الدعارة في تونس قانونية وغير قانونية في نفس الوقت، حيث أن هناك بعض المدن الصغيرة والمناطق المتفرقة في صفاقس وغيرها والتي تُقنن الدعارة وكل ما يتعلق بها؛ لكن خارج هاته المناطق المحددة يعتبر البغاء غير قانوني ويُعاقب عليه. التاريخ خلال الفترة العثمانية في تونس، لم تكن الدعارة مقننة لكن وبالرغم من ذلك فقد كان من المفروض على البغايا دفع الضريبة فكلما كان دخلهن مرتفع كلما دفعن ضريبة أكثر. أصبحت تونس محمية فرنسية في عام 1881، وفي 1883 تم التوقيع على اتفاقية تم بموجبها نسخ القانون الفرنسي وأصبح ساري المفعول حينها في تونس، في ذلك الوقت كانت الدعارة والبغاء قانونية في فرنسا وبالتالي أصبحت كذلك في تونس. هذا وتجدر الإشارة إلى أن البغايا كان يُفرض عليهن كل أسبوعين القيام بفحوصات طبية إلزامية وذلك في محاولة لوقف انتشار مرض الزهري. خلال الاحتلال الألماني لفرنسا في الحرب العالمية الثانية، قامت الحكومة الألمانية بتنظيم البغاء في محاولة منها لمنع انتشار الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي بين القوات الألمانية، وباعتبار أن تونس كانت حينها لا تزال خاضعة لفرنسا فقد تم تقنين هذا المجال أيضا فيها حيث أُجبرت العاملات في الدعارة والبغي على الالتحاق بالخدمة المدنية في عام 1942 وإجراء عشرات الفحوصات الطبية للتأكد من سلامتهن، كما تم إصدار رخص رخصة تخضع لتنظيم صارم، وأي بيت أو وكر للدعارة لا يحمل ترخيص أو رخصة يُعتبر غير قانوني.
كثيراً ما يثير الماخور الموجود في نهج زرقون جدلاً واسعاً في تونس، نظراً لارتباط اسمه بنهج الولي الصالح عبد الله قشّ. يعتبر البعض ذلك تجنياً على الولي الصالح الذي عاش في تونس خلال القرن الرابع عشر ولا يعرف عنه سكان تونس العاصمة ولا المؤرخون الشيء الكثير. العلاقة بين وجود ماخور في نهج أحد الأولياء الصالحين أو بالقرب من زاوية ليست مسألة مرتبطة فقط بهذا المكان، فقد جاورت بيوت الدعارة تاريخياً في المدينة العتيقة في تونس أنهج الأولياء الصالحين منذ أن انطلقت الدعارة في تونس بشكل منظّم وقانوني قبل أكثر من ستة قرون. ارتبطت أغلب المواخير في تاريخ تونس بأماكن وجود زوايا الأولياء الصالحين، طيلة مئات السنوات، بل وتقاسمت معها الزوّار، وبقيت "في حمايتها"، خشية من بطش الرافضين لوجودها. يروي المؤرّخ عبد الستار عمامو لرصيف22 أن كثيراً من مواخير تونس ارتبطت بزوايا وأنهج الأولياء الصالحين، على غرار الماخور الوحيد المتبقي في مدينة تونس والموجود في نهج الولي الصالح سيدي عبد الله قشّ. وأفاد عمامو بأن تسعة مواخير في العاصمة ارتبطت أماكنها بأنهج تحمل أسماء الأولياء الصالحين، على غرار سيدي بن نعيم وسيدي منصور وسيدي عبد الله قشّ، موضحاً أنّ الجدل الحاصل حول الماخور الموجود في نهج سيدي عبد الله يعود إلى كونه الماخور الوحيد الذي بقي في العاصمة، وهو موجود منذ فترة ما قبل الاستقلال.
وتبدو محدّثتنا غير عابئة بالمخاطر التي قد تتعرّض لها في ظل هذه اللقاءات السريّة كالابتزاز أو الاغتصاب، أو حتّى الخطف والقتل، إذ تعتبر أن لكل مهنة مخاطرها. كما أنّ فيسبوك يظلّ أكثر أمناً من الشارع، ويمنحها حريّة أكبر في اختيار توقيت ومكان ممارسة هذه المهنة بدل التورّط مع شبكات منظّمة والوقوع في قبضة عصابات تحوّل الفتيات إلى ما يشبه الجواري في مقابل حمايتهنّ. علماً أنّ مسألة الحصول على ترخيص من الدولة أو مزاولة البغاء في الفضاءات المراقبة خيار انتحاريّ إذ يُحكم على الفتاة أن تعمل في تلك المهنة حتّى نهاية حياتها. ثالوث القيم والغرائز والفقر بعيداً من الجانب الأخلاقيّ في تناول موضوع أسواق الدعارة الافتراضيّة، تبدو هذه الظاهرة مثيرة للاهتمام ومدعاة لمزيد من التقصّي والفهم. ففي المجتمع التونسي يعدّ الحديث عن الجنس في العلن خروجاً عن المألوف، وانحداراً أخلاقيّاً وعيباً كبيراً، برغم أنّ الموضوع نفسه كثيراً ما يكون محور حديث معظم الجلسات الضيّقة والخاصّة. هذا الانفصام يمثّل التربة الخصبة لنشأة مثل تلك الفضاءات التي تمنح مرتاديها أهمّ شرط وهو السريّة المطلقة. ويعكس مقدار عدد المعجبين والمتتبعين لتلك الصفحات مدى انتشار هذه الوسيلة الآمنة لتعاطي البغاء السريّ، برغم الأخطار الصحيّة التي قد تنجم عنها في ظل غياب الرقابة الصحيّة وغموض التعاملات والعلاقات بين مختلف الأطراف المتداخلة في هذه السوق، التي لم تعد حكراً على التونسيّين فحسب، بل أصبحت تستقطب الوافدين الجدد إلى البلاد، من الليبيّين الميسوري الحال، وصولاً إلى استغلال اللاجئات السوريات الهاربات من أتون الحرب الأهليّة، إلى جانب الأفارقة، لتتحوّل هذه الفضاءات كيانات فاعلة تمتلك قائمات من الفتيات يستجبن لكل الأوصاف الممكنة.
