تأبى الكرة مفارقة قدميك، وتأبى جماهير ليفربول أن تفارقها! الابداع يا عرب وفقط الابداع جعل عقارب ساعة بيغ بن تخشى لدغات محمد صلاح. الابداع يا عرب وفقط الابداع جعل نهر التايمز في لندن يتلمس لمسات محمد صلاح. الإبداع يا عرب وفقط الإبداع يقشع الضباب عن عاصمة الضباب ويصنع من رذاذ المطر هناك أجمل قوس قزح! وما احوجنا نحن العرب الى الابداع في هذا الزمن الرديء؟! أجمل ما قيل عن الموهبة والإبداع - موضوع. ويا داخل مصر هناك ألف مثلك، ويا محمد صلاح هيهات شعري: أمن ألف عربي مثلك بخلقك الرفيع؟ أمن ألف عربي مثلك بتواضعك الوديع؟ أمن ألف عربي مثلك بفنك الكروي البديع؟ أمن ألف عربي مثلك بإبداعك المنيع؟ كيف لا وموهبتك الكروية لا تقل شأنا عن موهبة نجيب محفوظ الادبية، وعبقريتك الكروية لا تنخفض مستوى عن عبقرية أحمد زويل العلمية، ومقامك الكروي لا يدنو مقاما عن مقام شعر أمير الشعراء أحمد شوقي، وأنت امير الملاعب، وإمارتك شرعية لا تمسها الظنون قيد أنملة، فقد بايعك كتَاب كرة القدم الإنجليزية أميرا على ملاعبهم. وإذا كانت مصر هبة النيل فأنت هبة مصر يا محمد صلاح، وإذا كانت أهرامات الجيزة ثلاثة فأنت الهرم الرابع. لله درك يا ابن النيل! لله درك يا سليل الفراعنة!
وإذا كان التوقف عند النجاح الأول خطرا باعتباره الرافعة الأولى والوحيدة للاستدامة في المشهد الإبداعي، فإن الأخطر منه ما تولّد من صورة خارجيّة لدى بعض المتلقين.. صورة هي المعادل لـ "الحب القاسي" الذي يحجّم المبدع في ثمرة البداية التي جرّبها وخبر مذاقها، فاستطابها وخزّنها في ذاكرته في هيئةٍ محدّدة، ينغّص عليه أن تطالها يد التحوّل. للشاعر إبراهيم نصرالله نصّ قصير يجسّد هذه المكابدة للمبدع من جمهوره: "مثل أيِّ قنطرةٍ أو مدينة غالباً ما يريدك الآخرون كما تعرّفوا عليك للمرة الأولى" وهذا يعني أن المبدع عليه أن يحارب على جبهتين؛ أن يخرق سلطة النجاح الأوليّة، وأن يتمرد على سلطة تلقيه التي تحبسه في إطار معهوديّتها وتظن أن أية خلخلة ـ لذلك الإطار ـ إنما هي ضعف وارتخاء وفشل، وتكاد تأخذ به صيحة العودة إلى أصالته ومنابعه الحقيقية. الجرأة على التجاوز وعدم الاطمئنان، عافية العمل وحُسن الإصغاء إلى نداء التحوّل والتغيير؛ هو ما يجعل الموهبة تغادر حصونها في مغامرة البرق والرعد والانفجار.
وقد مرت عمارة الجامع بمراحل عديدة إذ جرت عليه تجديدات خلال حكم الدولة الزيادية وفي عام 832 هـ 1428م عمره الأمير سيف الدين برقوق الظاهري وفي عهد السلطان عامر بن عبد الوهاب هدم الجامع سنة 897 هـ 1491م وأعيد بناؤه من جديد حيث أولى السلطان عامر الناحية العلمية اهتماما كبيرا واهتم بعمارة المباني الدينية وكان التعليم في زمنه يتم فيها إذ كثير ما كان الطلبة يتجمعون بجامع الأشاعر لقراءة صحيح البخاري كما احتفل بختم القرآن فيه سنة 916 هـ 1510م. لقد أنشئت في مدينة زبيد العديد من المساجد والمدارس الدينية والتي درس فيها بجانب علوم الفقه واللغة علوم الطب والفلك والزراعة والكيمياء والجبر والحساب والمساحة وغيرها من العلوم. فقد كان لزبيد مدينة العلم والعلماء السبق العلمي من بين مدن اليمن، فقد نشأت فيها أول مدرسة في اليمن وكان ذلك في أواخر حكم الدولة الأيوبية 569- 626 هـ 1173-1229م. صور الاطفال اليمن مع العلم اليمني. وأيام الملك المعز إسماعيل ابن طغتكين بن أيوب حيث شرع ببناء أول مدرسة في زبيد عام "594 هـ-1197م وسميت بالمدرسة المعزية ثم انتشرت المدارس بشكل سريع أيام الدولة الرسولية "626-858 هــ 1229- 1454م. احتلت مدينة زبيد مركزاً ثقافياً عالي المستوى في الربع الأخير من القرن الثامن الهجري بعد أفول أو تضاؤل أهمية المراكز الفكرية والثقافية في العالم الإسلامي مثل بغداد ودمشق والقاهرة وأُحصيت المؤسسات الثقافية فيها في أواخر القرن الثامن الهجري فبلغت مائتين وبضعاً وثلاثين موضعاً على ما صرح به الخزرجي "ت812هـ" ومن بعده ابن الديبع الشيباني "944هـ" وهذا العدد يشير بجلاء إلى أهميتها من الناحية الفكرية في الحقبة التي تولى فيها الملك الأشر ف إسماعيل الغساني "803هـ" أمور الدولة الرسولية.
ولعل غياب العلم اليمني عن لقاء دبلوماسي ودولي ويجمع أيضا بين صديقين حميمين تجمعهما ببعض روابط عدة لا يأتي من باب الصدفة البتة.. ولكم التحليل.. (حتى في صالة الطعام استخسرتم العلم الجمهوري يا محمد.. شاهد الصور)