وعلى هذا ذَهَبَ كَثيرٌ من العُلَماءِ إلى أنَّ سَيِّدَنا آدَمَ عَلَيهِ السَّلامُ هوَ أوَّلُ نَبِيٍّ، وسَيِّدَنا نوحٌ عَلَيهِ السَّلامُ هوَ أوَّلُ المُرسَلِينَ. وذَهَبَ بَعضُهُم إلى أنَّ سَيِّدَنا آدَمَ عَلَيهِ السَّلامُ هوَ أوَّلُ نَبِيٍّ وأوَّلُ رَسولٍ، بِدَليلِ قَولِ الله تعالى: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِين﴾. فهذهِ الآيَةُ تَدُلُّ على أنَّهُ بَلَّغَ أبناءَهُ شَرعاً من الله تعالى، ولذلكَ قالَ المُؤمِنُ هابيلَ: ﴿لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِين﴾. هل ادم نبي – لاينز. وبناء على ذلك: فالمَسألَةُ خِلافِيَّةٌ، والقَولُ الرَّاجِحِ أنَّهُ أوَّلُ نَبِيٍّ، وأنَّ سَيِّدَنا نوحاً عَلَيهِ السَّلامُ هوَ أوَّلُ رَسولٍ إلى النَّاسِ. هذا، والله تعالى أعلم.
وقد جمعت هذا الآيات ثمانية عشر رسولا، ويجب الإيمان بسبعة آخرين مذكورين في عدة آيات: ﴿إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين﴾ [آل عمران: 33]، ﴿وإلى عاد أخاهم هودا﴾ [الأعراف: 65]، ﴿وإلى مدين أخاهم شعيبا﴾ [الأعراف: 85]، ﴿وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين • وأدخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين﴾[الأنبياء: 85، 86]، ﴿ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين﴾ [الأحزاب: 40]. من هذا البيان يتضح أن سيدنا آدم عليه السلام نبي بنص القرآن الكريم، وعلى الرجل الذي يشك في نبوته عليه السلام أن ينفي عن عقيدته هذا الشك، ويعود إلى رشده حتى لا يكون الشك سببا في الإنكار، وفي حالة الإنكار يكون كافرا والعياذ بالله تعالى؛ لأنه أنكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة، وكذب بما جاء صراحة في القرآن الكريم، ويترتب على الكفر الحكم بردته، ومن المقرر شرعا أن المرتد هو الراجع عن دين الإسلام، وأن ارتداد أحد الزوجين فسخ تبين به الزوجة.
قوله تعالى: (قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السموات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون) [البقرة: 33]. فالإنباء والخطاب من الله من خصائص الأنبياء عليهم السلام. 2. قصة ابني آدم في قوله: (واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قرباناً). [المائدة:27]. إلى قوله: (إنما يتقبل الله من المتقين). فإنها تدل على أنه بلغ لأبنائه شرعاً من الله، ولذلك قال المؤمن وهو هابيل: (لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين)[المائدة:28]. روى البيهقي في الدلائل عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بعث الله تعالى جبريل إلى آدم وحواء فقال لهما: ابنيا لي بيتاً. فخط لهما جبريل ـ فجعل آدم يحفر وحواء تنقل ـ حتى أجابه الماء ونودي من تحته: حسبك يا آدم. هل ادم نبي. فلما بناه أوصى الله تعالى إليه أن يطوف به وقيل له: أنت أول الناس، وهذا أول بيت وضع، ثم تناسخت القرون حتى حجه نوح عليه السلام، ثم تناسخت القرون، حتى رفع إبراهيم القواعد من البيت" كنز العمال نقل ابن حجر طرفا منه يثبت النبوة. والله تعالى أعلم.
السؤال: سئل: هل آدم عليه الصلاة والسلام رسول أو نبي؟ الجواب: آدم ليس برسول ولكنه نبي، كما جاء في الحديث الذي أخرجه ابن حبان في صحيحه «أن النبي-صلى الله عليه وسلم- سئل عن آدم أَنَبِيٌّ هو؟ قال: «نعم نبي مكلم»، ولكنه ليس برسول والدليل قوله تعالى: ﴿كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ﴾[البقرة: 213] وقوله-صلى الله عليه وسلم- في حديث الشفاعة: «إن الناس يذهبون إلى نوح فيقولون: أنت أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض» وهذا نص صريح بأن نوحًا أول الرسل. المصدر: مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(1/316)
درس مؤثر 😢!! علامات محبة الله لك الشيخ عبد الرحمن الباهلي - YouTube
رحلة إلى الدار الآخرة - الشيخ عبدالرحمن الباهلي - YouTube
موقع مـداد علمي شرعي ثقافي غير متابع للأخبار و المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.