وعن سعيد عن قتادة ، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا ينسى شيئا إلا ما شاء الله. وعلى هذه الأقوال قيل: إلا ما شاء الله أن ينسى ، ولكنه لم ينس شيئا منه بعد نزول هذه الآية. وقيل: إلا ما شاء الله أن ينسى ، ثم يذكر بعد ذلك فإذا قد نسي ، ولكنه يتذكر ولا ينسى نسيانا كليا. وقد روي أنه أسقط آية في [ ص: 18] قراءته في الصلاة ، فحسب أبي أنها نسخت ، فسأله فقال: " إني نسيتها ". وقيل: هو من النسيان أي إلا ما شاء الله أن ينسيك. تفسير سورة ( الأعلى ) الآية ( 7 ) – التفسير الميسر | موقع البطاقة الدعوي. ثم قيل: هذا بمعنى النسخ أي إلا ما شاء الله أن ينسخه. والاستثناء نوع من النسخ. وقيل: النسيان بمعنى الترك أي يعصمك من أن تترك العمل به إلا ما شاء الله أن تتركه لنسخه إياه. فهذا في نسخ العمل ، والأول في نسخ القراءة. قال الفرغاني: كان يغشى مجلس الجنيد أهل البسط من العلوم ، وكان يغشاه ابن كيسان النحوي ، وكان رجلا جليلا فقال يوما: ما تقول يا أبا القاسم في قول الله تعالى: سنقرئك فلا تنسى ؟ فأجابه مسرعا - كأنه تقدم له السؤال قبل ذلك بأوقات: لا تنسى العمل به. فقال ابن كيسان: لا يفضض الله فاك مثلك من يصدر عن رأيه. وقوله فلا: للنفي لا للنهي. وقيل: للنهي وإنما أثبتت الياء; لأن رءوس الآي على ذلك.
حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا سليمان بن حرب، قال: ثنا أبو هلال، قال: ثنا قتادة، في قوله ( يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى) قال: يعلم ما أسررت في نفسك، وأخفى: ما لم يكن هو كائن. حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، في قوله ( يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى) قال: أخفى من السرّ: ما حدّثت به نفسك، وما لم تحدث به نفسك أيضا مما هو كائن. حُدثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذ، قال: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله ( يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى) أما السرّ: فما أسررت في نفسك، وأما أخفى من السرّ: فما لم تعمله وأنت عامله، يعلم الله ذلك كله. وقال آخرون: بل معنى ذلك: إنه يعلم سرّ العباد، وأخفى سرّ نفسه، فلم يطلع عليه أحدا. * ذكر من قال ذلك:حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله ( يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى) قال: يعلم أسرار العباد، وأخفى سرّه فلا يعلم. إسلام ويب - تفسير القرطبي - سورة الأعلى - قوله تعالى سنقرئك فلا تنسى - الجزء رقم16. قال أبو جعفر: وكأن الذين وجهَّوا ذلك إلى أن السرّ هو ما حدّث به الإنسان غيره سرّا، وأن أخفى: معناه: ما حدّث به نفسه، وجهوا تأويل أخفى إلى الخفيّ. وقال بعضهم: قد توضع أفعل موضع الفاعل، واستشهدوا لقيلهم ذلك بقول الشاعر:تَمَنَّى رِجالٌ أنْ أمُوتَ وإنْ أمُتْفَتِلْكَ طَرِيقٌ, لَسْتُ فِيها بأوْحَدِ (6)والصواب من القول في ذلك، قول من قال: معناه: يعلم السرّ وأخفى من السرّ، لأن ذلك هو الظاهر من الكلام; ولو كان معنى ذلك ما تأوّله ابن زيد، لكان الكلام: وأخفى الله سرّه، لأن أخفى: فعل واقع متعدّ، إذ كان بمعنى فعل على ما تأوّله ابن زيد، وفي انفراد أخفى من مفعوله، والذي يعمل فيه لو كان بمعنى فعل الدليل الواضح على أنه بمعنى أفعل.
#أبو_الهيثم #مع_القرآن 3 0 1, 319
{سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنسَىٰ (6) إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۚ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَىٰ (7)} [الأعلى] { سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنسَىٰ}: بشارة من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم بأنه سيحفظ الوحي بقلبه فلا ينساه, وفي ذلك تخفيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم من خوف النسيان أو التقصير في بلاغ الحق, وما شاء الله أن ينسخه أو ينسيه لنبيه صلى الله عليه وسلم فلحكمة هو يعلمها اقتضتها حكمته. فالله تعالى يعلم السر والعلانية, ويعلم ما يصلح لعباده فهو يشرع ما أراد ويحكم بما شاء. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الأعلى - الآية 7. قال تعالى: { سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنسَىٰ (6) إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۚ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَىٰ (7)} [الأعلى] قال السعدي في تفسيره: { { سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى}} أي: سنحفظ ما أوحينا إليك من الكتاب، ونوعيه قلبك، فلا تنسى منه شيئًا، وهذه بشارة كبيرة من الله لعبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، أن الله سيعلمه علمًا لا ينساه. { { إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ}} مما اقتضت حكمته أن ينسيكه لمصلحة بالغة، { { إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى}} ومن ذلك أنه يعلم ما يصلح عباده أي: فلذلك يشرع ما أراد، ويحكم بما يريد.
تفسير قوله تعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)} تفسير قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2)} تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3)} تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (4)} تفسير قوله تعالى:{فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى (5)} قال أبو عبيدةَ مَعمرُ بنُ المثنَّى التيمي (ت: 209هـ): ( أأن أمرعت معزى عطية وارتعت....... تلاعا من المروت أحوى جميمها والأحوى: الشديد الخضرة). [نقائض جرير والفرزدق: 108] قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ): ( وغيث من الوسمي حُوّ تلاعه....... تمنع زهوا نبته وسوابله والحُوّ: من الأحوى وهو سواد إلى الخضرة، قال أبو جعفر: الحوة سواد الشفتين واللثة).
وقيل: إنه أريد أن لا طعام لهم أصلا، لأن الضريع ليس بطعام للبهائم، فضلا عن الناس، كما يقال: ليس لفلان ظل إلا الشمس، أي لا ظل له. وعليه يحمل قوله تعالى: (وَلا طَعامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ). فن التتميم: في قوله تعالى: (لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ).