5 أكتوبر 2018 03:59 صباحا قراءة دقيقتين د. عارف الشيخ في شهر رمضان الماضي من عام 1438ه الموافق لعام 2017 من الميلاد، قام بعضهم بعمل فبركة فقدم صورة للناس تبين أن أنواراً ملائكية أو الملائكة أنفسها تهبط من السماء على سطح الكعبة المشرفة. هذه الصورة الخداعة شوهدت في ليلة القدر التي يحييها المسلمون بقيام الليل وتلاوة القرآن والذكر والدعاء، فصدّق بعضهم الكذبة، ووزع المشهد عبر الرسائل الإلكترونية من غير استخدام عقل، وإلا فإن التصنع والتفبرك واضح، إذ كيف تنزل الملائكة بهذه الكثافة في ليلة القدر، في حين أن المشهور أن القرآن الكريم نزل جملة في ليلة القدر إلى السماء الدنيا ثم أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم خلال ثلاث وعشرين سنة، والله تعالى يقول: «نزل به الروح الأمين، على قلبك لتكون من المنذرين» (الآيتان 193-194) من سورة الشعراء». هل يظهر ملك الموت بهيئته الحقيقية للميت - أجيب. فوضع سورة القدر خلفية لنزول الملائكة على سطح الكعبة أو الحرم المكي يكذب المشهد، لأنه لا علاقة بين الصورة الملائكية والصورة الخلفية لليلة القدر التي تتحدث عنها السورة. وإزاء ذلك كان للأزهر رأي فيما شوهد، حيث يقول الدكتور عبدالمعطي بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر عميد كلية أصول الدين بالأزهر سابقاً: «إن الملائكة لا تُرى ولكن الناس يرون حقيقتها نوراً في أنفسهم، وإذا كانت لا ترى فكيف للكاميرات تصويرها؟».
لم يرد نص بخصوص ذلك ، ولكن الظاهر من الأحاديث أن ملك الموت لا يأتي بصورته الحقيقة عندقبضه روح الميت ، بل يأتي بصورة وهيئة أخرى بحسب حال المتوفى صلاحاً وفساداً ، فإن كان صالحاً جاءه في صورة جميلة مريحة مبشرة للميت ، وإن كان كافراً أو فاجراً جاءه بصورة قبيحة مخيفة مخوفة منذرة بما ينتظره من مصير! والهيئة الحقيقة لملك الموت لا يتحملها أصلاً المتوفى فهي هيئة عظيمة جليلة. وكذلك باقي الملائكة الذين يكونون مع ملك الموت والذين يأخذون روح المتوفى من ملك الموت بمجرد قبضه لها ويضعونها في الكفن ثم يصعدون بها ، فهؤلاء الملائكة كذلك لا يكونون على هيئتهم الحقيقية بل يكونون بحسب حال المتوفى صلاحاً وفساداً. والمتوفى يرى هؤلاء الملائكة بهذه الصورة ولا يراهم غيره من الحضور كما قال تعالى ( ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون).
رواه البخاري ( 8). 5. قصة اختبار الأبرص والأقرع والأعمى من بني إسرائيل ، وفيها أن ملَكاً بعثه الله على صورة بشر ليخبرهم. رواه البخاري ( 3277) ومسلم ( 2964). 6. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رَجُلًا زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى فَأَرْصَدَ اللَّهُ لَهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قَالَ أَيْنَ تُرِيدُ قَالَ أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ قَالَ هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا قَالَ لَا غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ. رواه مسلم ( 2567). وغير ذلك من الأدلة الصحيحة ، والتي يتبين من خلالها أنه يُمكن رؤية الملائكة لكن على الصورة التي أمرهم الله تعالى بالتشكل بها ، وحينها يراه كل من يقدر الله تعالى له رؤيته. ومن ادَّعى أنه يرى الملائكة على أصل خلقتها فهو كاذب أو واهم ، وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم جبريل على صورته الحقيقية وقد سدَّ الأفق له ستمائة جناح ، فمن ذا الذي زعم أنه رآه في ذلك الوقت ؟!