معنى آية: ولسوف يعطيك ربك فترضى ابن كثير في الآية الكريمة وعدٌ من الله -عزَّ وجلَّ- لنبيِّه الكريم بأنَّه سيُعطيه يوم القيامة حتى يُرضيه، وهذا العطاء والرضا سيكون في أمته، وفيما أعده له من الكرامة، ومن جملته نهر الكوثر المحفوف باللؤلؤ والذي طينه من المسك الأذفر. [١] لمعرفة من هو ابن كثير، يُمكنك الاطِّلاع على المقال الآتي: معلومات عن ابن كثير الطبري في قوله تعالى وعدٌ للرسول -صلى الله عليه وسلم- في العطاء الذي سيحصل عليه يوم القيامة والذي سيصل إلى حدِّ الرضا، وقد اختلف أهل العلم في هذا العطاء على أقوال، وفيما يأتي بيانها: [٢] أُعطي ألف قصرٍ في الجنة، وفي كلِّ قصر عددٌ من الأزواج والخدم. أُعطي ألف قصرٍ من لؤلؤ، وتربتهنَّ من المسك، وفيهنَّ ما يُصلحهنَّ. أُعطي وعدٌ بعدم دخول أحدٌ من أهل بيته إلى النار. لمعرفة منهج الطبري في التفسير، يُمكنك الاطِّلاع على المقال الآتي: معلومات عن كتاب تفسير الطبري البغوي وردت عدة أقوالٍ في العطايا التي وعدها الله -عزَّ وجلَّ- لنبيه، وفيما يأتي بيانها: [٣] أُعطي الشفاعة في أمته حتى الرضا. أُعطي الثواب العظيم. ولسوف يعطيك ربك فترضى 💚 - YouTube. أُعطي النصر والتمكين وكثرة المؤمنين. الرازي وعد الله -عزَّ وجلَّ- رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- في هذه الآية بالعطاء يوم القيامة حتى الرضا، وفي ذلك بيانٌ لمقدار التفاوات في الخيرية بين الدنيا والآخرة، فدلت أنَّ الآخرة أفضل من الدنيا بكثير، وفي خير الآخرة وعطائها ما لا تتسع له الحياة الدنيا.
هل ورد فضل في تكرار آية: ولسوف يعطيك ربك فترضى؟ هذه الآية ذات فضل عظيم كغيرها من آيات القرآن الكريم ، إلا أنه لم يرد في السنة النبوية أو كتب التفسير أو كتب علوم القرآن ، ما يدل على وجود فضل لتكرارها ، لكن يجوز تكرار آية معينة، ما لم يتخذ هذا الأمر عادة، فقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قام الليل كله بآية واحدة، [١] وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: "أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ردَّدَ آيَةً حتَّى أصبَحَ". [٢] [٣] هل ورد فضل في آية: ولسوف يعطيك ربك فترضى للحمل؟ القرآن الكريم شفاء للأرواح والأبدان، لقوله تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} ، [٤] لكن لا يوجد ما يدل أن لهذه الآية فضل مخصوص للحمل، ولا يوجد سورة أو آية معينة من القرآن يتم قراءتها لحصول الحمل، [٥] ولا يجوز تخصيص قراءة سورة أو آية معينة لحاجة من الحاجات من غير دليل. [٦] هل ورد فضل في آية: ولسوف يعطيك ربك فترضى للزواج؟ لا يوجد ما يدل على أن لهذه الآية فضل مخصوص للزواج، وليس هناك في القرآن سورة أو آية تختص في تيسير الزواج أو تعجيله، وعلى المسلم تقوى الله والتوكل عليه في تيسير الأمور من زواج وغيرها، [٧] ولا يجوز تخصيص قراءة سورة أو آية معينة لحاجة من الحاجات من غير دليل.
