من أبلغ الآيات التي تحدثت عن العلاقة الزوجية وعن حق المرأة في حال الانفصال، قوله تعالى: "فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان"، "فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف"، حفظت الآيتان حق الزوج في الاختيار وحفظتا وجوبا كرامة المرأة وحقوقها كزوجة أو طليقة. القاعدة الحادية والأربعون: إمساكٌ بمعروفٍ أوْ تسريحٌ بإحسانٍ | موقع المسلم. الحياة الزوجية عمادها المودة والرحمة، وأحد أهدافها الإعفاف وسد الاحتياجات الطبيعية، لكن يحدث اليوم استمرار الحياة الزوجية على الرغم من الانفصال العاطفي بين الزوجين، وتمضي أيامهما في غربة وصمت أو في شتات بين بيت الزوجية وبيت الأهل، فقط للاستمرار في ذات الشكل الاجتماعي أو خوفا من تبعات الطلاق، وقد ينتهي المطاف بالزوجة إلى القضاء كطريق لا تتمناه للبت في حالها. نعم، الأصل في عقد الزواج التأبيد، لكن مع استحالة العشرة يكون الانفصال هو المقدم على الاستمرار، ولا يوجد ما يبيح للرجل تعليق زوجته وتركها متذبذبة، فلا هي أخذت حق الزوجية كاملا ولا هي خرجت من ذمته فتسعى لحياة أخرى كريمة. ولأن العصمة في الزواج بيد الرجل، كان حل تلك العصمة المنعقدة بيده، وكان العبء الأكبر عليه في رسم مسار تلك الحياة بالاستمرار أو الفراق، وكلا الأمرين شرطهما إكرام المرأة وإعزازها، وعدم إيذائها بالمن عليها وظلمها بمساس شيء من حقوقها المالية والنفسية والعاطفية والاجتماعية.
وقَوْلُهُ تَعالى: ﴿فَإنْ خِفْتُمْ ألا يُقِيما حُدُودَ اللهِ﴾ المُخاطَبَةُ لِلْحُكّامِ والمُتَوَسِّطِينَ لِمِثْلِ هَذا الأمْرِ وإنْ لَمْ يَكُنْ حاكِمًا، وتَرْكُ إقامَةِ حُدُودِ اللهِ هو اسْتِخْفافُ المَرْأةِ بِحَقِّ زَوْجِها وسُوءِ طاعَتِها إيّاهُ. قالَهُ ابْنُ عَبّاسٍ، ومالِكُ بْنُ أنَسٍ، وجُمْهُورُ الفُقَهاءِ، وقالَ الحَسَنُ بْنُ أبِي الحَسَنِ، وقَوْمٌ مَعَهُ: إذا قالَتْ لَهُ لا أُطِيعُ لَكَ أمْرًا، ولا أغْتَسِلُ لَكَ مِن جَنابَةٍ، ولا أبَرُّ لَكَ قَسَمًا، حَلَّ الخُلْعُ. تفسير فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ - إسلام ويب - مركز الفتوى. وقالَ الشَعْبِيُّ: ﴿ألا يُقِيما حُدُودَ اللهِ﴾ مَعْناهُ: ألّا يُطِيعا اللهَ، وذَلِكَ أنَّ المُغاضَبَةَ تَدْعُو إلى تَرْكِ الطاعَةِ. وقالَ عَطاءُ بْنُ أبِي رَباحٍ: يَحِلُّ الخَلْعُ والأخْذُ أنْ تَقُولَ المَرْأةُ لِزَوْجِها إنِّي لَأكْرَهُكَ ولا أُحِبُّكَ، ونَحْوُ هَذا. وقَوْلُهُ تَعالى: ﴿فَلا جُناحَ عَلَيْهِما فِيما افْتَدَتْ بِهِ﴾ إباحَةٌ لِلْفِدْيَةِ، وشِرْكُهُما في ارْتِفاعِ الجَناحِ، لِأنَّها لا يَجُوزُ لَها أنْ تُعْطِيَهُ مالَها، حَيْثُ لا يَجُوزُ لَهُ أخْذُهُ، وهي تَقْدِرُ عَلى المُخاصَمَةِ، فَإذا كانَ الخَوْفُ المَذْكُورُ جازَ لَهُ أنْ يَأْخُذَ ولَها أنْ تُعْطِيَ، ومَتى لَمْ يَقَعِ الخَوْفُ فَلا يَجُوزُ لَها أنْ تُعْطِيَ عَلى طالِبِ الفِراقِ.
