وظلت بلقيس تراود أفكار نزار حتى عاد مرة أخرى إلى العراق في مهرجان المربد الشعري بعد سبع سنوات، وألقى قصيدة أثارت شجون الحضور، وعلموا أنه يحكى فيها قصة حب عميقة، فتعاطف معه الشعب العراقي بأسره. وكتب في مطلعها: بلقيس الراوي مرحباَ يا عراق، جئت أغنيك وبعض من الغناء بكاء أكل الحزن من حشاشة قلبي والبقايا تقاسمتها النساء مما جعل العراقيون يتعاطفون معه ومنهم الرئيس العراقي الراحل أحمد حسن البكر الذي أرسل لخطبة بلقيس إلى نزار كل من وزير الشباب شفيق الكمالي ووكيل وزارة الخارجية شاذل طاقة وكلاهما شاعران، فوافق والدها بعد ذلك، و تزوجوا عام 1969، وهي زوجته الثانية بعد طلاقه من الأولى، وقد أنجبت له ولدين، هما عمر وزينب.
وبالفعل بدأ المخرج بركات جلسات عمل مع شادية وفريق العمل، وكان الفيلم يتطلب التصوير فى سوريا وتحديدا في مكان هادئ أقرب إلى الريف، وبالفعل سافر المنتج مراد رمسيس، وأبطال العمل شادية ومحمود قابيل، وحياة قنديل، ومحمود عبدالعزيز إلى سوريا، وبعد بحث طويل عثر مراد على بيت رائع أقرب إلى الفيلا، يصلح للمهمة، وعندما سأل عن صاحبه وكيفية تأجيره، علم من الرجل الذى يقيم فى البيت ويعمل كحارس، أن المنزل مملوك للشاعر الكبير نزار قبانى، وهو لا يؤجر منزله للعاملين فى السينما، وهكذا توقف التصوير مجددا.
[١] مقتل بلقيس لكنّ الحب يأبى إلا أن يختم قصته مع نزار قباني خاتمة سوداء ملؤها الحزن والألم، بعد أن قُتلت الحبيبة بلقيس التي رأى في موتها نزار قباني فاجعة فقد الأم، لتُقدم اليد القاتلة على تفجير سفارة العراق في بغداد في ديسمبر/كانون الأول عام 1981م وتغادر الحبيبة دون عودة.