04-11-2019, 08:16 PM عضو تاريخ التسجيل: 08-05-2016 الدولة: ارض الله المشاركات: 185 معدل تقييم المستوى: 6 موجز حول شرك الهوى المذموم الهوى في الأصل هو ميل النفس إلى ما تحب من الخير أو الشر. إذن فالهوى في الأصل ميل النفس إلى ما تهواه، فإن مالت إلى ما يخالف الشرع فهو الهوى المذموم، وإن مالت إلى ما يوافق الشرع فهو الممدوح وقد يهوى المؤمن فعل الخيرات فالانفس الزكية تهوى ما يحبه الله.. ، وإذا ذكر الهوى مطلقًا في القرآن او السنة أو ذكر ذمه فإنما يراد به الهوى المذموم لأنه الغالب فلا ينبغي ذم الهوى مطلقا ولا مدحه مطلقا ، وإنما يذم المفرط من النوعين وهو ما زاد على جلب المنافع ودفع المضار. فميل النفس للمأكل والمشرب والمنكح.. ان تحمل عليه يلهث وان تتركه يلهث. هو ميل طبيعي لكن بضوابط الشرع فيأكل ماشرع الله من المباحات والطيبات التي لا مجال لحصرها (دون الاسراف ومجاوزة الحاجة)ولكن اذا هوى اكل لحم الخنزير اوهوى شرب الخمر او هوى الزنا وعدل عن المباحات هنا يقع الهوى المذموم الذي عليه مدار الكلام. _وسمي هوى؛ لأنه يهوي بصاحبه ومُطْلِقُ الهوى يدعو إلى اللذة الحاضرة من غير فكر في العاقبة، ويحث على نيل الشهوات عاجلا وإن كانت سببا لأعظم الآلام عاجلا وآجلا، فللدنيا عاقبة قبل عاقبة الآخرة، والهوى يعمي صاحبه من ملاحظتها، والمروءةُ والدينُ والعقلُ ينهى عن لذة تعقب ألما، وشهوة تورث ندماً.
فالحمار لا يدرك قيمة ما يحمل من علم ومعرفة، وهكذا الإنسان الذي لا يؤمن بتحليل المواقف والقضايا وإعمال العقل في كل صغيرة وكبيرة قبل أن يشرع في السير. وهكذا تزداد حياة الأمة العربية والإسلامية تشويهاً واستحماراً بفعل ثقافة المجتمع وجهله وعقيدته المزورة، على نحو ينذر بكارثة حقيقية، وما تمارسه الجماعات الدينية الإرهابية من قتل وذبح للأبرياء كحركة داعش في العراق واليمن إلا صورة واحدة من الصور الناتجة عن ذهنية الاستحمار. استحمار | يمن فويس للأنباء. تلك الذهنية التي سيطرت على كثير من رجال الدين والثقافة والسياسة والمجتمع، وأحدثت خللاً كبيراً في نمط تفكيرهم، وانحرفت بهم عن دين الله القويم، وعن طبيعة الإنسان وفطرته، ونزعت عنهم مشاعر الرحمة والألفة والحب. وفي الأخير أنصح بقراءة كتاب "النباهة والاستحمار" للمفكر الإسلامي الكبير علي شريعتي يرحمه الله، ففيه من المتعة والنباهة والمعرفة والفكر الكثير.
يقارب مرجع سياسي الاستحقاق الانتخابي وكأنّه حاصل في موعده حتماً. وردا على سؤال لـ»الجمهورية» عما يجعله مطمئنا ومتأكدا من اجراء الانتخابات في ظل ما يُحكى عن عقبات ومحاولات تعطيل، قال: «يجب ان ننتهي من معزوفة التعطيل والتشكيك، فالانتخابات ستحصل. ومجدداً اكرر أنه لن يكون في مقدور أحد في الداخل او في الخارج أن يعطّلها». ولفت المرجع الى «انّ هذا الكلام قلناه اكثر من مرة لدبلوماسيين وغير دبلوماسيين، ولكل من ساوَرته شكوك او قلق على الانتخابات، وأكدنا – وهنا بيت القصيد – انّ لبنان لم يعد يقوى على تَحمّل حتى نسمة الهواء إن هبّت عليه، فكيف بالنسبة الى هزّة خطيرة مثل نسف الانتخابات، وجميع الاطراف السياسية، من دون استثناء أيّ منها، تدرك انّ تعطيل الانتخابات معناه الانتحار، ونحن لا نريد أن ننتحر.. ونقطة على السطر». تقليد أصوات الحيوانات | موقع المسلم. ولدى سؤاله اذا كان قلقاً من نظرة عربية ودولية سلبية الى نتائج الانتخابات إذا لم تأت بالتغيير المنشود؟ قال المرجع: «اولاً، المجتمع الدولي وكل اصدقاء لبنان واشقائه العرب يحثّون على اجراء الانتخابات في موعدها من دون اي تأخير. وثانياً، مع الاسف لدينا قانون انتخابي قاصر عن إحداث أي تغيير، ولكن ما ينبغي أن ننتبه اليه، هو انّ الاكثرية النيابية، أينما كانت، سواء في يد «حزب الله» وحلفائه، او في يد خصوم الحزب ومن يسمّون أنفسهم بالسياديين، فهذا لا يغيّر في حقيقة لا يستطيع احد الهروب منها او نكرانها، وهي انّ الجميع خاسرون امام بلد مفجوع وشعب خسر كل شيء.
