وراجع للفائدة الفتوى رقم: 4514 ، في أذكار النوم. والله أعلم.
ويستحب أن يضطجع على شقه الأيمن كما مر في الحديث الذي قبله. ومعنى " بِاسْمِكَ رَبِّي بِكَ وَضَعْتُ جَنْبِي ": بعونك وبفضل ذكر اسمك وضعت جنبي على فراشي، ولولاك يارب ما تحركت ولا سكنت، إذ لا حول لي ولا قوة إلا بك، فباسمك قامت السموات والأرض، وباسمك دبر أمرهما، وأمر من فيهما، وبك يارب أرفعه إن شئت، فلا راد لقضائك ولا معقب لحكمك. ثم يقول: " إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي " عندك ولم ترسلها فارحمها برحمتك الواسعة. " وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ " من عبادك يارب العالمين ويا رب العالمين ويا أرحم الراحمين. احفظ هذا الدعاء، والهج به قبل النوم، وأده بلفظه ما استطعت، وادع بالدعاء السابق في الحديث الذي قبله، وادع بما استطعت من الأدعية الواردة عند النوم، واقرأ من السور ما كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يقرأه، كآية الكرسي وخواتيم سورة البقرة، وسورة الإخلاص، وسورة الفلق، وسورة الناس، ولا تحدث شيئاً بعد الذكر يحول بينك وبين الحصول على فوائده التي ذكرناها في الحديث الذي قبله. بسم الله وضعت جنبي كلمات. ولا شك أن الذكر عند النوم ينفض عن الذاكرين ما في قلوبهم من دخل، فينامون علة فراش طاهر، وبجسد طاهر، وبقلب طاهر.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – قَالَ: قَالَ النبي اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ فَلْيَنْفُضْ فِرَاشِهِ بِدَاخِلَةَ إِزَارِهِ؛ فَإِنَّهُ لَا يَدري مَا خَلَفَهُ عليه، ثُمَّ يَقُول: بِاسْمِكَ رَبِّي بِكَ وَضَعْتُ جَنْبِي وَبِكَ أَرْفَعُهُ، إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ. * * * وهذا حديث آخر يرويه أبو هريرة عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يوصي فيه المسلم أن ينفض فراشه إذا أتاه لينام عليه بطرف ثوبه؛ حذراً من أن يكون فيه ما يخشى على نفسه منه، ثم يدعو الله عز وجل بهذا الدعاء المذكور. بسم الله وضعت جنبي تعيش. ومعنى: "أَوَى" يقصر الهمزة: أتى: أما "آوى: بالمد فهو فعل متعد إلى مفعول، تقول: أويت إلى فراشي، بالقصر، وآويت فلاناً إلى فراشي، بالمد، فافهم الفرق بينهما فإني رأيت الكثير من الخطباء والمتحدثين يخطئون في ذلك. و "داخلة الإزار" طرف السروال؟ويتحقق نفض الفراش بأي شيء يتم به التنظيف والإزالة. ويعلل النبي صلى الله عليه وسلم الأمر بنفض الفراش بقوله: "فَإِنَّهُ لَا يَدري مَا خَلَفَهُ عليه" أي: لا يدري ما حل فيه بعد أن تركه.