا يعلمهم ولم يرتبهم ليحموا الكنز لولديه اليتيمين.
حُكم الدعاء بكفّارة المجلس وفضله إن حكم قول كفارة المجلس مندوب وذلك لفعل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وحرصه على التلفظ به بعد نهاية كل مجلس، وكان السلف الصالح يواظبون على هذا الذكر المبارك، فهو من الأمور المُستحَبّة؛ وبين النبي -عليه السلام- فضائل كفارة المجلس وهي: أنه إن كان كلام الجالس في هذا المجلس حسن فسيزيده الله من فضله احسانًا، وإن كان في كلامه إثم وسيئات فإن هذا الدعاء يكون كفارة له على صغائر ذنوبه، وأما الكبائر فتحتاج إلى توبة صادقة من الله تعالى.
الجليس السوء: وهو من كان سيء الاخلاق والدين، فينبغي للمسلم أن يحرص على الابتعاد عن مجالسته وقد شببه الرسول بنافخ الكير، ونافخ الكير هو الحداد والكير هو زق أو جلد غليظ ذو حافات، ويقوم الحداد بالنفخ فيه أثناء الصهر وهذا الكير يقوم بطرد الشوائب من الحديد عند النفخ، ويحدث أن تصيب هذه الصهارة من كان بمحيطه فيؤدي ذلك إلى أن يحترق ثوب من كان بجانبه، أو قد يؤدي ذلك إلى إيذاء من كان بجانبه من ريح الخبث التي تخرج من الحديد والكير، لذا شبه الرسول رفيق السوء بنافخ الكير الذى يصيب من حوله بالأذى. شاهد أيضًا: فضل دعاء لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين ذكرنا في هذا المقال دعاء الخروج من المجلس ووضحنا ما يقال في المجلس، كما ذكر الآداب والأحكام التي تتعلق بالمجالس فعلى المسلم أن يحافظ على أسرار المجالس، و أن يحترم الكبير في السن ويوقره، وان يفسح ويوسع المكان في المجالس وان يفشي السلام وبينا أنواع الجلساء وهم الجليس الصالح والجليس السوء.
"أبواب الله" حلقات يومية يحاور فيها تامر إسماعيل الداعية الشيخ أحمد الطلحى، حول أهم الموضوعات والقضايا الدينية من منظور السعى والوصول إلى أبواب الله ونيل رضاه ورحمته، وتتميز بالاختلاف فى طرح الأسئلة والإجابات، بما يلائم كل الأجيال والثقافات وبما يتناسب أيضًا مع جمهور السوشيال ميديا. كثير منّا يبدأون شهر رمضان الكريم بحماس كبير للطاعة والعبادة، ولكن بعد مرور الأيام الأولى تفتر الهمة ويقل الحماس وتتراجع مدة العبادة، حتى يعود الإنسان إلى ما كان عليه قبل رمضان، وقد لا تستمر فترة الحماس والنشاط فى العبادة حتى 10 رمضان، ويحدث ذلك مع كثيرين رغم وجود النية والرغبة الشديدة فى استكمال عبادة شهر رمضان بنفس الهمة والأداء، فى هذه الحلقة من أبواب الله نناقش أسباب حدوث ذلك والطرق المختلفة لمعالجة تلك الحالة. فضيلة الشيخ أحمد الطلحى، كيف يحافظ الإنسان على حماسه وهمته ورغبته فى أفضل أداء للعبادات فى شهر رمضان؟ هناك قاعدتان هامتان فى التعامل مع ذلك الأمر، القاعدة الأولى أن النفس البشرية ملولة، وتمل من تكرار أى شىء، ولذلك على المرء أن يغير من طريقة ومكان ونوع العبادة، فلو كان يصلى العشاء مثلا فى مسجد معين، فعليه أن يصلى فى مسجد أخر، وقبل أن يتسرب إلى قلبه الملل يغيره بمسجد أخر، وهكذا.