[28] الدهقان: رئيس القرية ورئيس الإقليم والقوي على التصرف مع شدة خبرة ومن له مال وعقار والتاجر، والجمع: دهاقنة ودهاقين. انظر: إبراهيم مصطفى ـ أحمد الزيات ـ حامد عبد القادر ـ محمد النجار: المعجم الوسيط، تحقيق: مجمع اللغة العربية، دار الدعوة، 1/ 300. شبكة الألوكة. [29] وكيع الضبي: أخبار القضاة، 1/ 349. [30] صلاح الصفدي: الوافي بالوفيات، 9/ 263. [31] الدينوري: المعارف، 1/ 467، والزركلي: الأعلام، 2/ 33. [32] حاجي خليفة: سلم الوصول إلى طبقات الفحول، تحقيق: محمود عبد القادر الأرناؤوط، أكمل الدين إحسان أوغلي، مكتبة إرسيكا، إستانبول، تركيا، 2010م، 1/ 355.
قضى أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز ليلة من الليالي ساهرًا مسهدًا ، ولم يستطيع أن ينام في هذه الليلة البادرة ، فلقد كان مشغولًا في تلك الليلة بأمر اختيار قاضٍ للبصرة ، ويكون شخصًا يأتمنه ، ويقيم بين الناس عدل الله ، ويحكم بما أُنزِلَ في القرآن والسنة ، ولا يخشى في الحق لومة لائم. كان أمير المؤمنين رحمه الله في حيرة من أمره بين شخصين لم يستطع أن يختار منهما ، فكان عندما يجد بأحدهما ميزة على الآخر وجد بالآخر ما يلاقي هذه الميزة ؛ فكلاهما كانا يتمتع بالتفقه في الدين ، والصلابة في الحق ، والفطنة ، والعمق في الفكر. وعند الصباح دعا عمر بن عبد العزيز والي العراق عُدي بن أرطاة ، وسأله أن يجمع بين بينهما ويكلمهما في أمر القضاء وأن يختار أحدهما ، اجتمع عُدي بـ إياس بن معاوية والقاسم بن ربيعة ، وقال لهما ما سأله فيه أمير المؤمنين فما كان من كل منهما إلا أن يُفِضَل صاحبه على نفسه ، حتى استقر بهما الرأي على إياس بن معاوية المُزنِيُّ. موسى بن نصير - ويكيبيديا. مولده ونشأته: ولد إياس بن معاوية بن قُرَّة المُزنيُّ سنة 46هـ في منطقة اليمامة بنجد ، وانتقل مع أسرته إلى البصرة وفيها نشأ وتعلم ، وكان يتردد على دمشق في أوائل صباه ، وأخذ من العلم ما استطاع ممن أدركه من الصحابة الكرام ، وأكابر التابعين.
ثم استخلف موسى ابنه عبد الله على القيروان ، وعبر إلى الأندلس في رجب 93 هـ. [38] بعد نزوله الأندلس، سلك موسى طريقًا غير الذي سلكه طارق، وافتتح مدن شذونة وقرمونة وإشبيلية وباجة وماردة. ثم ثار أهل إشبيلية على حاميتها من المسلمين وقتلوهم، فأرسل لهم موسى ولده عبد العزيز فأعاد فتحها، ومنها افتتح عبد العزيز لبلة. [39] ثم سار موسى يريد دخول طليطلة، فلقيه طارق في طلبيرة ، وأنّبه على مخالفته له في بعض الأمور ثم سارا معًا إلى طليطلة، ثم أرسل من افتتح سرقسطة ومدنها. [40] وفي عام 95 هـ، جاءت رسل الخليفة الوليد تدعو موسى بالقدوم عليه، فخرج موسى ومعه طارق بن زياد ومغيث الرومي يريدون دمشق ، واستخلف ولده عبد العزيز مكانه الذي اتخذ من إشبيلية قاعدة له. معلومات عن القاضي إياس بن معاوية - مقال. [41] ووفد موسى ومعه طارق على الخليفة سليمان بن عبد الملك بعد وفاة الوليد عام 96 هـ. [42] وتقول الروايات العربية، أن سليمان راسل موسى يطالبه بأن يتأنى في القدوم، رغبة منه في أن يدخل عليه في صدر خلافته، وقد كان الوليد في مرض موته، إلا أن موسى رفض، وجدّ في السير، وهنا تختلف الروايات فبعضها يقول بأنه أن أدرك الوليد قبل موته، [42] والبعض يقول أنه وصل دمشق بعد أن أصبح سليمان خليفة.
