مجلس شهادة أمير المؤمنين ع الخطيب الحسيني الشيخ حسن مزنر ديوانية أبو الفضل العباس ع 1443 هجري 2022 م - YouTube
الأمر الثاني: ان لجعفر بن ابي طالب مقاماً لا يدركه احد إلا المعصوم، وقد ابدله الله بجناحين يطير بهما مع الملائكة، ومقتضى المقارنة بين الحالتين تقتضي التساوي في الرتبة بين الشهيدين في درجتهما عند الله تعالى، كما هو ظاهر من الرواية، ومفهوم المقابلة يفرض عليهما هذا الفهم في الدرجة والمرتبة. الأمر الثالث: ان يوم الحسين عليه السلام هو اشد من يوم احد في نفس النبي صلى الله عليه واله، كما هو ظاهر حديث الامام عليه السلام اذ مقتضى الترقي يشير إلى ذلك، فبعد ان ذكر الامام زين العابدين عليه السلام ما أصاب النبي صلى الله عليه واله في يوم احد ثم يترقى الى مقام اخر وهو يوم الحسين عليه السلام، فظاهره أن يوم الحسين عليه السلام ليس كيوم احد بل هو اعظم واشد في نفس رسول الله صلى الله عليه واله. الامر الرابع: ان الامام زين العابدين عليه السلام ذكر مراتب الايثار والبلاء والفداء التي تميز بها أبي الفضل العباس، فالإيثار الذي آثر به اخاه الحسين عليه السلام ووقاه بنفسه وقدم اخاه على كل شيء، ولم يدرْ في خلد أبي الفضل عليه السلام سوى سلامة أخيه الحسين وحياته الشريفة، وهو اندكاك وذوبان في نفس المعصوم اظهره العباس عليه السلام في مواقفه كلها، ومن ثم الى بلاءً حسناً في مواضع الدفاع عن المعصوم وقدم مثلا في البطولة والبأس لم يشهدها احد ٌمن قبل، وكل ذلك أدى إلى حالة الفداء بعد أن بذل نفسه مع سيد الشهداء، وأي مرتبة سامية كاشفة عن مقامات أبي الفضل عليه السلام وشأنه؟!
فإذا أردنا ان نستوضح مقامات أبي الفضل العباس عليه السلام وقفنا عند معالم حياته وشخصيته التي تعهد المعصومون بتوصيفها، مستعرضين كلماتهم وتقريضاتهم في هذا الشأن. أبو الفضل العباس -عليه السلام- في كلمات المعصومين. ما ورد عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام واذا اردنا ان نقف عند بعض معالم شخصية أبي الفضل العباس عليه السلام فإننا سنجد علامة فارقة من اهم العلامات التي تنبئ على اهتمام الامام امير المؤمنين عليه السلام بولده العباس عليه السلام، حيث الجانب الذي اغفله الكثيرون ولم يلتفت اليه المحققون، حتى شهد له الامام عليه السلام بأنه ممن زق العلم زقا، وكان يواكب شخصية ولده العباس في تحولاتها الكمالية التي تعطي قراءة واضحة المعالم في اختزال التقريض والثناء من خلال ما شهد له الامام عليه السلام ويمكن القول ان اهتمام الامام عليه السلام بولده ابي الفضل العباس هو احدى التحضيرات المهمة لتعزيز المشروع الحسيني القادم. والذي يمثل المرحلة الأخطر والاهم في جهود النبي صلى الله عليه واله وجميع أئمة اهل البيت عليهم السلام، ولا بد لهذا المشروع ان تهيئ آليات انجاحه من خلال الاعداد المتقن والتحضير المتكامل على يد المعصومين عليهم السلام. فمن احاديث النبي صلى الله عليه واله إلى تنويهات الإمام علي عليه السلام إلى اعداد الامام الحسن عليه السلام لإنجاح هذا المشروع الرسالي، وكانت الاعدادات متعددة الجوانب، كثيرة الموراد، وكانت شخصية ابي الفضل العباس عليه السلام، من اهم وابرز هذه الاعدادات، ولا بد ان يكون التحضير العلمي لهذه الشخصية من أولويات الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في الاعداد، ليكون هذا العلم مستوعباً، لإطروحة الإمامة ومشروعه المتمثل بنهضة سيد الشهداء عليه السلام.