وأصبح عوناً لنا في سياستنا دون أن يشعر، أو أصبح مأموناً علينا ولا خطر علينا منه!.. لقد نجحنا نجاحا منقطع النظير.. هذا موقف الكتلة الغربية. فأما الكتلة الشرقية، فقد اختارت الإفناء المنظم، والإبادة الوحشية بمعرفة الدولة، وما تزال ماضية في طريقها لمحو الإسلام والمسلمين! إن طريقنا واضح. طريقنا الوحيد أن نمضي في تكتل إسلامي، هو وحده الذي يضمن لنا البقاء، ويضمن لنا الكرامة، ويضمن لنا الخلاص من الاستعمار وأذنابه وأوضاعه، كما يضمن لنا أن نقف سدا في وجه التيار الشيوعي المهلك المبيد. والتكتل الإسلامي لا يعني التعصب في أي معنى من معانيه.. إن الإسلام هو الضمانة الوحيدة في هذا العالم اليوم لوقف حركة التعصب ضد المخالفين له في العقيدة. فهو وحده الذي يعترف بحرية العقيدة ويرعاها، في عالم الواقع لا في عالم النصوص. وهو وحده الذي يمكنه أن يضمن السلام للبشرية كلها في ظلاله، سواء من يعتنقونه ومن لا يعتنقونه.. أنه لا يستعمر استعمار الغرب الآثم الفاجر، ولا يبيد مخالفيه إبادة الشيوعية الكافرة الجاحدة.. بطاقة عن حب الوطن العربي. أنه النظام العالمي الوحيد، الذي تستطيع جميع الأجناس، وجميع العقائد، أن تعيش في ظله في أمن وسلام. وطريقنا إذن أن نرفض كل ارتباط يشدنا إلى عجلة الاستعمار - تحت أي أسم وأي عنوان - وأن نرفض في الوقت ذاته كل دعاية تدفعنا إلى فكي ذلك الغول الشرقي، الذي يبيد العنصر الإسلامي في أرضه بقسوة وشناعة، لا يقرها الهمج في أحلك عصور التاريخ.
مجلة الرسالة/العدد 358/البريد الأدبي وحي الرسالة تفضل كاتب العربية الأستاذ الجليل عباس محمود العقاد فلخص في هذا الكتاب البليغ رأيه القيم في كتاب (وحي الرسالة).
وطني احبك لا بديل.. أتريد من قولي دليل.. سيضل حبك في دمي.. لا لن أحيد ولن أميل.. سيضل ذكرك في فمي.. ووصيتي في كل جيل. حب الوطن ليس إدعاء، حب الوطن عمل ثقيل، ودليل حبي يا بلادي سيشهد به الزمن الطويل، فأنا أجاهد صابراً لاحقق الهدف النبيل. تشربت أرواحنا حب الوطن، وتشتاق أرواحنا العودة إليه إن ابتعدنا. للوطن وبالوطن نكون.. أطفال نشأنا وترعرعنا.. وطلاب درسنا وسهرنا.. وموظفون أينما كنا حملنا أمانة العمل ورفعة وتقدم الوطن باجتهاد ومثابرة وإخلاص أمام الله في أقوالنا وأفعالنا وأعمالنا، إخلاص أمام كل ما يرتبط بوطننا. وطني أرجو العذر إن خانتني حروفي وأرجو العفو، إن أنقصت قدراً، فما أنا إلّا عاشقاً حاول أن يتغنى بحب هذا الوطن. وطننا هو العالم بأسره، وقانوننا هو الحرية، لا ينقصنا إلّا الثورة في قلوبنا. ليس هناك شيء في الدنيا أعذب من أرض الوطن. أنا مغرم جداً ببلادي، ولكنني لا أبغض أي أمة أخرى. خبز الوطن خير من خيرات الغربة. بطاقه عن حب الوطن السعودي. سوف لن يهدأ العالم حتى ينفذ حب الوطن من نفوس البشر. أي وطن رائع يمكن أن يكون هذا الوطن، لو صدق العزم وطابت النفوس وقل الكلام وزاد العمل. علمني وطني بأن دماء الشهداء هي التي ترسم حدود الوطن.
فهل الذي لا يعرف كيف يتفاهم مع ناخبيه فيلسوف؟ إنه فيلسوف ولكنه لا يعيش في هذا البلد ولا في هذا العصر الأستاذ شهاب: هو عبد السلام بن حسنين بن شهاب بن أبي شامة البشبيشي، واصل الدراسة في الأزهر الشريف حتى أشرف على امتحان العالمية فتكاسل عنه. والتحق بفرقة تمثيلية يؤلف لها الأغاني والأناشيد وكان جمهور هذه الفرقة خليطاً من الناس ذوي المشارب المتباينة والأذواق المختلفة، فكانوا جميعاً يجودون ما يرضون عنه فيما كانوا يسمعون.