وقد ورد عن إياس أنه قال ما غلبني أحد قط سوى رجل واحد، وذاك أني كنت في مجلس القضاء بالبصرة، فدخل عندي هذا الرجل وشهد أن البستان الفلاني هو ملك فلان، فقلت له: كم عدد شجره فقال: منذ كم يحكم سيدنا القاضي في هذا المجلس، فقلت: منذ كذا، فقال: كم عدد خشب سقف المجلس، فقلت له: الحق معك وأجزت شهادته[27]. رُوي أن دهقانًا[28] أتى مجلس إياس بن معاوية فقال له: يا أبا وائلة، ما تقول في المسكر؟ قال: حرام؛ قال: وما حرَّمه وهو تمر وماء، فقال له إياس: أرأيت لو أخذت كفًا من ماء فضربتك به، أكان يوجعك، قال: لا، قال: أفرأيت لو أخذت كفًا من تراب فضربتك به، أكان يوجعك، قال: لا؛ قال: أفرأيت لو أخذت كف تبن فضربتك به، أكان يوجعك، قال: لا؛ قال: أفرأيت لو أخذت التراب ثم طرحت عليه التبن، وصببت عليه الماء، وجعلته في الشمس حتى يبس ثم ضربتك به، أكان يوجعك، قال: نعم، ويقتلني، قال له إياس: هكذا شأن الخمر، فهو حينما جُمعتْ أجزاؤه خُمِّر فأصبح حرامًا[29]. قال إياس بن معاوية في العام الذي مات فيه: رأيت في المنام كأني وأبي على فرسين فجريا معًا فلم أسبقه ولم يسبقني، وقد عاش أبي ستًا وسبعين سنة وأنا فيها، فلما كان آخر لياليه قال أتدرون أي ليلة هذه استكملت فيها عمر أبي ونام فأصبح ميتا[30]، فكانت وفاته في سنة 122هـ= 740م[31]، وله من العمر ست وسبعون سنة مثله مثل أبيه[32].
قال له وإذا أتيت بكمية من الطين وضربتك بها فهل هذا يؤلمك؟، فقال الرجل لا. قال له القاضي وإذا أحضرت الرمال وضربتك بها، هل هذا يؤلمك؟، فقال له الرجل لا. فقال له القاضي إياس بن معاوية، وماذا إذا أحضرت كل هذه الأشياء وخلطهم معًا، وتركتهم في الشمس حتى يجفوا تمامًا، ثم ضربتك بهم، فهل هذا يؤلمك؟ قال الرجل نعم، قال له القاضي هذا هو ما يفعله الخمر بالجسم، استغرب الرجل من ذكاء وفطنة القاضي إياس بن معاوية المزني وقدرته على الإقناع. 2- قصة الرجل المؤتمن في الكوفة كان هناك رجل يعرف عنه الأمانة في الكوفة، كان الجميع يذهبون إليه ليودعوا عنده الأمانات من الأموال والأبناء، إذا أحسوا باقتراب الموت. ذات يوم ذهب رجل إلى هذا الرجل المؤتمن في الكوفة، وأودع عنده بعض الأموال، وعندما ذهب ليطالبه بهم، أنكر الرجل أنه استلم منه شيء. ذهب الرجل إلى القاضي إياس بن معاوية ليشتكي إليه هذا الرجل المؤتمن في الكوفة، ويطالب بإيجاد حل له. طلب منه القاضي أن يذهب إلى هذا الرجل، ويخبره أن ينوي أن يقدم شكوى إلى القاضي إياس، وبالفعل ذهب الرجل وفعل ذلك. بعدها أرسل القاضي رسول إلى هذا الشخص في الكوفة، ليخبره أن القاضي إياس بن معاوية يريد أن يراه لأمر ما.