ومرت الأيام، وجاء ثلاثة من الأسرى للرسول صلى الله عليه وسلم ، فأعطى اثنين منهم للمسلمين؛ فاتخذوهما كخادمين، وبقى واحد. فجاءت فاطمة بنت النبى صلى الله عليه وسلم تطلب خادمًا؛ لكى يساعدها، ويخفف عنها متاعب العمل، فرفض صلى الله عليه وسلم أن يمنحه لها؛ لأنه وعد به أبا الهيثم- رضى الله عنه – من قبل. وقال كيف بموعدى لأبى الهيثم؟)، وآثره بالخادم على ابنته؛ لأنه صلى الله عليه وسلم كان حريصًا على الوفاء بعهده ووعده. أبو جندل بن سهيل خان. سادسا: نذر ووفاء كانت امرأة عمران عقيمًا لاتجلد، فدعت الله -تعالى-أن يرزقها بمولود، فاستجاب الله -عز وجل-دعاءها، فحملت. فنذرت أن تجعل هذا المولود خادماً لبيت المقدس. قالت: رب إنى نذرت لك ما فى بطنى محررًا فتقبل منى إنك أنت السميع العليم، ولم تكن امرأة عمران تعلم نوع ال جن ين الذى فى بطنها؛ ذكرًا كان أم أنثى فلما وضعتْها قالت رب إنى وضعْتُها أنثى والله أعلم بما وضعتْ. وبرغم ذلك، عزمت امرأة عمران على أن توفى بنذرها، فسمت المولودة مريم، وأعاذتها وذريتها بالله من الشيطان الرجيم، وفرَّغتها للعبادة وخدمة بيت الله، فتقبل الله-تعالى-مريم، وأنبتها نباتًا حسنًا، وجعلها من الصالحات القانتات العابدات، وجعلها من سيدات نساء أهل الجنة.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقِنا عذابَ النار، سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
نزول سورة الفتح وفي طريقه(صلى الله عليه وآله) إلى المدينة المنوّرة نزلت عليه سورة الفتح: (إِنّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا)(۱۱). قال الإمام الصادق(عليه السلام): «فما انقضت تلك المدّة حتّى كاد الإسلام يستولي على أهل مكّة)(۱۲). وقال أنس بن مالك: لمّا رجعنا من غزوة الحُديبية وقد حيل بيننا وبين نسكنا، قال: فنحن بين الحزن والكآبة، قال: فأنزل الله عزّ وجلّ: (إِنّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا…). فقال نبي الله(صلى الله عليه وآله): «لقد أُنزلت عليَّ آية أحبّ إليَّ من الدنيا وما فيها)(۱۳). ــــــــــــــــــــــــــ ۱٫ الفتح: ۲۷٫ ۲٫ تفسير مجمع البيان ۹ /۱۹۴٫ ۳٫ الفتح: ۱۸٫ ۴٫ إعلام الورى بأعلام الهدى ۱ /۲۰۴٫ ۵٫ أعيان الشيعة ۱ /۲۹۶٫ ۶٫ المصدر السابق. أبو بصير؛ أوفى الذِّمّة ولم يُذعِن! - استعيدوا خيرية الأمة. ۷٫ إعلام الورى بأعلام الهدى ۱ /۲۰۵٫ ۸٫ الممتحنة: ۱۰٫ ۹٫ بحار الأنوار ۲۰ /۳۳۷٫ ۱۰٫ تفسير مجمع البيان ۹ /۱۹۸٫ ۱۱٫ الفتح: ۱۱٫ ۱۲٫ مناقب آل أبي طالب ۱ /۱۷۵٫ ۱۳٫ جامع البيان ۲۶ /۹۱٫