ت + ت - الحجم الطبيعي ذكر الله سبحانه وتعالى (الرمان) في ثلاث آيات من سورتي الرحمن والأنعام، وأخبر سبحانه وتعالى أن الرمّان من فاكهة الجنة فقال عز وجل: (فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ) (الرحمن: 68)، وقال بعض العلماء: ليس الرمان والنخل من الفاكهة، لأن الشيء لا يعطف على نفسه إنما يعطف على غيره وهذا ظاهر الكلام. وقال آخرون: إنما كررها لأن النخل والرمان كانا عند العرب في ذلك الوقت بمنزلة رفيعة لعمومهما وكثرتهما عندهم فهما أعظم الثمار نماء، من المدينة إلى مكة إلى أرض اليمن، فأخرجهما في الذكر من الفواكه وأفرد الفواكه على حدتها. وقيل: أفردا بالذكر لأن النخل ثمره فاكهة وطعام، والرمان فاكهة ودواء.
أما ( النخل) فقد دلت التحاليل الكيميائية على أن التمر يحتوى على نسبة مرتفعة من السكريات ( 76 تقريبا)، ويستفيد الجسم من التمر في إنتاج طاقة عالية وسعر حراري كبير، علاوة على ما يحتوى عليه من عناصر الكلسيوم والحديد والفسفور وكميات من الفيتامينات الواقية من مرض البلاجرا، مما يجعل التمر غذاء كاملاً. وأما ( الرمان) فيحتوى لبه وعصيره على نسبة مرتفعة من حمض الليمونيك الذي يساعد بتأثيره على تقليل أثر الحموضة في البول والدم، مما يكون سببًا في تجنب مرض النقرس، وتكوين حصى الكلى، كما أن عصير الرمان به نسبة لا بأس بها من السكريات السهلة الاحتراق والمولدة للطاقة، كما أن به مادة عفصية قابضة تقي الأمعاء مما يصيبها من إسهال، كما أن قشور سيقان أشجار الرمان تستخدم في القضاء على الدودة الشرطية ».
قال: ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن زيد بن أسلم ، عن وهب الذماري قال: " بلغنا أن في الجنة نخلا جذوعها من ذهب ، وكرانيفها من ذهب ، وجريدها من ذهب ، وسعفها كسوة لأهل الجنة ، كأحسن حلل رآها الناس قط ، وشماريخها من ذهب ، وعراجينها من ذهب ، وثفاريقها من ذهب ، ورطبها أمثال القلال ، أشد بياضا من اللبن والفضة ، وأحلى من العسل والسكر ، وألين من الزبد والسمن. وقوله: ( فبأي آلاء ربكما تكذبان) يقول: فبأي نعم ربكما تكذبان. يقول: فبأي نعم ربكما التي أنعمها عليكم - بهذه الكرامة التي أكرم بها محسنكم - تكذبان. وقوله: ( فيهن خيرات حسان) يقول - تعالى ذكره -: في هذه الجنان الأربع - اللواتي اثنتان منهن لمن يخاف مقام ربه ، والأخريان منهن من دونهما المدهامتان - خيرات الأخلاق ، حسان الوجوه. [ ص: 75] كما حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ( فيهن خيرات حسان) يقول: في هذه الجنان خيرات الأخلاق ، حسان الوجوه. حدثنا ابن عبد الأعلى قال: ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة في قوله: ( خيرات حسان) قال: خيرات في الأخلاق ، حسان في الوجوه. حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قوله: ( فيهن خيرات حسان) قال: الخيرات الحسان: الحور العين.