وبعد استقلال تونس سنة 1956، أبقى الحبيب بورقيبة هذا القانون.
تروي "فائزة" (اسم مستعار) أنها لم تذهب يوماً إلى زاوية لتتبرك بها وربما لا تنوي ذلك ولكن بعض مَن عملنَ معها سابقاً ذهبن. "هنالك اعتقاد كان سائداً في المخيال الشعبي وبين أصحاب المواخير، وهو أن بيوت الدعارة الموجودة بجانب الزوايا والأولياء الصالحين تتمتع بحمايتهم" فائزة تجاوزت الأربعين من عمرها. هي أم لطفلة وحيدة من زواج دخلته وهي بعمر الـ17 قبل أن تتطلق بعد سنة من ذلك وتسلك طريق الدعارة بسبب الحاجة ثم تعمل في ماخور لسنوات عدّة. تروي لرصيف22 أن زميلة سابقة لها ذهبت إلى إحدى زوايا العاصمة وغطت رأسها بحجاب وغيّرت مظهرها حتى لا يعرفها أحد، ودخلت إليها وأشعلت شموعاً. تقول إن صاحبتها هذه كانت متعوّدة على الذهاب إلى "التقازات" (العرافات أو قارئات الكف) وهي تؤمن بهذه الطقوس وتجلها وكثيراً ما تبكي في خلواتهم وتضيف: "كانت تخاف الموت. كلنا نخشى الموت". وختمت فائزة حديثها بالقول: "ربما ما نقوم به لن يغفره الله ولكن المجتمع قاس والظروف أكثر قسوة".
الرئيسية / أخبار دولية / في إيران.. ممارسة الدعارة من أجل لقمة العيش في إيران.. ممارسة الدعارة من أجل لقمة العيش المصدر: مصراوى
إقتباس: المشاركة الأصلية بواسطة عربي سعودي شهادتك على العين و الراس أخي الحبيب ماهر وسط المدن و كان يجول في تونس مع عياله و بالكاد يستطيع العثور على مسجد للصلاة و أحيانا تمر أيام و لا يسمعون أذانا واحدا لذلك يستغرق وقتا طويلا كي يعثر على مسجد الأخ عربي سعودي في كل بلد مسلم توجد بيوت دعارة وخمور وكل مايحضره الشرع والقانون في معظمها. أنا جزائري محافظة إقامتي لها حدود مع تونس لدي أقرباء هناك من أصل جزائري. أتفق معك إن كان أصل قصد الموضوع بريئا أن بتونس دعارة لكن يجب أن تتفق معي أن بكل البلاد الإسلامية دعارة بل وشذوذ وكل الموبقات. وهل تعلم أن الجنس الثالث أول ما ظهر ظهر في الخليج ؟ بالرغم من الكم الهائل من العلماء هناك ومن وجود أهم مكان لدى المسلمين. ثم لاتنس أن عددا من علماء السعودية الذين هم على منهج أهل السنة والجماعة يحرمون اسفر دون ضرورة أو غرض.... والسياحة خارجة منهما هذا لمن زعم الخوف على دينه.
وفاة مراسل "الجزيرة" في أنقرة عمر خشرم جراء إصابته بكورونا. تقبله الله بواسع رحمته وعظيم غفرانه. — محمد كريشان (@MhamedKrichen) December 12, 2020 إننا والله مفجوعون ومحزونون يا عمر، ولا نقول إلا إنا لله وإنا إليه راجعون. اللهم تغمد أخينا وزميلنا الطيب والخلوق #عمر_خشرم بواسع رحمتك وألهم عائلته الصبر والقوة. — Wajd Waqfi وجد وقفي (@WajdWaqfi) December 12, 2020 إنا لله وإنا إليه راجعون الأمر لله من قبل ومن بعد والبقاء له وحده غادر هذه الدنيا الفانية أخونا وزميلنا الطيب عمر خشرم بعد إصابته بفايروس كورونا حسبنا الله ونعم الوكيل لا تبخلوا بالدعاء بالرحمة على هذا الرجل الطيب — المعتز بالله حسن? (@Almoutaz_bellah) December 12, 2020 الزميل الطيب الخلوق عمر خشرم في ذمة الله متأثرا بإصابته بكورونا. عرفناه في ميادين العمل المختلفة، لا يختلف اثنان على مهنيته وشجاعته، كُتب له عمر جديد أثناء تغطيته في كاراباخ ،لكنه لم يكتمل مع غزو الفيروس جسده إلا أنه قدر الله. غادرنا بصمت وبصدمة الرحمة له والصبر والسلوان لعائلته — إيمان عياد Eman Ayad (@RealEmanAyad) December 12, 2020 كم كان العمل معك مهني وراقي وإنساني.. وفاة مراسل "الجزيرة" عمر خشرم جراء إصابته بفيروس كورونا. فقدنا زميل وأخ عزيز علينا.. رحمة الله عليك والصبر والسلوان لعائلتك وأهلك ولنا جميعاً — سلمى الجمل (@AljamalSalma) December 12, 2020 #كورونا اللعينة???
فضلًا شارك في تحريرها. ع ن ت
يشار إلى أن الراحل حصد العديد من الجوائز والتكريم لمسيرته المهنية الحافلة.