تحققت مكانة النبي صلى الله عليه وسلم، عند الله تعالى في آيات جليلة وسور عديدة من القرآن الكريم منها سورة الضحى التي توقف الشارحون والمفسرون أمامها طويلاً وما ذكر في سبب النزول، أن الوحي كان قد تأخر عن النبي صلى الله عليه وسلم بضعة عشر يوماً. وقيل: كانت المدة سنتين ونصف السنة، والأول هو الأعم والأصح، فقالت قريش، إن محمداً ودعه ربه وقلاه (أي أبغضه). كما قيل: إن النبي صلى الله عليه وسلم ترك قيام الليل لعذر نزل به، فتكلمت امرأة في ذلك كلاماً، قيل إنها "أم جميل" بنت حرب، امرأة أبي لهب. وقيل: بل تكلم به المشركون عند فترة الوحي. فنزلت سورة الضحى: "والضحى. والليل إذا سجى. تفسير قوله تعالى: (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى). ما ودعك ربك وما قلى. وللآخرة خير لك من الأولى. ولسوف يعطيك ربك فترضى. ألم يجدك يتيماً فآوى. ووجدك ضالاً فهدى. ووجدك عائلاً فأغنى. فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر. وأما بنعمة ربك فحدّث". ولعل سورة الضحى، خير شاهد على مكانة النبي صلى الله عليه وسلم عند الله سبحانه وتعالى، لأنها تتضمن في حقيقتها وواقع نزولها وجوهاً عظيمة من تكريم الله عز وجل لنبيه الأكرم، تماماً كما تتضمن مختلف وجوه التنويه به، ومختلف وجوه تعظيمه إياه، ما جعل الشرّاح والمفسرين من علماء وفقهاء، يسهبون في جلاء مكانة النبي الأكرم عند الله تعالى حتى حدود الإشفاق عليه، تعظيماً وتقديراً وتكريماً له.
ولكي يَظهَرَ لك وجهٌ آخرَ مِن الإعجَازِ قَارِن قَولهُ تَعالى: ﴿ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ﴾ بقولِهم: (سيُعطِيكَ فلانٌ حتى يُرضِيك).. لترى أنَّ كلمةَ (فَتَرْضَى) أعمُّ وأشملُ وأوسَعُ من كلمةِ (يُرضِيكَ).. وأنَّ الفاءَ تفيدُ سُرعةَ وقُربَ تَحقُّقِ الرِّضَا. حقًا إنَّهُ ﴿ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ [فصلت: 42].. ﴿ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 82].
إننا نحتاج جيلاً واثقًا بنفسه، قدراته، طموحاته، جيلاً يَعْلم بأنَّ ما تحقق لوطنه، والأجيال السابقة عليه، وكل أفراد مجتمعه، يحتاج مضاعفة عمل، كوجهٍ من أوجه الشكرِ البيِّن، على نعمة العَطَاء الذي يرفل فيه الجميع اليوم.
• وعن واثلةَ بنِ الأسقع: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أُعْطِيت مكان التوراة السَّبْعَ ، وأُعْطِيت مكان الزبور المَئِينَ، وأُعْطِيت مكان الإنجيل المَثَانِيَ ، وفُضِّلْتُ بِالمُفَصَّلِ)) [6]. السَّبْع: السور السبع الطوال، المئِينَ: السور التي زادت آياتُها عن مائة، المَثَانِيَ: قيل سورة الفاتحة، بِالمُفَصَّلِ: السور التي عدد آياتها قليل، وهي السُّبع الأخير من القرآن. فهذا من بعض ما أعطاه ربُّه فأرضاه، فكيف بنا ونحن مَن اتَّبَعْنا دينَه؟ فحريٌّ بنا أن يلقانا عند الحوض وهو راضٍ عنَّا. المصادر: 1- الجامع الصحيح المختصر (صحيح البخاري): محمد بن إسماعيل، أبو عبدالله البخاري الجعفي، دار ابن كثير، اليمامة، بيروت، الطبعة الثالثة (1407 – 1987)، تحقيق: د. مصطفى ديب البغا. 2- صحيح مسلم: مسلم بن الحجاج، أبو الحسين القشيري النيسابوري، دار إحياء التراث العربي، بيروت، تحقيق: محمد فؤاد عبدالباقي. 3- المجتبى من السنن ( سنن النسائي الصغرى): أحمد بن شعيب، أبو عبدالرحمن النسائي، تحقيق: محمد ناصر الدين الألباني. 4- مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبو عبدالله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني، تحقيق: شعيب الأرناؤوط وآخرون، مؤسسة الرسالة، الطبعة الثانية (1420هـ، 1999م).