في شهر رمضان المبارك تصفو القلوب، وتجدد النوايا، ويصدق العزم، وتتطلع النفوس لمعالي خصال الخير والعطاء، والبذل والعبادة، والعاقل من استنفد وقته وجهده في استثمار فرص الزمان.
زواجها من النّبي الكريم تأثّرت السّيدة خديجة رضي الله عنها بخلق النّبي عليه الصّلاة والسّلام، وقد عرضت عليه الزّواج، وقيل إنّها بعثت امرأة اسمها نفيسة كي توصل تلك الرّسالة للنّبي الكريم، وبعد زواجها من النّبي كلّفته رضي الله عنها بإدارة أموالها وتنظيم حملاتها التّجارية لما وجدته فيه من صفات الأمانة والصّدق. وقوفها مع النّبي الكريم في دعوته وقفت السّيدة خديجة رضي الله عنها مع النّبي الكريم في دعوته من ابتداء نزول الوحي عليه مرورًا بحصار قريش لبني هاشم في شعاب مكّة حتّى وفاتها رضي الله عنها، فقد ثبّتت النّبي وأزاحت عنه الخوف والهمّ عندما أتاه الوحي وهو يتعبّد في غار حراء، وقد جلت كلماتها عنه كلّ ما وجد لتعطيه حنان الأمّ الذي افتقده منذ أن توفيّت أمّه صغيراً. وفي حصار قريش لبني هاشم وقفت رضي الله عنها مع زوجها متحمّلةً آلام الحصار لا تشتكي ولا تئن لذلك. حب النبي لها ووفائه لذكراها أحبّها النّبي عليه الصّلاة والسّلام حبًّا شديدًا ولم يتزوّج غيرها إلاّ بعد أن توفيت رضي الله عنها، وقد بقي ذكرها في قلبه ولم تفتأ صورتها تغيب عنه حتّى في أشدّ اللّحظات وأصعبها، ومن كثرة ذكرها غارت لذلك إحدى أمهات المؤمنين وهي السّيدة عائشة رضي الله عنها فتكلّمت بكلامٍ عنها أغضب النّبي فوقف مدافعًا عنها حينما قال والله ما أبدلني الله خيرًا منها لقد واستني بمالها حينما حرمني النّاس، وصدّقتني حينما كذّبني النّاس، وآمنت بي حينما كفر بي النّاس، ورزقني الله منها الولد، رضي الله عنها وأرضاها.
من أوائل المسلمات التى شرح الله صدرها إلى الإيمان، كما شهدت الهجرتين الأولى من مكة إلى الحبشة والثانية من مكة إلى المدينة، مات زوجها وظلت وحيدة تعول 4 أيتام بلا كفيل أو معيل، راضية بقضاء الله وقدره، حتى عوضها الله عز وجل بحبيبه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، حلقة اليوم من حلقات «حكايات بيت النبوة» عن سادس زوجات النبى، إنها السيدة أم سلمة رضى الله عنها وأرضاها. السيدة أم سلمة هى هند بنت أبى أمية بن المغيرة المخزومى التى تنتمى لأحد أكبر وأعتى القبائل، التى اشتهرت بالكفر وكانت من أشد القبائل محاربة للإسلام، لكن أسرتها الخاصة التى تتكون من أمها وأبيها وإخوتها كانوا من المسلمين بحق، الذين أحبوا الإسلام وقدموا له الكثير. زواج أم سلمة من النبى صلى الله عليه وسلم.. عندما وصلت هند بنت أبى أمية سن الزواج تزوجت بابن عمتها عبدالله بن عبد الأسد بن هلال بن مخزوم، الذى كان من أحب الصحابة على قلب رسول الله، أحبته وتعاهدا على الاستمرار سويا وعلى خدمة الدين الإسلامى، فأنجبت منه 4 أبناء، وهاجرت معه الهجرة الأولى إلى بلاد الحبشة، وعند الهجرة الى المدينة المنورة منعها أهلها من الهجرة مع زوجها، ثم خلّوا سبيلها فأخذت ولدها وارتحلت، حتى لقيت عثمان بن طلحة بالتنعيم فأوصلها إلى يثرب، وأراد الله أن يجمعها بزوجها وابنها ولكن لم يدم طويلا لوفاة زوجها.
مات زوجها وظلت أم سلمة تعول 4 أيتام بلا كفيل أو معيل، تقدم لخطبتها أبى بكر الصديق فرفضته، ثم تقدم عمر بن الخطاب فرفضته، حتى تقدم لها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبلت على الفور، ودخلت بيت النبوة وصارت من أمهات المؤمنين. صاحبة الرأى والمشورة.. لم تكن أم سلمة مجرد زوجة وربة بيت بل كانت صاحبة رأى ومشورة، حيث كان النبى صلى الله عليه وسلم يستحسن رأيها ويأخذ به، فقد كانت نموذجا للمرأة صاحبة العقل الصائب، والفضل فى حفظ كيان الجماعة من التصدع، ففى يوم الحديبية دخل عليها رسول الله يشكو إليها عدم إجابة المسلمين لمطلبه حين أمرهم بالنحر والحلق، فقالت للنبى: يارسول الله.. اخرج فلا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر ذبيحتك، وتدعو حالقك فيحلقك، فخرج رسول الله وفعل بمشورتها فما كان من المسلمين إلا أن نحروا وحلق بعضهم لبعض، وبذلك حلت المشكلة. دعا لها النبى بنزع الغيرة من قلبها.. تعود قصة دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأم سلمة بأن ينزع الله الغيرة من قلبها، عندما تقدم لخطبتها النبى الكريم وصارحته بغيرتها قائلة: مرحبا، أخبر رسول الله أنى غيرى «شديدة الغيرة»، وأنى مصبية «ذات أولاد صغار»، وليس أحد من أوليائى شاهد.
[1] زواج النبي من خديجة ومكانتها عنده أعجبت السيدة خديجة بأخلاقه صلى الله عليه وسلم، لذلك أرسلت السيدة نفيسة بنت منية لتعرف لها بعض الأخبار عنه، وقد ذهبت السيدة نفيسة لتسأل رسول الله عن سبب عدم زواجه، فأجابها عليه صلوات الله وسلامه أنه لا يملك ما يعينه على الزواج، ثم سألته عن موافقته للزواج من سيدة ذات نسب وشرف، فوافق صلى الله عليه وسلم، وتزوج من السيدة خديجة. تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم من السيدة خديجة قبل بعثته بخمسة عشر عام، وقد كانت تبلغ هي من العمر أربعين عام، وكان عمره حينها خمسة وعشرين عام، وعاش معها رسول الله ولم يتزوج سواها قط إلى أن توفاها الله، وكانت تمتلك مكانة كبيرة عند الرسول، فكانت نعم الزوجة والرفيقة، وساعدتها بمالها ونفسها من أجل نشر الإسلام. شاهد أيضًا: كم كان عمر الرسول عندما تزوج خديجة.. في أي عام تزوج الرسول من خديجة أولاد النبي من خديجة بنت خويلد أنجبت السيدة خديجة رضي الله عنها جميع أولاد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ولده إبراهيم الذي أنجبته السيدة مارية القبطية، وهم: القاسم: أول أولاد النبي من السيدة خديجة، وقد توفاه الله في عمر صغير، وكان الرسول يكنى به، فكانت كنية الرسول أبا القاسم.