وهَذا ضَعِيفٌ لِأنَّ الأُمَّةَ مُجْمِعَةٌ عَلى إجازَةِ الفِدْيَةِ، ولِأنَّ المَعْنى المُقْتَرَنَ بِآيَةِ الفِدْيَةِ غَيْرُ المَعْنى الَّذِي في آيَةِ إرادَةِ الِاسْتِبْدالِ. امساك بمعروف او تسريح باحسان – كيفاش. وقَوْلُهُ تَعالى: ﴿تِلْكَ حُدُودُ اللهِ﴾ الآيَةُ، أيْ هَذِهِ الأوامِرُ والنَواهِي هي المَعالِمُ بَيْنَ الحَقِّ والباطِلِ، والطاعَةِ والمَعْصِيَةِ، فَلا تَتَجاوَزُوها. ثُمَّ تَوَعَّدَ تَعالى عَلى تَجاوُزِ الحَدِّ، ووَصْفِ المُتَعَدِّي بِالظُلْمِ، وهو وضْعُ الشَيْءِ في غَيْرِ مَوْضِعِهِ، والظُلْمُ مُعاقِبٌ صاحِبَهُ. وهو كَما قالَ ﷺ: «الظُلْمُ ظُلُماتٌ يَوْمَ القِيامَةِ».
القسم:
وتأكيد هذه الوصية (الإمساك بالمعروف أو التسريح بإحسان) في حق الرجال؛ لأنهم هم القوامون على النساء، وهم أقدر على إدارة البيت بالعشرة الحسنة، وترك الإضرار، وقد أشار ابن عباس رضي الله عنه في قوله تبارك وتعالى: {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ} [البقرة: 229]، بأنه الميثاق الغليظ الذي جعله الله عز وجل للنساء على الرجال في قوله تعالى: {وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا} [النساء: 21]. قال ابن جرير رحمه الله في تفسيره: حدثني المثنّى قال: حدثنا سُوَيد بن نصر قال: أخبرنا ابن المبارك عن ابن جريج عن عطاء الخراساني عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا}، قال: قوله: { فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ}. تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 1/100
حينها دعا الحاج أحمد الملا عطية للقراءة في مأتم بن خميس، وبدأ الناس يعرفون نهجاً آخر للقراءة الحسينية. توفي الملا عطية مساء يوم الجمعة ليلة السبت المصادف 29 شوال1401هـ - الموافق 29 أغسطس 1981م بمدينة بومبي في الهند، وقد وصل جثمانه الطاهر إلى البحرين ظهر يوم الاثنين الأول من ذي القعدة 1401هـ - الموافق 31 أغسطس1981 م.
انطلقت صباح أمس فعاليات مهرجان الملا عطية الجمري الحسيني الأول تحت شعار «الإبداع للدين والوطن» بافتتاح معرض الكتاب بمأتم الطويلة في قرية بوري. الخطيـب الشاعر الملا عطية بن علي بن عبدالرسول بن محمد بن حسين بن إبراهيم بن مكي بن الشيخ سليمان البحراني الجمري. من أسرة عريقة عرفت في السابق بآل الشيخ سليمان ثم بآل محمد، ثم انشطرت شطرين يعرف أحدهما بآل عبدالرسول والآخر بآل إبراهيم، وتشتهر هذه الأسرة بالجمري، ولهذه الأسرة تاريخ علمي وخطابـي مشرق. ولد في جمادى الأولى من العام 1317هـ في القرية التي ينسب إليها (بني جمرة) الواقعة في القرن الغربـي الشمالي من البحرين، وهي مسكن معظم أبناء هذه الأسرة. نشـأته: نشأ وترعرع في كنف والده الذي يمتهن التجارة، وكان من كبار تجار المنامة عاصمة البحرين... ولما بلغ شاعرنا العاشرة من عمره، وتحديداً العام 1327هـ ارتحل والده بالأهل والولد من البحرين إلى خرمشهر (عربستان)، وكانـت زاخرة حينئذ بالعلماء والأدباء والخطباء فانخرط في مجال الخدمة الحسينية، بغية يجد فيها نفسه، وتدرج تدرجاً سريعاً منـتهلاً من منهل صاف رقراق عذب، يجمع العلم والخبرة إلى علمه وخبرته، حتى استقر به المقام في المحمرة عشر سنين، وكانـت الفيوضات الربانية والإمدادات الحسينية تلازمه مع كل ذلك.