رحلة الهدهد وفَقدَ سليمان -عليه السّلام- يومًا الهدهد فلم يجده، وإذ به يأتي سليمان بخبر قومٍ يعبدون الشمس، فكتب رسالةً ابتدأ فيها ببسم الله الرحمن الرحيم، وكلّف الهدهد بإلقائها على هؤلاء القوم، فلما وصلت الرسالة وقرأتها ملكة سبأ، جمعت القوم وطلبت مشورتهم في الأمر. فوكّل القوم الأمر إليها. إن تحمل عليه يلهث. وقرّرت ملكة سبأ أن ترسل لسليمان هديةً لعله يتراجع عن أمره، فلمّا شاهد سيّدنا سليمان الهدية أمر بإعادتها لها، فلما رأتها علمت أنّ سليمان يمتلك قوةً لم يملكها أحدٌ من قبله، وبعد ذلك قررت أن تذهب له، وكان سيّدنا سليمان قد أمر جنوده بإحضار عرشها مع إجراء تغيير بسيطٍ فيه. عرش بلقيس وحينما رأت العرش سألها سليمان: أهذا عرشكِ؟ فقالت: كأنّه هو، فعلمت أنّ أمر سليمان هو الحق، وأسلمت مع جنودها. مات سيّدنا سليمان وهو متكئ على عصاه، ولبث مدّة من الزمن وهو على حاله دون أن يعلم أحدٌ بموته، حتى جاءت حشرة الأرضة فأكلت عصاه التي كان يرتكز عليها فسقط على الأرض، فعلمت الجنّ والإنس بموته. وهذا دليل على ادّعاء البعض أنّ الجن كانوا يعلمون الغيب، فلو كان ذلك صحيحًا لعلموا بموته حين مات مباشرة.
وعليه، فإن الأمة العربية والإسلامية لم تصبح رهينة المحن والمصائب لأنها تخلت عن قيمها ومبادئها كما يعتقد بعض المثقفين، وإنما لعدم استيعاب تلك القيم والمبادئ وفهمها على الوجه الصحيح. ومن يراهن على أن الأمة قد تخلت عن قيمها ومبادئها نؤكد لهم أنها موجودة في وعي كثير من الناس، ولكنها قيم ومبادئ مزيفة وخاوية على عروشها، ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب. إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث. قيمٌ متطرفة تمكنت من العقول والمشاعر، وتحكمت فيها العصبية، والمصلحة الآنية والمحدودة. وليس انحراف القيم والمبادئ بفعل الحاكم السياسي فحسب، وإنما كذلك بفعل رجل الدين المتطرف والمزيف والمحرف لعقيدة الإسلام السمحة، فرجال الدين أكثر من يعبث بالعقول ويحرص على تدجينها وتلويثها بالفكر المريض والعقيدة المشوهة والخطاب المزيف في سبيل بسط نفوذهم وسلطتهم المقدسة التي يحُرم مساسها أو الاعتراض على أفعالها وإن تعارضت مع الدين والفطرة. إنه (الاستحمار) بعينه، الذي يعني الاستخفاف والبلادة واللامنطق واللاشعور. وهو ما يعني أن الاستحمار له تأثير سلبي في وعي الإنسان، ووجوده يرتبط بالفكر، والفكر ليس نتاجاً سياسياً بحتاً. صحيح قد تسهم السياسة في تلوين الفكر لكن لن تستطيع تسييره إلا في حضرة أصول فكرية ودينية وثقافية تحمله بين الناس.