رواه أبو داود والترمذي [9]. والتَّحْريش بين الحيوانات مُجانِبٌ للرِّفق بها، لأن معناه (( الإغراء، وتهييجُ بعضِها على بعض، كما يفعل بين الجِمال، والكِباش، والدُّيوك، وغيرها، ووجْهُ النَّهْيِ أنَّه إيلامٌ للحيوانات، وإتعابٌ لها بدون فائدة، بل مجرَّد عَبَث [10]. [1] أبو داود: الجهاد - باب ما يؤمر به من القيام على الدوابِّ والبهائم (2548). [2] عون المعبود (( 7: 158)). [3] البخاري: كتاب أحاديث الأنبياء - باب (54) حديث (3482)، ومسلم: كتاب السلام - باب تحريم قتل الهرة 4: 1760 حديث 151 (2242(. حديث عن الرفق بالحيوان. [4] البخاري: كتاب الشرب والمساقاة - باب فضل سقي الماء (2363)، ومسلم: كتاب السلام – باب فضل ساقي البهائم المحترمة وإطعامها 4: 1761 حديث 153 (2244). [5] مسلم: كتاب السلام – باب فضل ساقي البهائم المحترمة وإطعامها 4: 1761 حديث 154 (2245). [6] مسلم: كتاب البر والصلة والآداب – باب فضل الرفق 4: 2004 حديث 79 (2593). [7] مسلم: كتاب الإمارة – باب مراعاة مصلحة الدواب في السير... 3: 1525 (1926). [8] شرح صحيح مسلم)) 13: 69. [9] أبو داود: كتاب الجهاد – باب في التحريش بين البهائم (2562)، والترمذي: كتاب الجهاد – باب ما جاء في كراهية التحريش... (1708)، ثم أخرجه الترمذي (1709) مرسلاً، وحكى أنه الأصح، ثم قال: (( وفي الباب عن طلحة وجابر وأبي سعيد وعِكْراش بن ذُؤَيب)).
الرفق بالحيوان وامتناع الملائكة من البيت الذي فيه كلب - إسلام ويب - مركز الفتوى
انتهى. وذهب بعض العلماء إلى أنها لا تدخل بيتا فيه كلب يحرم اقتناؤه فقط، قَالَ الْخَطَّابِيُّ: وَإِنَّمَا لَا تَدْخُل الْمَلَائِكَة بَيْتًا فِيهِ كَلْب أَوْ صُورَة مِمَّا يَحْرُم اِقْتِنَاؤُهُ مِنْ الْكِلَاب وَالصُّوَر، فَأَمَّا مَا لَيْسَ بِحِرَامٍ مِنْ كَلْب الصَّيْد وَالزَّرْع وَالْمَاشِيَة وَالصُّورَة الَّتِي تُمْتَهَن فِي الْبِسَاط وَالْوِسَادَة وَغَيْرهمَا فَلَا يَمْتَنِع دُخُول الْمَلَائِكَة بِسَبَبِهِ، وَأَشَارَ الْقَاضِي إِلَى نَحْو مَا قَالَهُ الْخَطَّابِيُّ. كما ذكر النووي عنهم ذلك. الرفق بالحيوان وامتناع الملائكة من البيت الذي فيه كلب - إسلام ويب - مركز الفتوى. وكذا رجحت اللجنة الدائمة للإفتاء بالسعودية هذا القول ففي سؤال لها: لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة. السؤال: من كان يربي الكلب للضرورة مثل حراسة الدجاج، فما رأي الدين في ذلك؟ فأجابت بقولها: من اقتنى كلبا لصيد أو حراسة كان ذلك جائزا له، فلا يمنع الملائكة من دخول البيت. انتهى. ثم إن الحيوانات المباحة التي يمكن تربيتها والإحسان إليها كثيرة، فلماذا لا يمتثل المسلم أمر نبيه صلى الله عليه وسلم ويقلد غير المسلمين في اقتناء الكلاب لمجرد الزينة، وليس لسبب مشروع يبيح اتخاذ الكلب كما سبق فيما ذكرنا من أحاديث؟!
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالإحسان إلى الحيوان مطلوب شرعا، وهذا من محاسن الدين الإسلامي يقول صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فِي كُلّ كَبِد رَطْبَة أَجْر. رواه البخاري ومسلم. قال النووي: مَعْنَاهُ فِي الْإِحْسَان إِلَى كُلّ حَيَوَان حَيّ بِسَقْيِهِ وَنَحْوه أَجْر، وَسُمِّيَ الْحَيّ ذَا كَبِد رَطْبَة، لِأَنَّ الْمَيِّت يَجِفّ جِسْمه وَكَبِده. فَفِي الْحَدِيث الْحَثّ عَلَى الْإِحْسَان إِلَى الْحَيَوَان الْمُحْتَرَم، وَهُوَ مَا لَا يُؤْمَر بِقَتْلِهِ. فَأَمَّا الْمَأْمُور بِقَتْلِهِ فَيَمْتَثِل أَمْر الشَّرْع فِي قَتْله،.. إلى أن قال: وأما المحترم فيحصل الثَّوَاب بِسَقْيِهِ وَالْإِحْسَان إِلَيْهِ أَيْضًا بِإِطْعَامِهِ وَغَيْره سَوَاء كَانَ مَمْلُوكًا أَوْ مُبَاحًا، وَسَوَاء كَانَ مَمْلُوكًا لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ. وَاللَّهُ أَعْلَم. انتهى. من شرح صحيح مسلم. وكلام الإمام النووي السابق يوضح للسائل الكريم أن مفهوم الرفق بالحيوان بالنسبة للمسلم يجب أن يكون نابعاً من دين الله تعالى، فهو إحسان وفق ضوابط شرعية وليس كما يهوى الإنسان، والكلب كحيوان يرفق به في حدود الضوابط الشرعية، ولا يعني هذا أن يصبح فردا من أفراد العائلة، كما يفعل السفهاء في غير البلاد الإسلامية ومن يقلدهم في بلادنا، بل هو عند بعض الأفراد أهم من الأولاد والأحفاد، وما خبر من ترك ملايين الدولارات لكلبه وحرم منها أولاده وأحفاده عنا ببعيد!!