قلت: فحاصل القول - والله أعلم - أن الرقية تجوز بشروط: 1- أن تكون الرقية بكتاب الله وأسمائه وذكره. 2- أن تكون باللسان العربي، أو بما يُعرف معناه من اللغات الأخرى، وهذا في الرقية بالذكر لا القرآن؛ إذ القرآن يُتعبد بتلاوة لفظه. 3- أن يعتقد أن الرُّقية لا تُؤثرُ بذاتها؛ وإنما هي سببٌ من الأسباب لا تأثير لها إلَّا بإذن الله عز وجل. 4- أن تخلو من الشِّرك، أو المُحرَّم، أو البدعة، أو ما يُفضي إلى ذلك. شروط الرقية المشروعة هي - موقع محتويات. ♦♦♦♦ وهل يشترط الرقية بالعربية، فلا تجوز بالعجمية؟ سبق ذكر اشتراط بعض أهل العلم لجواز الرُّقية أن تكون بالعربيَّة؛ فلا تجوز بالعجمية، وقد وقفتُ على نص كلام بعض العلماء على هذا؛ كمالِك، وأبي عبيد القاسم بن سلام، وبعض المالكيَّة وبعض الحنابلة، وعند المالكية وجهٌ بالجواز إذا تكرَّر منه النفع. • قال ابن عابدين رحمه الله [8]: إنَّما تُكره العوذةُ إذا كانت بغير لسان العرب. • وقال ابن الحاج رحمه الله [9]: وقد قال مالكٌ رحمه الله في الرُّقى بغير العربية: وما يُدريك لعله كُفرٌ؟! فكُل ما حاك في صدر الإنسان من هذا وما أشبهه، فيتعينُ تجنُّبه. • وقال النووي رحمه الله [10]: قال أبو عُبيدٍ: وأما الرِّقاءُ والتمائمُ، فالمُرادُ بالنهي ما كان بغير لسان العربية، بما لا يُدرى ما هو.
الشرط الثاني لاستخدام الرقية الشرعية في التداوي هو الإيمان واليقين التام بأن الله تعالى هو الشافي وأن القرآن كلام الله تعالى هو سبب من أسباب الشفاء لأن الله تعالى أنزله لنا شفاءً ورحمة، فمن المفاهيم الخاطئة عن الرقية أن يعتقد البعض أن القرآن هو الشافي في ذاته وهذا أمر يجب إنكاره. والشرط الثالث أن تكون بما لا يخالف الشرع، فلا يجوز استخدام التمائم أو التولة أو غيرها، أو أي شيء أخر فيه شبهة شرك، فالبعض يستخدم قطع من قماش أوورق أو دلايات منقوش عليها كلمات وبعضها يكون مكتوب فيه آيات من القرآن ويسميها حجاب أو حتى خرزات زرقاء ، ويقوم بتعليقها بنية حمايته من العين أو من الشيطان، وكل تلك الأمور منهي عنها بل إن استخدامها هو منكر عظيم يجب أن يتوب فاعله، وعن ابن مسعود قال" سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: إن الرقى والتمائم والتولة شرك". ولا يجوز نهائيًا الاستعانة بأي شخص يستعين بالجن حتى لو كان من الجن الصالح، فالمولى عز وجل قد أخبرنا في سورة الجن، أنه ذم البشر الذيم استعانوا بالجن في قوله تعالى"وأنه كان رجالًا من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقًا". الرقية الشرعية : شروط الرقية الشرعية. حكم طلب الرقية من الآخرين إن خير من يرقي هو الإنسان يرقي نفسه، فقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يرقي نفسه بالمعوذتين، عن طريق النفث في كفيه ثم يقرأ المعوذتين ويمسح وجهه بيده وأيضًا يمسح جسده حتى تظهر اثار الرقية الشرعية على الجسم.
أعراض العين والحسد إن الحسد حق وقد ذكره المولى عز وجل في القرآن الكريم في عدة مواضع، منها سورة الفلق، وفي قوله تعالى في سورة النساء" أم يحسدون الناس على ما أتاهم من فضله، فقد آتينا آل إبراهيك الكتاب والحكمة واتيناهم ملكًا عظيمًا ، فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرًا". ولا يجب أن ينتظر الإنسان لتظهر عليه علامات أعراض العين والحسد لكي يحصن نفسه بآيات من الذكر الحكيم والذكر فقد قل ابن القيم " إن العبد إذا تعرف إلى الله تعالى بذكره في الرخاء، عرفه في الشدة" ، لذلك من الواجب أن نقرأ القرآن ونذكر الله تعالى عز وجل بآيات وأدعية تحصين المسلم وأذكار الصباح والمساء، وأيضًا تحصين الاطفال بكتاب الله عز وجل. ومن العلامات التي قد تدل على أن الإنسان مصاب بالعين أو الحسد أن تظهر عليه بعض الألام الجسدية مثل آلام المفاصل أو العظام أو بعض العلامات أو الطفح على الجلد، ومن علامات الإصابة بالعين أيضًا العصبية والشعور بعدم الرغبة أو النفور من الأهل أو من الدراسة وقد يشعر الإنسان بثقل دائم في رأسه أو أنه لا يشعر بمن حوله، وقد يشعر بوجود غشاوة على عينيه. وعند العلاج بالرقية قد يشعر المريض باختفاء تلك الأعراض لفترة قليلة ثم تعود، وهذا دليل على أنه لم يشفى بعد بل يحتاج لمزيد من العلاج، أما إذا شعر بزوال تلك الأعراض بشكل نهائي فهي علامة شفاء بإذن الله تعالى.
اشترط العلماء رحمهم الله لجواز الرقية شروطًا؛ ومن كلامهم في هذا: • قال ابن عبدالبر رحمه الله: "لا أعلم خلافًا بين العُلماء في جواز الرُّقية من العين، أو الحُمة، وهي لدغةُ العقرب، وما كان مثلها، إذا كانت الرُّقية بأسماء الله عز وجل، ومما يجوزُ الرَّقْي به، وكان ذلك بعد نُزول الوجع والبلاء، وظُهور العلة والداء". • وقال أبو الوليد الباجيُّ رحمه الله: "وقد أجرى الله تبارك وتعالى العادةَ بأن يَبرَأ من ذلك بالاسترقاء، كما أجرى العادة بأن يَبرأ من الأدواء المخصوصة بأدويةٍ مخصوصةٍ... ولا خلاف في جواز ذلك بأسماء الله تعالى، وكتابه، وذكره". • ونقل ابن الحاج عن القرطبي رحمه الله قال: "هذا مذهبُ الجُمهور من العُلماء والأئمَّة من الفُقهاء في إباحة الدواء والاسترقاء وشُرب الدواء". • وقال النوو رحمه الله: "وقد نقلوا بالإجماع على جواز الرُّقى بالآيات وأذكار الله تعالى، قال المازريُ: جميعُ الرُّقى جائزةٌ إذا كانت بكتاب الله أو بذكره". • وقال ابن حجر رحمه الله: "وقد أجمع العُلماءُ على جواز الرُّقى عند اجتماع ثلاثة شُروطٍ: 1- أن يكون بكلام الله تعالى، أو بأسمائه وصفاته. 2- وباللسان العربي، أو بما يُعرفُ معناه من غيره.