الخطبة الأولى: الحمد لله الذي من علينا بشريعة الإسلام، وشرع لنا ما يقرب إليه من صالح الأعمال، الحمد لله الذي أنعم علينا بتيسير الصيام والقيام، وجعل ثواب من فعل ذلك تكفير الخطايا والآثام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو الجلال والإكرام، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أفضل من صلى، وزكى، وحج، وصام، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان، وسلم تسليما كثيرًا. أما بعد: فإن الله -تعالى- جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكّر أو أراد شكورًا، فالليل والنهار هما خزائن الأعمال، ومراحل الآجال، يودعهما الإنسان ما قام به فيهما من عمل، ويقطعهما مرحلةً مرحلةً حتى ينتهي به الأجل، فاتقوا الله عباد الله، وانظروا ماذا تودعونهما، فستجد كل نفس ما عملت، وتعلم ما قدمت وأخرت، في يوم لا تستطيع به الخلاص مما فات: ( يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ * بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ)[القيامة:13-15].
ويا ابن آدم عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، البر لا يبلى والذنب لا ينسى، والديان لا يموت، وكما تدين تدان..
وهناك كثير من الآراء الفقهية حول هذا الموضوع. من جهة أخرى يسمي بعض المسلمين الجمعة الأخيرة من رمضان بالجمعة الحزينة إن وقع فيها مصاب جلل أو حدث كارثي مؤلم، ونرى كثيرا من الفلسطينيين يسمون يوم الجمعة 25/2/1994 م بالجمعة الحزينة وذلك لوقوع مجزرة الحرم الإبراهيمي ضد المصلين المسلمين في فجر آخر يوم جمعة من شهر رمضان المبارك. موكب في مصر وبالرغم من ذلك يبدو أن آخر جمعة من رمضان لها معنى خاص لدى عدد كبير من المسلمين، وكان العرف أن يصلي أهل كل بلد آخر جمعة في رمضان في مسجد مخصوص، فأهل مصر يصلُّونها في جامع عمرو بن العاص، وأهل? فلسطين يصلّونها في المسجد الإبراهيمي،? أو المسجد الأقصى.... ففي مصر تم الحفاظ? على تقليد يعود ـ على الأقل ـ إلى العهد الفاطمي، حيث يتوجه رأس الدولة لصلاة? الجمعة الأخيرة في جامع عمرو بالفسطاط، بوصفه أقدم المساجد في مصر. ادعية اخر جمعة في رمضان 2022 مكتوبة وبالصور | سواح هوست. وكان ذلك يتم في? موكب رسمي، يزين فيه الناس الشوارع التي يمر فيها الموكب. وتكررت الحالة طبقا للروايات في العصر العثماني، ويروى أنه كان هناك موكب آخر غير الموكب الرسمي، يتم فيه? استعراض أشكال كبيرة من الحلوى يصاحبه الخيالة وضاربو الطبول. ويقال إن الخليفة الفاطمى كان يصلي أيام الجمع الثلاث الأخيرة في رمضان على الترتيب التالي: الجمعة الثانية في جامع الحاكم والثالثة في الجامع الأزهر أما الرابعة " الجمعة اليتيمة" فكان يؤديها في جامع عمرو بالفسطاط ويذاع عقبها بلاغ رسمي عرف "بسجل البشارة" وآخر ليلة من الشهر الكريم كان القراء والمنشدون يحيونها بالقصر الشرقي الكبير والخليفة يستمع من خلف ستار وفي نهاية السهرة كان الخليفة ينثر على الحاضرين دنانير الذهب.