تاريخ النشر: الأربعاء 10 جمادى الأولى 1424 هـ - 9-7-2003 م التقييم: رقم الفتوى: 34546 8090 0 344 السؤال لقد سافرنا إلى بلد عربي حيث زرنا جدتي وكانت مريضة ولا يوثق بكلامها إذا كان صحيحا أم لا فأتت جارتها عندنا وطالبتنا بنقود أعطتها لجدتي وجدتي تقول إنها لم تأخذ مالاً منها وهي متوفاة الآن والجارة تقول أنها بنت البيت بهذه النقود فهل نصدق الجارة في كلامها ونعطيها النقود أم لا ولا يوجد لدينا دليل على صحة كلامها؟ وجزاكم الله خيراً. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فالمنازعات والخصومات مرجعها في هذا الباب إلى قاعدة: البينة على المدعي واليمين على من أنكر. فعلى هذه المرأة أن تثبت ما تدعيه فإن لم تكن عندها بينة تثبت بها ذلك، فتحلفون أنتم على عدم العلم بذلك وتذكرون إنكار جدتكم لذلك، هذا هو ما يلزمكم قضاءً إذا كانت جدتكم قد تركت ميراثًا. البينة على من ادعى واليمين على من أنكر | أ.د علي جمعة | حديث الروح - YouTube. لكن إذا غلب على ظنكم صدق هذه المرأة وكذب جدتكم فإننا ننصحكم بأن تعطوها حقها من ميراث الجدة، فإن لم يكن لها ميراث وأردتم التبرع بذلك فهو أمر حسن. والله أعلم.
مقالات متعلقة تاريخ الإضافة: 23/8/2015 ميلادي - 9/11/1436 هجري الزيارات: 212707 شرح قاعدة: البينة على المدعي واليمين على من أنكر [1] البينة: هي الشهادة العادلة التي تؤيِّد صدق دعوى المدعي، ولأن الشهادة تفيد بيانًا، سُمِّيت بينة [2]. الدعوى: هي طلب أحد حقه من آخر في حضور الحاكم. ويقال للطالب: المدعِي. وللمطلوب منه: المدعَى عليه. المدَّعَى: هو الشيء الذي ادعاه المدعِي. حديث البينة على المدعي - موقع مقالات إسلام ويب. اليمين: هو تأكيد الحالف لخبره بالقسم باسم الله. المدعِي: هو الذي يدعي خلاف الظاهر، ويثبت الزيادة. معنى القاعدة: إذا ادَّعى مدَّعٍ على آخرَ بحق بحضور الحاكم، والمدعَى عليه أنكر دعوى المدعِي، فالحاكم يطلب من المدعِي بينةً على دعواه، فإذا عجز عن إتيان البينة، يحلف المدعَى عليه. وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((لو يعطى الناسُ بدعواهم، لادَّعَى رجال أموالَ قومٍ ودماءَهم، ولكن البينة على المدعِي، واليمين على مَن أنكر)) [3]. [1] شرح مجلة الأحكام: م: 76 ص: 66، القواعد للندوي: 400. [2] انظر التعريف الثاني للبينة: 87. [3] البيهقي: 10 /252، رقم الحديث: 20976. مرحباً بالضيف
متن الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لو يُعطى الناس بدعواهم ، لادّعى رجالٌ أموال قوم ودماءهم ، لكن البيّنة على المدّعي واليمين على من أنكر) حديث حسن رواه البيهقي وغيره هكذا ، وبعضه في الصحيحين. الشرح جبل الله النفس على الضعف ، كما قال تعالى: { وخلق الإنسان ضعيفا} ( النساء: 28) ، وهذا الضعف يشمل الضعف النفسي ، والضعف البدني ، وقد يصبح الضعف في بعض الأحيان مولداً للأخلاق الرديئة ، والصفات الذميمة ، حتى يقود الإنسان إلى أن يدّعي على أخيه ما ليس من حقّه ، فيزعم أنه قد أخذ له مالاً ، أو سفك له دماً ، أو أخذ أرضا ، بدعوات كثيرة ليست مبنية على دليل أو برهان ، بل هي تهم باطلة قائمة على البغي والعدوان. ولو كانت الموازين البشرية أو مقاييسها هي المرجعية فيما يقع بين الناس من اختلاف ، لعمت الفوضى ، وانتشر الظلم ، وضاعت حقوق الناس ، وأُهدرت دماء واستبيحت أموال بغير حق ، لكن من رحمة الله أنه لم يترك الناس هملا ، ولم يكلهم إلى أنفسهم ، بل شرع لهم من الشرائع ما هو كفيل بتحقيق العدل والإنصاف بين الناس ، وما هو سبيل لتمييز الحق من الباطل ، بميزان لا يميل مع الهوى ، ولا يتأثر بالعاطفة ، ولكنه راسخ رسوخ الجبال ، قائم على الوضوح والبرهان.
موقع مـداد علمي شرعي ثقافي غير متابع للأخبار و المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
Follow @hekams_app لا تنسى متابعة صفحتنا على تويتر
ومن هذا المنطلق أورد الإمام النووي رحمه الله هذا الحديث ، ليكون أصلا في باب القضاء بين الناس ، إذ هو منهج يجب أن يسير عليه كل من أراد أن يفصل بين خصومات الناس ، ليعود الحق إلى نصابه وأهله ، ويرتدع أصحاب النفوس المريضة عن التطاول على حقوق غيرهم. إن هذا الحديث يبيّن أن مجرد ادعاء الحق على الخصم لا يكفي ، إذا لم تكن هذه الدعوى مصحوبة ببينة تبين صحة هذه الدعوى ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لكن البيّنة على المدّعي). وتعريف البيّنة: اسم جامع لكل ما يظهر الحق ويبيّنه ، وعلى هذا فهناك أمور كثيرة يصدق عليها هذا المعنى ، فمن ذلك: الشهود ، فعندما يشهد الشهود على حق من الحقوق فإن ذلك من أعظم البراهين على صدق المدّعي ، ومن هنا أمرنا الله بالإشهاد في الدَّيْن حفظا لهذا الحق من الضياع فقال: { واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى} ( البقرة: 282). ومن البينات أيضا: إقرار المدعى عليه ، وهو في الحقيقة من أعظم الأدلة على صحة الدعوى ، كما ذكر ذلك الفقهاء ، ومن هذا الباب أيضا: القرائن الدالة على القضية ، وفهم القاضي للمسألة باختبار يجريه على المتخاصمين ، إلى غير ذلك من أنواع البيّنات.