[٩] المراجع [+] ↑ سورة آل عمران، آية: 138. ↑ أ. د. عيسى علي العاكوب (2017)، المفصّل في علوم البلاغة (الطبعة الأولى)، حلب: مديريّة الكتب والمطبوعات الجامعيّة، صفحة 375. بتصرّف. ↑ "الإعجاز البياني في السنة النبوية" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 28-01-2020. بتصرّف. ↑ مصطفى صادق الرافعي (2003)، إعجاز القرآن والبلاغة النبوية (الطبعة الثالثة)، صيدا: المكتبة العصرية، صفحة 117. ^ أ ب سورة الزمر، آية: 22. ^ أ ب "التحرير والتنوير - سورة الزمر - قوله تعالى فويل للقاسية قلوبهم" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 28-01-2020. بتصرّف. ↑ "التحرير والتنوير - سورة البقرة - قوله تعالى فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 28-01-2020. بتصرّف. ↑ سورة البقرة، آية: 74. ↑ "تفسير البغوي - تفسير سورة الزمر - الآية 22" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 28-01-2020. ما هي السورة التي ذكر فيها فويل للقاسية قلوبهم - مقال. بتصرّف.
فأين هم الذين يصطبغون بهذه العبودية تبتلاً وتضرعاً؟ أين هم الذين يصطبغون بهذا التبتل رقة وخشية تنتاب الفؤاد وتأخذ بمجامع النفس؟ إنني أنظر فأرى الكثرة الكاثرة من المسلمين ينتشون للكلمات الحماسية النيرانية التي يصغون إليها، ويعرضون ولا يتفاعلون قط مع تلك المشاهد الأخّاذة في كتاب الله سبحانه وتعالى، أو مع ذكر الله سبحانه وتعالى الذي ينبغي أن يأخذ بالألباب، ويهيمن على مجامع النفوس. كم رأيت وأرى أناساً يبحثون عن أماكن الطرب والنشوة عندما يصغون إلى ما يبعث في كيانهم الحماسة. الحماسة لأمر ما، الحماسة للتوجه إلى شيءٍ ما، حتى إذا ذكّر هؤلاء الناس بالله عز وجل، وذكروا بالكثير من صفاته وآلائه ومظاهر سطوته وجبروته، رأيتهم أعرضوا وتشاغلوا أو ذهلوا عن هذا كله. فويل للقاسيه قلوبهم من ذكر الله. وأعود لأتسائل: أهذا هو الإسلام؟ أهؤلاء مسلمون عندما يركنون إلى أثر من آثار الإسلام ثم يعرضون عن جوهر الإسلام ولبابه؟! وكيف أتصور أنني مسلم قد طبق ما قد أمر الله عز وجل به من لباب الإسلام وجوهره، ولا أعلم للتبتل معنى في حياتي وقد قال الله عز وجل: "واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلاً"، بل كيف أكون مسلماً كما أمر الله وكما وصف الإسلام، وإن التبتل لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال رقة قلب، وأعود إلى قلبي فأجده كصخر قد قدّ من جبل، وأنظر وأصغي إلى ما يتلى من كتاب الله عز وجل فأجدني أتشاغل عنه إن بالفكر أو بالقول، والعجب العجاب أني أتشاغل عن هذه الآيات التي تذيب الحشاشة والفؤاد بالكثير من حديث الإسلام، أتشاغل عن هذه المشاهد الأخاذة بالحوار حول ما ينبغي أن نفعل للإسلام.
3- التجسيد الحي: في قوله تعالى: (تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللَّهِ). في هذا المقطع من الآية نكت بلاغية بديعة، وأهمها التجسيد الحي، حيث أراد سبحانه أن يجسد فرط خشيتهم، فعرض صورة في الجلد اليابس، وصورة من الشعر الواقف. فصل: إعراب الآيات (17- 18):|نداء الإيمان. ألا نقول: وقف شعر رأسه من الخوف، وفي ذكر الجلود وحدها أولا، وقرنها بالقلوب ثانيا، لأن الخشية التي محلها القلوب، مستلزمه لذكر القلوب، فكأنه قيل: تقشعر جلودهم، وتخشى قلوبهم في أول الأمر، فإذا ذكروا اللّه، وذكروا رحمته وسعتها، استبدلوا بالخشية رجاء في قلوبهم، وبالقشعريرة لينا في جلودهم. وقيل: المعنى: أن القرآن لما كان في غاية الجزالة والبلاغة، فكانوا إذا رأوا عجزهم عن معارضته اقشعرت الجلود منه إعظاما له وتعجبا من حسنه وبلاغته، ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر اللّه.
تفسير لطائف الإشارات / القشيري