مولده تقريبا - حسب إفادته - في سنة 1320هـ (1902 م). تربى في جو علمي معروف، حيث والده الشهيد عبدالله بن أحمد العرب، وأخوه المقدس الشيخ محسن الشيخ عبدالله العرب طيب الله ثراهما، وقد نهل من علومهما. تلقى الخطابة - حسب إفادته - على يد الخطيب الكبير الملا عطية الجمري رحمه الله تعالى، وكان الملا عطية في بداية حياته الخطابية. له ديوان شعر باللسان الشعبي في رثاء الرسول (ص) وأهل بيته (ع)، اسمه: «ينبوع الشجاء وإسعاف الخطباء في رثاء محمد وآله النجباء». طبع سنة 1407هـ 1987م. وقد قدمت له مقدمة، رأيت من الخير إثباتها هنا، حيث تعطي فكرة عامة عن الشعر والشاعر، وإليك ذلك: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين وأصحابه المنتجبين، وبعد: بين يديك - أيها القارئ الكريم - ديوان (ينبوع الشجاء وإسعاف الخطباء في رثاء محمد وآله النجباء) للخطيب الجليل والشاعر الملهم الحاج ملا سعيد بن العلامة الشهيد الشيخ عبدالله بن أحمد العرب، وهو مجموعة من الشعر النفيس باللغة الشعبية في رثاء الرسول وأهل بيته الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين. وتأتي هذه المجموعة الشعرية في الرعيل الأول من الشعر الجيد من هذا اللون الذي يستحق أن يقتنى ويقرأ، لاسيما لخطباء المنبر الحسيني، لما تشتمل عليه هذه المجموعة من تغطية وفاء بجميع المناسبات الحزينة لأهل البيت عليهم السلام، ولما تصوره بدقة من مصائبهم الفضيعة ومواقفهم الجهادية الخالدة.
خطيب بارع مفوه، تأريخي، قوي الحافظة والذاكرة، سريع الجواب. ولد ليلة النصف من شعبان سنة 1336هـ (1918 م)، وكانت ولادته في العراق، محافظة البصرة، ناحية القطعة، حيث كان والده المرحوم في الهجرة آنذاك، الهجرة التي امتدت إلى 13 سنة، وحينما عاد والده إلى البحرين كان المترجم قد أكمل سنتين تقريبا، فكانت نشأته وتربيته في بلد الأهل بني جمرة. تلقى الخطابة على يد والده الذي أتقن تربيته الخطابية وغيرها، فاستقل بنفسه وكان عمره آنذاك 18 سنة. وقد قرأ على المرحوم الشيخ محسن الشيخ عبدالله العرب الجمري: النحو - «الأجرومية» و«قطْر الندى». وكان في خطابه متميزا بكثرة محفوظاته، وقوة وجمال صوته، وكثرة ابتكاراته الفكرية، وكثرة استحضاره لأحاديث المعصومين (ع) بحيث أن بوسعه أن يلقي موضوعا كاملا بجميع أطرافه روائيا، حيث ينتقل من حديث إلى حديث دون أن يدخل تعليقا من عنده. وقد اقترحت عليه أكثر من مرة أن يدون ولو بعض مواضيعه المتميزة التي لم يسبق لي صياغتها إلا أنه لم يفعل. ومن ناحية العشرة والمجالسة فهو حسن فيهما، ويحفظ له أصدقاؤه وعارفوه ومجالسوه أخلاقياته ومجاملاته التي تجعل جليسه لا يمل مجالسته. وهو معروف لدى عارفيه بكثرة تحمله لخشونة الحياة، ومعاناته لتطورات الظروف وتقلبها.